السلام عليكم :

في قراتي للتعليقات على مقال ورد في احدى الجرائد الوطنية ..... والذي تحدث عن معاناة الاطباء من الخدمة المدنية

وجدت تعليق تحدث عن سلوكات الاطباء منذ بداية دراستهم بعد البكالوريا الى غاية ان يصبح بروفسور مقارنة مع ماهو موجود في اروبا ..... واحببت تتم مناقشته بين الاعضاء الكرام مناقشة هادئة وهادفة تبرز مختلف وجهات النظر ....

واليكم هذا التعليق :


الأطباء عموما و الاطباء المتخصصون على وجه الخصوص يكتسبون على مدار سنوات دراستهم الجامعية طباعا و سلوكات من هذا الوسط ترتكز اساسا على الاعتقاد بأنهم أفضل من بقية التخصصات الجامعية الاخرى و انهم افضل من بقية البشر لسبب يكررونه دائما و هو ( عدد سنوات الدراسة ) حتى انهم عندما لا يجدون مجالا يصرفون فيهم كبريائهم الزائفة هذه يتكبرون فيما بينهم حيث ان الداخليين ينظرون الى السنوات الاولى نظرة ازدراء ، كما ينظر المقيمون الى الداخليين نظرة تكبر و تعجرف و الذين اكملوا دراستهم التخصصية ينظرون بنفس الطريقة للذين بدأوها ، و الاطباء القدماء المتخصصون ينظرون بسخرية للمتخصصين الجدد و في قمة هرم التكبر يأتي الأساتذة الكبار les professeurs الذين ينظرون الى الجميع على أنهم حشرات تمشي فوق الأرض .. عقدة النظرة الفوقية التي يعاني منها هؤلاء جميعا جعلتهم ( إلا قلة نادرة ) يقطعون صلة الرابط الوجداني مع المريض الذي ينتمي عندهم الى مستوى اقل بكثير من مستواهم و بالتالي يتعاملون معه على هذا الاساس : احتقار و ازدراء يظهر من خلال طريقة تخاطبهم مع المرضى من خلال اسلوب عملهم الذي يتميز بالتأخر عن مواعيد العمل و الذي يفتقد الى الاتقان لأنهم ينظرون بعين الاحتقار الى كل الناس من جهة و من جهة اخرى لأنهم يستعجلون انهاء مدة الخدمة المدنية التي تحرمهم من جني ثمار سنوات من التعلم خاصة و انهم يرون الاطباء السابقين و هم يحصدون ملايين السنتيمات يوميا في حين انهم لا يتقاضون الا الفتات و السبب واضح : المسالة في رؤوسهم محسومة منذ أول يوم التحقوا فيه بكلية الطب و هو المال

في حين أن الطبيب الأوروبي مثلا يرى في ممارسة الطب متعة حقيقية يثبت من خلالها جدارته و تحديه لإشكاليات علمية متمثلة في المرض و الألم و لذلك تجد هؤلاء في قمة السعادة و هم يرون ثمار عملهم شفاء في اجساد المرضى و ابتسامات على شفاههم.

شكـــــرا ......... مع التقدير والاحترام لكافة الاطباء .