اتهمت تنسيقية الأسلاك المشتركة والأعوان المهنيين، المراقبين الطبيين بتحريض المرضى ضد العمال المحتجين بهدف كسر الإضراب، ما تسبب في نشوب مناوشات كلامية بين الطرفين نتيجة توقف مختلف النشاطات العلاجية، متسائلين عن سبب عدم تحرك هؤلاء المسؤولين
''حينما كان المرضى يموتون أمام أعينهم خلال إضراب الأطباء المقيمين''.
انتهى أمس الإضراب الوطني الذي دخل فيه عمال الأسلاك المشتركة والأعوان المهنيون في قطاع الصحة، منذ ثلاثة أيام، دون أن تتحرك مصالح الوزارة لاحتواء غضب المحتجين، الذين انتقدوا موقف مسؤولي الوصاية ''السلبي'' مع الحركة الاحتجاجية، وتأكيدهم على أن مصالح الوزارة عقدت لقاء مع ممثلي التنسيقية واتفق الطرفان على فتح الملف للتفاوض.
واعتبرت الفروع النقابية ردة فعل وزارة الصحة بمثابة هروب إلى الوراء، باعتبار أن ممثليها لم يعقدوا أي لقاء مع الوزير، منذ آخر جلسة عمل وصفت بـ''الفاشلة''، كما حذر ممثلو الأسلاك المشتركة والأعوان المهنيون، من محاولات عدد من رؤساء المصالح والمراقبين الطبيين، على مستوى مختلف المؤسسات الاستشفائية، ''استغلال'' المرضى في ''حربهم'' ضد المضربين، من خلال ''تحريضهم'' على إثارة الفوضى داخل المصالح والدخول في مناوشات مع منخرطي التنسيقية، بهدف كسر الإضراب.
وقال محدثونا، بأن تنظيمهم، ليس أول من بادر بالحركات الاحتجاجية والإضرابات ''لماذا لم يتحرك المراقبون الطبيون حينما أضرب الأطباء المقيمون وتسببوا في حدوث وفيات بين المرضى، ولماذا لم ينتقد الأساتذة الطبيون ورؤساء المصالح الوضع، حينما دخلوا في إضراب دام عشرة أيام متتالية... هل فكر هؤلاء في معاناة المرضى..''.
وبلغت نسبة الاستجابة للإضراب أمس حوالي 100 بالمائة حسب التنسيقية، غير أنه شهد نشوب مناوشات كلامية بين العمال المضربين والمرضى في عدد من المصالح خاصة مركز مكافحة السرطان، بسبب تأجيل مواعيد إجراء حصص العلاج بالأشعة، ويتعلق الأمر بحالات قدمت من مختلف مناطق الوطن، لم تتمكن من الظفر بالموعد إلا بشق الأنفس، صدمت بالشلل الذي أصاب مختلف مصالح المركز.
وهو ما انتقدته الشبكة الوطنية لجمعيات المرضى، على لسان رئيسها عبد الحميد بوعلاق، حيث تأسفت للوضعية المزرية حسبها التي تعيشها المنظومة الصحية، محملة العمال المضربين ووزير الصحة على حد سواء مسؤولية المعاناة المسجلة على مستوى المستشفيات.
وقال بوعلاق في تصريح لـ''الخبر''، بأن الوضع الحالي ''لا يبشر بالخير'' في إشارة إلى عودة الاحتجاجات بسبب سياسة ''الغلق'' التي يمارسها عبد العزيز زياري منذ مجيئه إلى الوزارة، عكس ما كان يقوم به الوزير السابق جمال ولد عباس، الذي كان يستقبل شركاءه الاجتماعيين للاستماع إليهم على الأقل ''حتى ولو لم يكن لذلك أية نتائج على أرض الواقع..''.
جريدة الخبر 18 10 2012