صحيح أيضا أن التغيير المنشود ليس ذلك الناتج عن محاولات فردية هناك و هناك .. بقدر ما هو عمل مدروس و مؤسس يعتمد على الأسس الفكرية و العلمية الضرورية .. لكنني مع ذلك أستغرب مناعة الواقع القائم و صموده أمام كل محاولات التغيير هذه .. أسبحت أتساءل إن كنت في موقف ما قد أسات التقدير أو التصرف أو أن الموقف كان دوما أكبر من أن يؤثر فيه تقديري أو فعلي..
نحن نعمل في بيئة تخشى التغيير .. لأن الحفاظ على الواقع كما هو يشكل على نحو ما حماية لبعض المراكز .. مجرد التفكير في التغيير يجعل البعض يستشعر التهديد .. و بالتالي يقاوم بكل ما أوتي من قوة للتشكيك في جدوى التغيير و يدافع بضراوة عن الواقع القائم.
ترى هل أخطأت في عدم مسايرة الواقع و الإنتفاع منه... هل كان يجب أن أصبح جزء من الواقع .. بدل أن أقف في مواجهته .. أم أن الإنسان يتخذ قراره و يبني عليه مواقفه دون حساب الربح و الخسارة....
أم أن الأمر و ما فيه أن العالم يقف على رأسه و يجب أن يتخذ جسمك وضعا بالمقلوب ليرى الأمور كما هي .. أم أنه " لا يكفي أن يكون هناك نور .. بل يجب أن يكون هناك في النور ما تراه "...
هي أسئلة أطرحها .. لا غير.