--------------------------------------------------------------------------------
أحفظ لسانك من ثمانية ؟؟
عائض القرني
الأول :
الكذب في الجد والهزل ولا تعود نفسك الكذب هزلا فيدعوك إلى الكذب في الجد والكذب من أرذل الرذائل، إذا عُرف به الشخص واشتهر عنه سقطت عدالته.
وإذا أردت أن تعرف قبح الكذب من نفسك فانظر إلى كذب غيرك وإلى نفرت نفسك عنه واستحقارك لصاحبه واستقباحك لكذبه.
وكذلك فافعل في جميع عيوب نفسك فإنك لا تدري قبح عيوبك من نفسك بل من غيرك فما اتسقبحته من غيرك يستقبحه غيرك منك بلا شك فلا ترض لنفسك ذلك.
الثاني :
الخُلف في الوعد فإياك إن تعد بشيء ولا تفي به بل ينبغي أن يكون الإحسان منك إلى الناس فعلا بلا قول فإن اضطررت إلى الوعد فإياك أن تخلف إلا لعجز أو ضرورة.
فإن ذلك من علامات النفاق، قال عليه الصلاة والسلام:" أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر " (متفق عليه).
الثالث :
حفظ اللسان من الغيبة، والغيبة ذكرك أخاك بما يكرهه لو سمعه، ويدخل فيها التمثيليات ومحاكات الهيئات.
الرابع :
المِراء والجدال ومناقشة الناس في الكلام لأن فيه إيذاءً للمُخاطب وتجهيلا له وطعنا فيه وفيه ثناء على النفس وتزكيةً لها بمزيد الفطنة والعلم ثم هو أيضا مشوش للعيش فإنك لا تماري سفيها إلا يؤذيك ولا تماري حليما إلا يقليك ويحقد عليك ويسعى في أذيتك غالبا.
الخامس :
تزكية النفس، قال الله تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )
قيل لبعض الحكماء: مالصدق القبيح؟ فقال: ثناء المرء على نفسه فإياك أن تتعود ذلك واعلم أن ذلك ينقص قدرك حتى عند الناس.
فإذا أردت أن تعرف أن ثناءك على نفسك لا يزيد في قدرك عند غيرك فانظر إلى أقرانك وزملائك إذا أثنوا على أنفسهم بالفضل والجاه والمال.
وكيف يستنكره قلبك عليهم ويستثقله طبعك وكيف تذمهم عليه إذا فارقتهم فاعلم أنهم مثلك بالضبط بالكراهة والذم.
السادس :
اللعن فإياك أن تلعن شيئا مما خلق الله من حيوان أو طعام أو إنسان بعينه ولا تقطع على أحد من أهل القبلة بشرك أو نفاق أو كفر فإن المطلع على السرائر هو الله جل وعلا فلا تدخل بين العباد وبين الله تعالى.
السابع :
الدعاء على الخلق فاحفظ لسانك عن ذلك، وإن ظلمك فكل أمره إلى الله تعالى واحتسب الأجر من الله.
الثامن :
المزاح والسخرية والاستهزاء بالناس فاحفظ لسانك منه في الجد والهزل فإنه يريق ماء الوجه ويسقط المهابة ويستجلب الوحشة ويؤذي القلوب.
وهو مبدأ الشر واللجاج والغضب ومفتاح العداوة والتصارم والتدابر ويغرس الحقد في القلوب فاحذر أن تمازحهم وإن مازحزك فلا تجبهم.
وأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وكن من الذين إذا مروا باللغو مروا كراما.
وعليك بالابتعاد عن من اتصفوا بهذه الصفات اللتي هي السخرية.
والمزح والاستهزاء ونحوها كالغيبة والكذب والنميمة والتجسس على المسلمين.
عافانا الله وإياكم وجميع المسلمين والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم