[rtl] إن طبيعة العمل تستوجب شعورا بأهمية أداء ما علينا دون تعد حدود معينة و نجد في ذالك صنفين من الموظفين ، صنف يتحايل على القوانين ببراعة لا مثيل لها ويعطون بذالك ضميرهم إجــــازة قد تصل إلى سن التقاعد و صنف آخر يعيش في جحيم النزاهة.[/rtl]
الصنف الأول لا يعطي للعمل قيمة متعللا أن أجره لا يستدعي مضي ثمان ساعات بالعمل ، فيقوم بعمل ثان موازاة لساعات عمله ، يحصل على رخص الغياب متعللا بمرض ابنه أو مخاض زوجته أو موت جاره و هناك من يفعل ذالك في مكتبه على حساب المهمة التي أوكلت إليه، وتــــــعد المقاهي عند البعض المكان المفضــــل لذالك و منـــــهم من يميل إلى الإكثار من العـــطل المرضية و لهم في ذالك فنون مبتكرة رجالا كانوا أو نساء ، من مــــــبيت ليلة في المستشفى و اتباعها بشهر راحة حقيقية قد يذهب أثناءها في سفر أو عمرة و آخر من يتعلل بمرض غير موجود و أحتار كيف يحصل بعضهم- حين تنفذ قائمة الحيل- على عطلـــــة مرضية تدوم سنة أو سنتين ، تدفع على عاتق صندوق الضمان الاجتماعي !لا وازع ديني يردعهم و لا أخلاق توقفهم في تماديهم.
الصنف الأول لا يعطي للعمل قيمة متعللا أن أجره لا يستدعي مضي ثمان ساعات بالعمل ، فيقوم بعمل ثان موازاة لساعات عمله ، يحصل على رخص الغياب متعللا بمرض ابنه أو مخاض زوجته أو موت جاره و هناك من يفعل ذالك في مكتبه على حساب المهمة التي أوكلت إليه، وتــــــعد المقاهي عند البعض المكان المفضــــل لذالك و منـــــهم من يميل إلى الإكثار من العـــطل المرضية و لهم في ذالك فنون مبتكرة رجالا كانوا أو نساء ، من مــــــبيت ليلة في المستشفى و اتباعها بشهر راحة حقيقية قد يذهب أثناءها في سفر أو عمرة و آخر من يتعلل بمرض غير موجود و أحتار كيف يحصل بعضهم- حين تنفذ قائمة الحيل- على عطلـــــة مرضية تدوم سنة أو سنتين ، تدفع على عاتق صندوق الضمان الاجتماعي !لا وازع ديني يردعهم و لا أخلاق توقفهم في تماديهم.
كما أن هناك من يتفنن في التكاسل و ارتكاب الأخطاء ، حتى يمل منه رؤســـــاؤه و لم يعودوا يطالبونه بأية مهمة، فضلا عن ذالك الاختصاص الخفي الذي يسمح لبعض الجميلات بالحصول على وظيفة ، ثم عدم القيام بها ...
يقع كل ذالك تحــــــــــت معاناة الصنف الثاني ، أولئك الذين لا يرحمهم ضميرهم أبدا. هؤلاء من يفنون سنوات عملهم و شبابهم في الجد و تحمل كل الأعباء دون أن يلــــــقوا اعتراف من غيرهم ، بل هو الجحود بعينه ، فهم المخطئون دوما بل الخاطئون و إن مرضوا فيتهمون بالتهرب من العمل ، بل إن أكثرهم يرفض أخذ عــــطل مرضية حقيقية، حتى لا يتوقف عملهم، فيدفعون الثمن غاليا من صحتهم و راحتهم و منهم من يهمل أهله أيضا . أولئك الأغبياء مثلي ، بل أعترف أني زعيمة لهم في ذالك و بات لي في ذالك خبرة و دراية و تجربة تقارب العشرين سنة و لم تــــفــــد المقالب و المصائب في التقليل من حدتها.
هؤلاء الحمقى مثلي يعيشون تحت سطوة الضمير، فسواء كان رئيســـــــــهم حاضرا أو غائبا، لا تتغير وتيرة عملهم المتواصلة ، و الويل لهم إن فكروا مرة في المطالبة بأبسط حقوقهم ، كالحصول علي عطلة سنوية كاملة بأيامها الثــــــلاثين ، بدعوى أن عملهم لا يمكن أن يقوم به غيرهم و إن حدثت المعجزة ، تطاردهم أثــــــناءها لعنة الهاتف النقال ، إذ لا يتوقف عن الرنين للقيام بمهمة عاجلة ، في وقت ينام فيه زملائهم من الصنف الأول في وضح النهار طيلة أيام الأسبوع ، دون مراقبة أو محاسبة صارمة.
كل هذا يؤثر على السير الحسن للإدارة على وجــــــه العموم و يدفع بها إلى طريق مسدود ، ذالك أن التعلق النفسي بقطـــــــاع الوظيفة العمومية و الذي قد يعني الثبات في المنصب و الارتقاء في السلم الإداري و التقاعد المضمون لم يعد الميزة التي تستهوي الكثير من الموظفيــــــن الجدد على اختلاف مستوياتهم التعليمية و مشاربهم الاجتماعية و حتى لو أغرتهم للــــــــعمل في بادئ الأمر بسبب شبح البطالة ، فما يلبـــــثون أن يفكروا بالاستقالة مبكرا، أو مسايرة الصنف الأول ، بعد أن يشاهدوا بأم أعينهم مصير من يملك ضـــــــميرا حيا ، قد يموت صاحبه غما قـــــبل أن يبلغ سن التقاعـــــــــد ، فأي مستـــــــــــــــقبل بات لإداراتنا ؟؟ و من يخرج أصحاب الضمير المهني من عالم الغباء؟!