بعد 50 سنـة من خروج المستعمر ........ الإحتفال الرسمي باللغة الفرنسيـة ؟

بمناسبة الذكرى الخمسون للإستقلال أو خروج المستعمر الفرنسي ، فأجنا السيد الوزير الأول بمراسلة للشروع في التحضيرات للإحتفال بالذكرى 50للإستقلال ، ولكن أغرب مـا جـاء في المراسلة أنها مكتوبة باللغـة الفرنسيـة .
فلست أدرى لمـاذا هذا بالضبـط وقد كان بالإمكـان أن تحترم هذه المناسبـة ويجتهـد الوزير أو من في الوزارة ويكتبونها بالعربية أو بالعربية الدارجـة , أو ربما هي إشـارة لفرنسـا .
ولكن أهم شيء هو أن هنـاك بون شاسع بين من في السلطـة والشعب وهو ناتج على أننا كل ما أتت إنتخابات هرولنـا إلى إختيار نفس الوجوه التي سئمنـا من رؤيتها والإستماع إليها.

ومن قال ان فرنسا خرجت لو خرجت صحيح لما ال بلدنا الى هذه الحال ،لما اهين شعبها بهذه الصورة لو خرجت فرنسا لما سير هذا البلد الى الهاوية .حسبي الله و نعم الوكيل

حسبنا الله اي احتفالات واي استقلال اليوم وبعد مرور نصف قرن اصبح المجاهد وابناءه يخفون هويتهم حتى لايلقون النقد والشماته واللوم على طرد فرنسا

ببقاء ابناء فرنســــا جاثميــــن على صدورنا و بالغــــاء قانون التعريـــــب على يــــد رضــــا هالك و بتحييد التيــــار الوطنـــي (الحقيــــقي) وتغليب اصحــــاب المشروع التغريــــبي و الفرانكوفونــــي فاحمدوا الله انكم تستطيعــــــون التواصـــل بلغـــة القران

فرنسا أخرجت مذمومة مدحورة و الجزائر إسترجعت سيادتها و هويتها ... و المجاهدون و أرامل الشهداء و أبناؤهم و بناتهم أكاليل غار و أوسمة شرف على صدورنا و جباهنا ... و هذه المظاهر غير السوية التي تتحدثون عنها بقدر ما هي مؤلمة للذاكرة الشعبية الوطنية بقدر ما هي آيلة للزوال بفعل التطور الطبيعي للمجتمع الجزائري .. فالجزائر ليست بحاجة إلى قانون للتعريب .. فالحمد لله لقد كونت الجزائر جيلا من المعربين و هم من سيصنع مستقبل الجزائر للخمسين عاما المقبلة ... و فرنسا لن تعود عبر أدواتها .. لأنها لم تتمكن من البقاء من خلال عملائها... الجسد الجزائري جسد غريب في مقاومته لكل ما هو دخيل عليه... حتى " المفرنسين " بحكم تكوينهم ليسوا أقل وطنية منا ... إنما العيب كما قال الزميل في عجز إطارات الوازرة عن تقديم نسخة باللغة العربية لإمضائها من طرف الوزير.. ليس عجزا موضوعيا يتعلق بعدم التحكم في اللغة العربية بل هو من الأمور المقصودة من طرف بعض الجهات المكشوفة و المعروفة.

وماذا يفعل سيادة الوزير-أخي karmes-أذا لم يتحمل مسؤولياته كوزير ومسؤول لفرض أحترام مبدا دستوري وسيادي في مراسلة رسمية .أم تراه هو أيضا متواطىء لذات الجهات المكشوفة والمعروفة .
....تمنيت ونحن على أعتاب مرور نصف قرن على أسترجاع الحرية والأستقلال أن يكون أحتفالنا مميزا ...
تمنيت لو نحتفل في الخامس من جويلية هذا العام بخمسين سنة من الأنجازات ...فنقدم مثلا سيارة جزائرية التصميم والتصنيع...عوض اللهث وراء شركات المستعمر لعل وعسى...
...تمنيت أن يكون "المسجد الأعظم"معلما جزائريا خالصا نفتخر به كعنوان للأستقلال والنجاح وأثبات الهوية ...لا أن يكون معلما نصراني التصميم(مكتب الدراسات الماني) وبوذي الأنجاز (مؤسسة الأنجاز صينية)...
تمنيت ..وتمنيت...وتمنيت........
ماذا أقول ..........؟؟؟؟؟

لن أبالغ فأقول أن الوزير قد يوقع على ما لا يقرأ .. فهذا قول لا دليل لدي عليه .. و لكنني أقول أن إهتمامات الوزير في غير هذا الإتجاه .. و هو لا يعير المسألة إهتماما كبيرا لأن ثقافته ( و لا علاقة لذلك بالوطنية ) تجعل الأمر يبدو عاديا في نظره.
أما عن الإحتفالية المتميزة و ما ذكرته من منجزات .. فو الله نحن مجتمع لا ينتج شيئا ... أقول نحن كمجتمع و لا أقول كأفراد .. تماما كما تضع رونالدو أو ميسي في فريق جزائري محلي ... لديك نجوم و ليس لديك فريق ..
أما أنا فقد تمنيت على الأقل أن نعلن بتاريخ 05 جويلية 2012 عن قضاء الجزائر على أزمة السكن فقط...و لكن ماذا أقول ؟ نحن نعمل بإتجاه صناعة المشكلات و ليس حلها

أه أننا في الجزائر كل شيء بالعكس