و الله الموضوع فيه بعض الموضوعية و لقد طرح للنقاش .. و قد ناقشناه بما نستطيع من موضوعية و " علمية "..
قد نكون غير موفقين ... و لكن لا تترفع عن نقاشنا أخي العزيز ... فلا لغو فيه و لا فيه ما يوجب غضب الله .. و المسألة برمتها متعلقة بالفوارق الجهوية في التنمية و أثرها على التماسك الإجتماعي و الإستقرار السياسي و الأمن القومي ... فهل هناك ما هو أكثر علمية من هذا الموضوع .. إن عدم مناقشة الموضوعات المماثلة لا تلغي وجودها بل تزيد من مخاطرها في ظل سوء الفهم ...
في يوم 3مارس سنة 1980 منع الأستاذ مولود معمري من إلقاء محاضرة حول الشعر الامازيغي في جامعة تيزي وزو، كما قمنا بسلسة من الحماقات منها منع تدريس الانتروبولوجية التي اعتبرها علم كولونيا وتم تعويضها بالدارسات الإسلامية مما ولد رد فعل لفئة من شعبنا تجاه هذا السلوك السلبي فبدأ التوتر من الجامعة وانتقل إلى المدارس والإدارات تم بعد دلك التحق العمال وكافة الشعب وكانت تيزي وزو يوم 20 أفريل 1980 مسرحا لأكبر مظاهرة عرفتها الجزائر بعد الاستقلال عن فرنسا وكما هي عادة الأنظمة تعرض المحتجون لجميع أنواع البطش والقمع . وكان لهده الأحدات أثارا كبيرة ما زلنا نعانيها إلى يومنا هذا.
فلو حاورنا المحتجين يومها حتى و إن كان طرحهم غير علمي فسوف نوفر على هذا الوطن مئات الضحايا و اكثر من 03 عقود .. لكننا تجاهلنا كل ذلك و عدنا بعد 03 عقود لنعترف بأننا كنا على خطأ ... فأعترفنا بالأمازيغية كلغة ثانية و دفعنا تعويضات لضحايا الربيع الأمازيغي ... و مع ذلك لم ننجح في رأب الصدع الذي أصاب تماسك الشعب الجزائري و إنسجامه ضمن مكونات الشخصية الوطنية.
و اليوم نواجه مشكلة حقيقية في السياسة المتبعة مع الجنوب الجزائري و لا أحد يعرف ما يمكن أن تسفر عليه هذه السياسة القاصرة العرجاء... فهل نمنع إلقاء محاضرة أو مناقشة فكرة ثم نعود بعد 03 عقود أي في سنة 2041 لنعترف بأننا كنا على خطأ ....
يا أخي أنا في أقصى الشمال أتدفأ الآن مستعملا الغاز الطبيعي ... و هناك مواطن يسكن على بعد 10 كلم من أهم آبار الغاز في الجنوب يشتري قارورة بوتان بـ 250 دج لا تكفيه ليوم واحد ...
أدعوك صادقا لطرح رؤيتك العلمية للموضوع و سنناقشها بمستوى أكاديمي متميز