ففوجئت و انصدمت بخبر الى و هو :
الأمن يحقق والفعل الإجرامي غير مستبعد
النيران تلتهم "بيت مال" الجزائريين يوم العيد!
شب ليلة أول أمس، التي تصادف أول أيام عيد الفطر المبارك، حريق مهول بالمطبعة الرسمية لبنك الجزائر الكائن مقرها بحي المعدومين في الرويسو بالجزائر العاصمة، في حدود الساعة التاسعة و45 دقيقة ليلا وقد أدى الحريق إلى تلف العديد من الوثائق والأوراق الخاصة بطباعة الأوراق النقدية، فيما لم تسجل أية خسائر بشرية لحسن الحظ، لتزامن ذلك وعطلة العيد فضلا عن وقوع الحادث ليلا.
وحسبما أفادت به مصادر أمنية موثوقة لـ"الشروق" وبناء على التحريات الأولية، فإن الحريق شب بعد نصف ساعة من وصول حمولة الأوراق الموجهة لصناعة الأوراق النقدية، وهو ما يرجح فرضية الفعل الإجرامي.
وفي اتصال معه، قال الملازم الأول للحماية المدنية في ولاية الجزائر، سفيان بختي، لـ "الشروق" أمس، أن مصالح الحماية المدنية تلقت بلاغا حول بداية حريق في بنك الجزائر، جندت على إثره إمكانات كبيرة لإخماد الحريق، منها 28 شاحنة إطفاء وخمس سيارات إسعاف فضلا عن السلالم الهوائية الميكانيكية التي تم استعمالها للولوج إلى المكان الذي تعرض للحريق، وأوضح المتحدث أن التدخل الذي كان في أوانه جنّب البنك خسائر كبيرة خاصة منها تعرض المطبعة الوطنية لطباعة الأوراق النقدية للتلف بسبب لهيب النار، وأشار المتحدث إلى تعرض مخزن واحد خاص بالأوراق للحرق، هذا الأخير تمكنت مصالح الحماية المدنية المجندة من إخماد نيرانه نهائيا في حدود الساعة الثالثة صباحا من يوم أمس الاثنين، وما تزال مصالح الحماية المدنية ترابض بالمكان، وأشار الملازم الأول للحماية المدنية إلى إشراف العقيد مصطفى لهبيري، المدير العام للحماية المدنية شخصيا على عملية الإطفاء بمعية مدير الحماية المدنية لولاية الجزائر.
من جهتها، فتحت مصالح الشرطة القضائية للمقاطعة الوسطى لأمن ولاية الجزائر، تحقيقا في ملابسات القضية، إذ تواجدت بقوة رفقة مصالح الشرطة العلمية بعين المكان أمس الأول، وواصلت تحرياتها في القضية أمس، ولم تستبعد مصادر مقربة من ملف التحقيق، العمل الإجرامي في القضية، خصوصا وأن الحريق شب بعد نصف ساعة فقط من وصول حمولة الأوراق الخاصة بطباعة الأوراق النقدية، فيما دونت مصالح الشرطة في محاضرها وجود فرضية لنشوب شرارة كهربائية أو حريق ناجم عن بقايا سيجارة يكون قد رماها أحد العمال المداومين ليلة الحادثة، تضاف إلى فرضية العمل الإجرامي المتعمد، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات النهائية.
وقد تنقلت "الشروق" أمس، إلى عين المكان حيث كانت رائحة الحريق تعم الأرجاء، وتزامن تواجدنا مع وفود قادمة وأخرى ذاهبة من البنك، فضلا عن تواجد سيارة للشرطة وأخرى للحماية المدنية، وقد أفاد شهود امتلاء المكان بالدخان حتى أن البعض صعب عليه التنفس بشكل عادي، يقول كهل في الخمسينيات "لم نستطع حتى التنفس بسبب الدخان الكثيف"، أما شاب آخر كان في المقهى المقابل للبنك فقال أن الحريق شب في حدود العاشرة إلا ربع، حيث كانت الطريق خالية من المارة، "يقال أن الأمر يتعلق بسيجارة أو شرارة كهربائية"، يقاطعه آخر "يقولون أنهم أضرموا النار من أجل السرقة وتحينوا فرصة غياب العمال عن المطبعة للقيام بجريمتهم".
وفي السياق ذاته، طلبت "الشروق" مقابلة أحد المسؤولين بالبنك لتقديم توضيحات عن الحادثة، غير أن طلبنا قوبل بالرفض من قبل حارس الباب الذي أكد غياب كل المسؤولين عن المكان.
ومعلوم أن "دار النقود" برويسو تعدّ "بيت مال الجزائريين" كونها مصدر صناعة وطباعة العملة الوطنية.