من خلال اطلاعي على محتوى المرسوم التنفيذي رقم 12-194 الخاص بتنظيم مسابقات التوظيف ، وكذا التعليمة رقم 01 الصادرة بتاريخ 20 فيفري 2013 والمتعلقة بتطبيق أحكام المرسوم المذكور.
أردت فقط أن أتوجه إلى الإخوة بمنتدانا بهذا السؤال : أي النمطين أكثر مصداقية وشفافية في التوظيف ؟ التوظيف على أساس الشهادة أم التوظيف على أساس الاختبار ؟
حسب رأيي ، بالنظر إلى نص التعليمة رقم 01 الصادرة عن مصالح المديرية العامة للمفتشية العمومية ، فإن التوظيف على أساس الشهادة لا يمتاز بمصداقية وشفافية ، ذلك أنه يكرس مبدأ المحسوبية والمحاباة أكثر من نمط التوظيف على أساس الاختبار ، وهذا لأنه يعطي مطلق التصرف لسلطة التعيين لتوظيف من تشاء ، والتلاعب بالنتائج من خلال سلم التنقيط الموضوع وفقا للمنشور رقم 07 المؤرخ في 28 أفريل 2011 ، كمثال على ذلك تنقيط لجنة المقابلة التي تعد غير مستقلة عن الإدارة ، فلها الحرية في وضع النقاط المناسبة حسب رأي المسؤول للشخص الذي يرغب في توظيفه ، كما أن هذا النمط من التوظيف فيه إهدار لحقوق المشاركين عن طريق إعطاء فرصة أكبر لمن كان يمارس عملا بصفة متعاقد ، فهو لا يتيح الفرصة لمن تحصل على شهادة مباشرة في الحصول على وظيفة للوهلة الأولى بل يجب أن يكون قد عمل بصفة مؤقتة ، على عكس التوظيف على أساس الاختبار فصاحب الكفاءة والتأهيل العلمي هو من يستطيع الالتحاق بالمنصب المفتوح ، ولا يراعى في ذلك فارق السن ، فجميع المشاركين متساوون في الالتحاق بالمناصب العمومية حسب نص الدستور وكذا قانون الوظيفة العمومية .
إن نمط التوظيف على أساس الشهادة يكرس المحسوبية والمحاباة بجميع أشكالها ، من خلال الصلاحية المطلقة لسلطة التعيين في التوظيف ، وهذا ما نلاحظه كثيرا في مسابقات توظيف الأساتذة على مستوى مديريات التربية ، التي تكون نتائجها في الغالب محط احتجاجات من قبل المشاركين في كل الولايات ، إضافة إلى ذلك فإن مفتشيات الوظيفة العمومية دورها يقتصر فقط في الرقابة البعدية لإجراءات المسابقات ومدى مطابقتها لأحكام النصوص التنظيمية الخاصة بذلك ، على عكس التوظيف على أساس الاختبار المهني ، فهناك مركز امتحان حيادي يقوم بتنظيم المسابقة وإعلان النتائج ، دون أن يكون لسلطة التعيين دخل في وضع النتائج.
في الأخير ، يمكن القول أن التوظيف على أساس الشهادة ، يعد بابا فرعيا تم وضعه لتسهيل توظيف أقارب ومعارف المسؤولين ، دون أي عوائق وتحت غطاء قانوني ، في المقابل فإن نمط التوظيف على أساس الاختبار يعد أقل ضررا بكثير ، ويتيح في أوقات عديدة فرصا لأشخاص لا يملكون نفوذا من الحصول على وظيفة.