الجيل الجديد الى اين؟

سلامي أختي الكريمة..

هذا من صور قصور الرؤى و إنحراف الفكر و سوء التقدير ... فنحن كلنا لآدم و آدم من تراب ... و لقد خلقنا الله و كرمنا بصرف النظر عن جنسنا و عرقنا و ثقافاتنا و صورنا و ألسنتنا و لم يجعل من فضل لعربي على أجمي و لا لأبيض على أسود و لا لرجل على امرأة إلا بالتقوى و بمدى إمتثال الواحد منا لأوامره و إبتعاده عن نواهيه ... فهذه زوجة فرعون في الجنة و هو هالك في النار .. و هذه زوجة سيدنا لوط في النار و هو من أهل الرسالات في الدنيا و من أهل الجنة في الآخرة ... و هذه هند زوجة أبي سفيان قد أسلمت و حسن اسلامها فلا يجوز لنا ذكرها بسوء و هذه زوجة أبي لهب سيئة الذكر في الدنيا و في الآخرة بقرآن يتلى اناء الليل و أطراف النهار إلى أن تقوم الساعة .... و هذه لالا فاطمة نسومر إمرأة عظيمة في تاريخنا لن نبلغ نحن الرجال ما بلغته من جهاد في سبيل الله و شجاعة قل نظيرها.

و لكننا في مجتمعنا أكثر تأثرا بالعادات و التقاليد و الأعراف من تأثرنا بتعاليم ديننا الحنيف .. فحين يخطيء الرجل نقول أنه أخطأ .. و حين تخطيء المرأة نقول أنها قد سقطت ... فالرجل مخطيء و المرأة ساقطة .. نفس السلوك ننظر إليه من زاويتين .. لنأخذ التدخين كمثال .. حين يدخن الرجل نرى الأمر عاديا .. و لكن الويل لإمرأة تدخن ... رغم أن ما يحل للرجل يحل للمرأة و ما يحرم عليه يحرم عليها ...

لا نعلق على لباس الرجل و لكننا نعلق على لباس المرأة .... يسبح الرجل عاريا على الشاطيء فلا نذم سلوكه .. و الويل للمرأة من ذلك .. رغم أن الدين يحرم كشف العورة للجنسين....

كل هذه الإزدواجية مردها قصور العقل عن فهم مقاصد الدين فهما سليما .. و قد صار لنا في الدين وجهات نظر ... هذا إمام ما إن يعتلي المنبر حتى يساوي بين المرأة و الشيطان .. و يستشهد بآيات و أحاديث و كلامه ياتي في غير محلها الصحيح ... يقولون عن سيدنا محمد صلعم أنه قال عن النساء أنهن ناقصات عقل و دين ... و يفسون هذا الحديث الشريف تفسيرا خاطئا ... فهل يعقل أن يقول المصطفى عن أمه آمنه بنت وهب و عن أمهات المؤمنين أنهن ناقصات عقل و دين .. و هذا مدعي علم يقف متحدثا على تفوق الرجل على المرأة مستشهدا بآية كريمة " الرجال قوامون على النساء" و هو أجهل الناس باللغة العربية و لا يفهم معنى القوامة .. أفيعقل أن يقول الله العدل الحق المقسط كلاما كهذا ....
العيب ليس في ديننا الحنيف الذي جعل المرأة مساوية للرجل في كل شيء و لم يفرق بينهما إلا فيما له بالجانب الفيزيولوجي البحت ... فالمرأة هي نصف المجتمع و هي التي تلد و تربي النصف الآخر.