أخي العزيز ، اشاطرك في الرأي بأن المشرع لفت انتباهه الصعوبات المسجلة على إثر صدور قانون الصفقات العمومية سنة 2010 بدليل تعديله و تتمته ، لكن تبقى دار لقمان على حالها ، خصوصا بتزامنه مع تطبيق الرقابة المسبقة على البلديات ،
أعتقد أنه بالنسبة للصفقات العمومية بمفهوم المادة 06 من ذات القانون ، أصبح من السهل اتخاذ الإجرءات المتعلقة بمنحها ، بدءا من تحضير دفتر الشروط والمصادقة عليه من طرف لجنة الصفقات إلى الإعلان عن المناقصة ، وإجراءات فتح و تقييم العروض ، ثم المنح المؤقت و المصادقة على الصفقة من طرف لجنة الصفقات
لكن بالنسبة للإتفاقيات أو العقود (أقل من 800 مليون أشغال ولوازم ، أو 400 مليون دراسة) ، فقد أصبح شبه مستحيلا القيام بالإجراءات لصعوبتها وتعقيدها ، وسوء فهمها من طرف الشركاء و أعني بذلك الرقابة المالية التي لها ( الزوجة الجديدة المدلعة التي لهاعلمها الخاص) و الخزينة البلدية(الزوجة القديمة المعقدة) ، والوصاية(بمثابة الحمات) حيث لا يجد صاحب المشروع اي سبيل لتنفيذ التزاماته وسط هذه الفوضى ، في غياب تأطير فعلي و كفاءات ملمة بالتنظيم والتشريع,
فعلى سبيل المثال ، لا الحصر ، إذا أراد رئيس بلدية اقتناء مركبة (شاحنة أو سيارة) ، توجب عليه المرور عبر سلسلة من الألغام ، قد تصل مدتها أكثر من سنة و نصف ، في ظل غياب التنظيم المحكم للصفقات ، وفلسفة المراقب المالي و أمين الخزينة من خلال سوء فهم القانون ، والإرتكاز على تعليمات أكل عليها الدهر وشرب
وهكذا تتعطل التنمية المحلية ، ولاأحد يتحمل مسؤولية هذا الإخفاق خصوصا خلال الخماسية الأخيرة ،،، و تحيا الجزائر على كل حال