الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
فإن الموظف الجديد ليس مجرد قطعة غيار أو ترس يتم تركيبه في آلة صماء؛ إنه إنسان يكفي مجرد وجوده بين المجموعة أن يؤثر في إعادة ترتيب الأولويّات، أو يحرك مركز ثقل الفريق بالاتجاه الموجب أو السالب.
ومما لا شك فيه أنه سيتأثر بثقافة المجموع، ولكنه يؤثر –أيضاً- في تلك الثقافة بالسلب أو بالإيجاب, وفيما يلي نقاط يجب وضعها في عين الاعتبار في مسألة التعامل مع الموظف الجديد:
1- تأثير الموظف الجديد:
إن وظيفة المدير هي إبعاد المخاوف قدر الإمكان، وهذا يعني أن يُطمئن الموظفين القدامى، وأن يُساند الموظف الجديد.
2- الانطباعات الأولى:
ماذا تريد للموظف الجديد أن يتعلم خلال الأيام القليلة الأولى؟ ومن سيكون معلمه الرئيس؟ فالانطباعات الأولى تترسخ في النفس، خاصة إذا كانت سلبية، سيكون من الصعب تغييرها, علاوة على ذلك فإذا لم يكرس المدير وقتاً كافياً يساعد الموظف على أن يبدأ العمل بثقة فسوف يتبادر إلى ذهن الأخير بأن وجوده من عدمه لدى الإدارة.
3- برنامج التعريف الرسمي:
على كل موظف أن يختار برنامج التعريف الذي تعدّه المؤسسة, مثل هذا البرنامج يقدم معلومات أساسية وواضحة عن المؤسسة وسياستها العامة وأهدافها وهويتها وإجراءاتها الداخلية، كما يشير ضمناً إلى الصورة التي تودّ المؤسسة أن تبدو في نظر مجتمع العملاء والموردين والمنافسين المحيطين بها.
4- ما الذي على المؤسسة أن تقوله؟
يجب أن يتضمن برنامج التعريف الرسمي معلومات عما يلي:
• تاريخ المؤسسة.
• الهيكل التنظيمي.
• وظائف الإدارات المختلفة.
• سياسة الإدارة تجاه العملاء والموظفين.
• منتجات المؤسسة وخدماتها.
• ما تتوقعه المؤسسة من الموظفين.
• امتيازات الموظفين.
5- ما الذي تقوله أنت كمدير؟
برنامج التعريف الرسمي يقدم الموظف للمؤسسة، بينما يقدمه مديره المباشر لإدارته وعمله, وعليك أن تلاحظ في نهاية هذا اليوم الحافل أن الموظف الجديد سيشعر بالإرهاق الشديد وبعدم قدرته على الإلمام بكل التفاصيل، هنا يمكنك طمأنته بأنك تقدر موقفه تماماً، ولا داعي للقلق, فقد أثقل كاهله بكم هائل من الأسماء والتعليمات التي يسمع بعضها لأول مرة، ولا يمكنه أن يهضم كل ذلك في يوم واحد.
6- كيف تمهد الطريق أمام الموظف؟
• قابله ببساطة وبدون رسميات.
• لست بحاجة لأن تأسره بهيبتك وبأهمية منصبك.
• كرّس له كل وقتك ما دام في صحبتك.
• لا تنتقد المؤسسة أمامه، بل أعرب عن فخرك الشديد بها.
7- احذر من أن ترهقه بالمعلومات:
لا يمكن للموظف الجديد أن ينتظر أسبوعين أو ثلاثة لكي يتعرف على طبيعة عمله الجديد، فهو يريد أن يعرف كل شيء من أول يوم, لذلك بيّن له طبيعة عمله من منظور متكامل يعكس كافة أهداف المؤسسة.
9- الإجراءات والمعايير:
أفصحْ بوضوح عن كل ما تتوقع من الموظف الجديد, فإذا لم تخبره بالنظم واللوائح فسوف يتعلمها من الآخرين أو يكرر الأخطاء, وربما يرتكب أخطاء جديدة.
9- أعطه خارطة تفصيلية:
كل موظف جديد يحتاج إلى معرفة عدد من الأماكن الهامة:
• موقع مكتبه.
• موقع مكتبك.
• مكان تناول الغداء داخل المؤسسة أو خارجها.
• إدارة شؤون الموظفين للحصول على معلومات تخص امتيازاته وإجازاته وما إلى ذلك.
10- قدّمْه لزملائك:
أنت وحدك المسؤول عن تقديم الموظف الجديد لزملائه الذين سيعمل معهم, فلا تولّ هذه المهمة لسكرتيرك أو لأي زميل آخر يتصادف وجوده عندك لحظة وصول الموظف الجديد.
11- واجبات العمل:
أخيراً، قدّم الموظف الجديد إلى الشخص الذي سيتولى تدريبه, لا تعطه عملاً صعباً خلال اليوم الأول, بل ابدأ ببعض الأعمال السهلة التي تتلاءم تماماً مع قدراته وخبراته مما يعني زيادة ثقة الموظف بنفسه وبثّ روح الحماس فيه