مترشح أهدى اللجنة مصاحف ومترشحة روت تاريخ حياتها المُحزن

إجابات غريبة في مسابقات التوظيف في قطاع التربية


الاستدعاءات التي وجهتها مختلف مديريات التربية، لقرابة نصف مليون ممتحن لمسابقات التوظيف، ركزت على حضور الممتحنين قبل الساعة الثامنة والنصف صباحا، فأحدثت شبه طوارئ في الثانويات، التي استقبلت الآلاف في عزّ العطلة الصيفية، خاصة أن زمن الامتحان تعطل إلى حوالي العاشرة صباحا. كما حضر المئات من الأولياء والأزواج مع بناتهم وزوجاتهم، فكان المشهد أكثر إثارة من شهادة البكالوريا نفسها، هذا الكمّ من الممتحنين جعل غالبية المراكز تُقدِم على إدخال أربعة إلى ستة مترشحين دفعة واحدة.

ولم تختلف الأسئلة الشفوية كثيرا، خاصة في اللغة العربية، إذ طُلب من الممتحنين تبرير سبب اختيارهم لقطاع التربية والتعليم، وهي أسئلة بعيدة عن القدرة على التلخيص والتحليل والتواصل والمؤهلات التي تحدثت عنها وزارة التربية .

ورغم أن غالبية الإجابات لم تكن صحيحة بل ويمكن اعتبارها "كاذبة" مثل القول بأن اختيار قطاع التربية سيحقق الرقي للبلاد وتربية الجيل الصاعد والمساهمة في تحويل مشعل الشهداء للجيل القادم والعلم نور وإيصاله للآخرين نوع من الجهاد والتضحية.. وغيرها من عبارات لغة الخشب، إلا أن أحد المترشحين في سطيف لم يجد حرجا في القول إنه مُجبر وليس مُخيّرا. وقال أيضا إن تحسن مرتبات الأساتذة في السنتين الأخيرتين صار يسيل اللعاب. وقال إن الدروس الخصوصية أدخلت بعضهم حالة الثراء، إضافة إلى أن الأساتذة لا يتعبون كثيرا بدليل انهيار المستوى، وهي الإجابة التي حيّرت لجنة الامتحان وأضحكتهم، ولكنها ربما كانت الصريحة الوحيدة ضمن الممتحنين. وروت مترشحة تاريخ حياتها للجنة، وكيف تعذب والدها في تربية أبنائه، وبعد كبره حان الوقت أن تحقق ذلك بمنصب عمل في قطاع التربية، ثم أجهشت بالبكاء متوسّلة المساعدة. وفاجأ أحد الممتحنين عضوين من اللجنة، بإخراج مصحفين شريفين من جيبه، ولأن أخذ أي شيء من ممتحن يدخل في إطار الحصول على مزية غير مستحقة أو ما يعرف شعبيا بالرشوة، فإن صاحب المصاحف كان مُجهزا الإجابة وهو أن الهدية لا تُرد خاصة إذا كانت مصحفا شريفا.

سوء التنظيم والانتظار الطويل والازدحام في أروقة ضيقة في انتظار المرور على اللجنة، أدى إلى حدوث حالات إغماء وبعضها كان عبارة عن مشاهد تمثيلية من شابات لأجل تليين قلوب أعضاء لجنة الامتحان، رغم أن وجود أكثر من ممتحن في نفس القسم نسف ظاهريا المحاباة، التي تحدث عنها الممتحنون في العام الماضي، ويبقى ما يحدث في الخفاء في علم الغيب.

ولأن المناصب قليلة جدا، ونسبة النجاح مجهرية فإن غالبية الممتحنين جاؤوا من باب الأمل في حدوث المعجزة، فكانت الأجواء أشبه بالأسواق الشعبية، وأكثر من ذلك في بعض المراكز، حيث تحولت الأمور إلى تبادل "المعاكسة" بين الجنسين من خلال النظرات وتبادل أرقام الهواتف وحسابات الفايسبوك، فقد تفشل في الوظيفة وتحقق شريك الحياة؟


المصدر:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]