فقد نشرت مجلة "العلم والحياة"الفرنسية science et vie في عددها الأخير رقم1137لهذا الشهر (جوان 2012)مقالا مثيرا تناول النتائج التي توصل اليها الفريق البحثي الأمريكي تحت أشراف عالم البيولوجياvalter longoبعد بحوث وتجارب طويلة نشرت أولى نتائجها في عام2008.وقد أجريت الدراسات والتجارب في البداية حول تأثير تقليل الغذاء وحتى منعه لمدة زمنية تطول أو تقصر لدى بعض أنواع الحيوانات(ذبابة الدروزوفيلا فئران وقرود...)على أبطاء بعض مظاهر الشيخوخة.وقد أكتشف العالم valter longo أن التأثير المذكور يمس حتى الخلايا ولكن بتأثيرات مختلفة حسب أنواعها فالخلايا السرطانية مثلا أكثر حساسية للصوم (تقليل وحتى منع كامل للتغذية) مقارنة بغيرها.
ففي حين تقلل الخلايا العادية (السليمة) من التفاعلات كنوع من المقاومةوالحماية ..نجد الخلايا السرطانية وعلى العكس من ذلك قد دخلت في حالة أضطرابية و زادت من التفاعلات مما يؤدي الى أضعافها وبالتالي يسهل تطبيق الأجراآت العلاجية المعروفة (الكيميائية والأشعاعية)وبنسبة نجاح تفوق المعدل المعروف سابقا حتى مع بلوغ المرض مرحلته الأخيرة.
فقد لاحظ الفريق البحثي أن الفئران المصابة بالسرطان في مرحلتة الأخيرة والغير معالجة تموت بنسبةمئة بالمئة قبل 40يوم في حين تموت 90 في المئة من الفئران المعالجة كيميائيا في نفس المدة .بالمقابل فأن40في المئة من الفئران التي خضعت لمنع الغذاء(الصيام)مع علاج كيميائي مرافق قد بقيت حية ثلاثة أشهر بعد العلاج وهي نتيجة أكثر من رائعة في مواجهة السرطان .
ومع نشر هذه النتائج خلال 2008 وما أحدثته من ضجة سارعت العديد من الهيئات والمختبرات الى الشروع في تطبيقها على المرضى .وعلى الرغم من أن النتائج كانت مشجعة للغاية -مع عدم ظهور أعراض جانبية مهمة-كما صرح العالم valter longo الا أن الأمر لا زال في بدايته كما يرى علماء آخرون الى غاية أجراء المزيد من البحوث والتجارب المراقبة على المرضى (تجارب أكلينيكية)-وهو ما يجري فعلا حاليا في الولايات المتحدة على نساء مصابات بسرطان الثدي-حتى يمكن أعتمادها كأسلوب ثوري في علاج السرطان.
.......وصدق الصادق حين تركها مدوية قبل أكثر من أربعة عشر قرنا:"...صوموا تصحوا..."