التسامح هو أن ننسى الماضي الأليم بكامل إرادتنا وأن لا نعاني أكثر من ذلك وأن لا نجد قيمة للكره أو الغضب مع التخلي عن الرغبة في إذاء الآخرين بسبب شيء حدث في الماضي فالتسامح شعور بالتعاطف أو الرحمة ونحمل كل ذلك في قلوبنا مهما بدا لنا العالم من حولنا فهو طريق الشعور بالسلام الداخلي والسعادة.
وبالمفهوم السائد يقول: (سامحت من أخطأ بحقي رغم قدرتي على العقاب).
فكلنا بشر والكل يقع في الخطأ من منا لم يذنب ولم يخطئ بحق غيره؟ سامحوا وتحرروا من الأفكار الانتقامية لا تجعل شياطين الجن والإنس تتحكم في قراراتكم وتغلق أبواب التفاهم.
لا تصغوا إلى أصحاب القلوب الحاقدة بقولهم التسامح لحظته ضعف وليست قوة بل لن تجد موقفاً أقوى من ذلك أن تصفح وتعفو رغم قدرتك على العقاب!
لا تثقل على قلبك بذلك الحقد الذي يمرض جسدك وقلبك فتذهب إلى الطبيب فيبحث عن مكان المرض فلا يجد الداء ولا الدواء فقد أثبت علمياً أن أكثر الناس تسامحاً أطولهم عمراً بسبب خلو عقولهم من الأفكار الانتقامية وقلوبهم من الأحقاد فالتسامح والعفو عند المقدرة سمة الكرم ونبل الأخلاق فما أحوجنا دائماً التحلي فيما بيننا بهذه الصفة الإنسانية التي أشاد بها القرآن الكريم في قوله تعالى (فأعف عنهم وأصفح إن الله يحب المحسنين) فجميل أن نصفح والأجمل أن نجعل الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في صفحه وعفوه وحسن معاملته مع الآخرين فقد قرر مبدأ التسامح فقال: "صل من قطعك واعط من حرمك واعفى عن من ظلمك).
واحزنني ما روي من البعض عندما تفرقوا وتباعدت نفوسهم رفضوا التسامح واصروا على إلحاق الأذى بأنفسهم قبل الآخرين وهو إصرارهم على استمرار معاناتهم الشخصية بحزن دائم وبذكريات مؤلمة عن الآخرين!
فسامح الآخرين من صميم قلبك خالصاً لله كي يسامحك الله فأجرك عند الله عظيم.
ما أجمل التسامح وصفاء القلوب ونقائها عندما لا تحمل داخلها إلا الخير والحب لجميع الناس وتنتشر لغة التسامح بين الناس.
أتمنى أن تبادروا ولا تترددوا في الاعتذار عن من أسأتم إليه وقبول اعتذار من أساء إليكم.
يقول أحد الحكماء:-
"لذة التسامح أطيب من لذة التشفي فالأولى يلحقها حمد العاقبة، والثانية يلحقها الندم".