دخل أمس عمال الإقامات الجامعية مجددا في إضراب يمتد لثلاثة أيام وذلك على المستوى الوطني، ونجحوا في شل الخدمات بالقطاع بنسبة كبيرة بعد أن لقي إضرابهم استجابة واسعة من طرف الموظفين المنتمين للإقامات الجامعية من إداريين، تقنيين وأعوان أمن ونظافة وكذا عمال المطابخ.

شل العمال المضربون عبر مختلف الإقامات الجامعية المنتشرة على مستوى التراب الوطني الخدمات بصفة كلية، بعد دخولهم في إضراب لثلاث أيام ابتداء من يوم أمس وسيمتد للغد، وهذا بعد عدة إضرابات قاموا بها من قبل كان آخرها أيام 14-15-16 من شهر أكتوبر الماضي، لكنهم لم يلمسوا تجسيد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الوعود التي قدمتها ف يوقت سابق. وأكد متحدث باسم نقابة عمال إقامة بن عكنون لـ"الجزائر" أن سبب دخول العمال في إضراب جديد يعود إلى الوعود الكاذبة التي تلقوها من طرف المسؤولين بتسوية وضعيتهم والنظر إلى انشغالاتهم "لقد جددنا إضرابنا ولن نعود إلى الوراء إلا في حال تسوية وضعيتنا، وأضاف "كما يعلم الجميع لقد قمنا بإضرابات عديدة من قبل لكننا دائما ما كنا نتلقى وعودا مزيفة" ليضيف أنهم كانوا سيدخلون في هذا الإضراب منذ عدة أيام "لكن وفاة الرئيس الأسبق الشادلي بن جديد جعلنا نؤجله إلى يومنا هذا لأن الجزائر دخلت في حداد لثمانية أيام، ومن غير المعقول أن ندخل في إضراب نحن في حداد. وأردف محدثنا بالقول "لقد تلقينا وعودا شهري جوان جويلية بأن تسوى وضعيتنا عندما يتم تشكيل الحكومة الجديدة، لكن مر شهرين عن تشكيل هاته الأخيرة إلا أننا لم نتلق أية رد فعل" موضحا أن الأمينة العامة لنقابتهم السيدة "أفناس" اجتمعت مع الأمين العام لإتحاد العمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد الذي أعطاها وعود رفقة ممثلي نقابات عديدة من جميع التراب الوطني العاملة في القطاع بأن يتم النظر لانشغالات الموظفين وتجسيد مطالبهم، خاصة تلك المتعلقة بإلغاء المادة 87 والتي حسبهم تعتبر مجحفة في حقهم "لقد تم إلغاء المادة 87 من قانون العمل قبل أن يعيدوا إدراجها من جديد، لقد حطمتنا هذه المادة" وأكد المتحدث أن قطاعهم يعتبر الوحيد الذي لم يتم النظر إلى انشغالاته "نحن نطالب بحقوقنا كباقي القطاعات ولا يوجد عامل في الجزائر أجرته الشهرية لا تفوق 13000 دينار، ليضيف المتحدث "رانا نطلبو" وأكد جميع عمال إقامة بن عكنون الذين التقتهم أمس الجزائر أنهم سيدخلون في إضراب آخر الحادي عشر من الشهر الجاري وسيدوم لثلاث أيام "وهذا إن لم نجد حلولا من طرف السلطات المعنية في أقرب الآجال، كما ستجتمع فروع النقابات على المستوى الوطني نهاية شهر نوفمبر الحالي، للتشاور حول إمكانية مباشرة إضراب مفتوح لأننا حقيقة سئمنا من كل ما يحدث" ومن أهم مطالب عمال القطاع حقهم في الاستفادة من سكنات اجتماعية، والرفع في الأجور القاعدية التي لا تفوق 9000 دينار، كما أنهم يطالبون أيضا بإدماج العمال الذين يشتغلون بعقود ما قبل التشغيل.

الطلبة في حالة غليان ويطالبون بتوفير أدنى الخدمات

استاء الطلبة المقيمون بالإقامات الجامعية على مستوى ولايات الوطن من الإضرابات المتتالية التي يدخل فيها عمال القطاع كل شهر، حيث لم يتحمل الطلبة الذين إلتقتيناهم عواقب هذه الإضرابات خاصة في ما يخص الوجبات "نحن مضطرون للخروج ليلا من أجل اقتناء الوجبات، وهذا أمر مزعج خاصة بالنسبة للطالبات"، وأفاد متحدث باسم التنظيم الطلابي بكلية العلوم السياسية والإعلام ببن عكنون "UGEL"، أنهم أصدروا بيانا حمل توقيع جميع التنظيمات من أجل مطالبة العمال المضربين بتوفير أدنى الخدمات للطالب الداخلي، " نحن لا نعارض إضراب ومطالب العمال لأنهم يطالبون بحقوقهم، لكن في المقابل نرجو أن يتفهمونا كما تفهمناهم ويوفروا للطالب خدمات ولو بشكل محدود، والتي تتيح للطالب على مستوى الأحياء الجامعية قضاء الاستفادة من الخدمات، خاصة الإطعام التي حرم منها المقيمون أمس وفي كل مرة يضرب فيها العمال".
جريدة الجزائر 07 11 2012