استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) Empty تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..)

avatar
karmes
موظف درجة 12
ذكر

الاقامة : عنابة

المشاركات : 9268

نقاط : 13578

تاريخ التسجيل : 25/06/2011

تمت المشاركة الأربعاء 13 مارس 2013, 07:33
  • تقييم المساهمة: 50% (2)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن معنى الآية هو أن الله لا يغير حال قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وذلك شامل لتغيير حالتهم الدنيوية من خير إلى شر، أو من شر إلى خير، فبسبب معاصيهم يتغير حالهم من سعادة لشقاء، والعكس كذلك، وعلى هذا يدور أغلب كلام المفسرين.

قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ {الرعد:11}. بين تعالى في هذه الآية الكريمة: أنه لا يغير ما بقوم من النعمة والعافية حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة الله جل وعلا. والمعنى: أنه لا يسلب قوما نعمة أنعمها عليهم حتى يغيروا ما كانوا عليه من الطاعة والعمل الصالح، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ {لأنفال:53.

وقوله: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}. وقد بين في هذه الآية أيضاً: أنه إذا أراد قوما بسوء فلا مرد له، وبين ذلك في مواضع أخر كقوله: وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ {الأنعام: 147}. ونحوها من الآيات. وقوله في هذه الآية الكريمة حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ يصدق بأن يكون التغيير من بعضهم كما وقع يوم أحد بتغيير الرماة ما بأنفسهم فعمت البلية الجميع، وقد سئل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثير الخبث. اهـ.

وقال ابن القيم: وهل زالت عن أحد قط نعمة إلا بشؤم معصيته فإن الله إذا أنعم على عبد بنعمة حفظها عليه ولا يغيرها عنه حتى يكون هو الساعي في تغييرها عن نفسه إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ {الرعد:11}.

ومن تأمل ما قص الله تعالى في كتابه من أحوال الأمم الذين أزال نعمه عنهم وجد سبب ذلك جميعه إنما هو مخالفة أمره وعصيان رسله، وكذلك من نظر في أحوال أهل عصره وما أزال الله عنهم من نعمه وجد ذلك كله من سوء عواقب الذنوب كما قيل:

إذا كنت في نعمة فارعها *** فإن المعاصي تزيل النعم

فما حفظت نعمة الله بشيء قط مثل طاعته، ولا حصلت فيها الزيادة بمثل شكره، ولا زالت عن العبد بمثل معصيته لربه، فإنها نار النعم التي تعمل فيها كما تعمل النار في الحطب اليابس... اهـ.

وقال السعدي: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ من النعمة والإحسان ورغد العيش، حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها فيسلبهم الله عند ذلك إياها.. وكذلك إذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة. انتهى.

وقال الشيخ محمد رشيد علي رضا في تفسير المنار:

كل مذنب يقع عليه عقاب ذنبه في الدنيا يندم ويتحسر ويعترف بظلمه وجرمه إذا علم أنه هو سبب العقاب، وما كل معاقب يعلم ذلك لأن من الذنوب ما يجهل أكثر الناس أنه سبب للعقاب، وأما الذنوب التي مضت سنة الله تعالى بجعل عقابها أثرا لازما لها في الدنيا فلا تطرد في الأفراد كاطرادها في الأمم، ولا تكون دائما متصلة باقتراف الذنب، بل كثيرا ما تقع على التراخي فلا يشعر فاعلها بأنها أثر له، مثال ذلك أن ما يتولد من شرب الخمر من الأمراض والآلام لا يعرف أكثر السكارى منه غير ما يعقب الشرب من صداع وغثيان، وهو مما يسهل عليهم احتماله وترجيح لذة النشوة عليه، وأما ما يولده السكر من أمراض القلب والكبد والجهاز التناسلي، وما يترتب عليه من ضعف النسل واستعداده للأمراض وانقطاعه أحيانا وغير ذلك من الأمراض الجسدية والعصبية (العقلية) فهي تحصل ببطء، وقلما يعلم غير الأطباء أنها من تأثير السكر. ثم قلما يفيد العلم بها بعد بلوغ تأثيرها هذه الدرجة أن تحمل السكور على التوبة، لأن داء الخمار يزمن وحب السكر يضعف الإرادة، ومضار الزنا الجسدية أخفى من مضار الخمر والميسر، ومفاسده الاجتماعية أخفى من مضاره الجسدية، فما كل أحد يفطن لها. ويا ليت كل من علم بضرر ذنبه بعد وقوعه يرجع عنه ويتركه ويتوب إلى الله تعالى منه، ولا يكتفي بالاعتراف بظلمه، ولا بالإقرار بذنبه، فإن هذه لا فائدة له فيه لا في دنياه، ولا في دينه، وإذا كان الراسخ في الفسق لا يتوب من ذنب وقع عليه ضرره وعلم به، فكيف يتوب من ذنب لم يصبه منه ضرر أو أصابه من حيث لا يدري به ؟ إنما تسهل التوبة على المؤمنين الذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب، وإلا فهي لأولي العزائم القوية الذين تقهر إرادتهم شهواتهم فهم الأقلون.

وأما ذنوب الأمم فعقابها في الدنيا مطرد، ولكن لها آجالا ومواقيت أطول من مثلها في ذنوب الأفراد، وتختلف باختلاف أحوالها في القوة والضعف كما تختلف في الأفراد بل أشد، فإذا ظهر الظلم واختلال النظام ونشأ الترف وما يلزمه من الفسق والفجور في أمة من الأمم تمرض أخلاقها فتسوء أعمالها وتنحل قواها، ويفسد أمرها وتضعف منعتها، ويتمزق نسيج وحدتها، حتى تحسب جميعا وهي شتى - فيغري ذلك بعض الأمم القوية بها، فتستولي عليها، وتستأثر بخيرات بلادها، وتجعل أعزة أهلها أذلة. فهذه سنة مطردة في الأمم على تفاوت أمزجتها وقواها، وقلما تشعر أمة بعاقبة ذنوبها قبل وقوع عقوبتها، ولا ينفعها بعده أن يقول العارفون: يا ويلنا إنا كنا ظالمين. على أنه قد يعمها الجهل حتى لا تشعر بأن ما حل بها، إنما كان مما كسبت أيديها، فترضى باستذلال الأجنبي، كما رضيت من قبل بما كان سببا له من الظلم الوطني، فينطبق عليها قولنا في المقصورة:

من ساسه الظلم بسوط بأسه *** هان عليه الذل من حيث أتى

ومن يهن هان عليه قومه *** وعرضه ودينه الذي ارتضى

وقد تنقرض بما يعقبه الفسق والذل من قلة النسل، ولا سيما فشو الزنا والسكر، أو تبقى منها بقية مدغمة في الكثرة الغالبة لا أثر لها تعد به أمة. وقد تتوالى عليها العقوبات حتى تضيق بها ذرعا، فتبحث عن أسبابها، فلا تجدها بعد طول البحث إلا في أنفسها، وتعلم صدق قوله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ {الشورى:30} ثم تبحث عن العلاج فتجده في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ {الرعد:11}. وإنما يكون التغيير بالتوبة النصوح، والعمل الذي تصلح به القلوب فتصلح الأمور، كما قال العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم إذ توسل به عمر والصحابة بتقديمه لصلاة الاستسقاء بهم: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يرفع إلا بتوبة. خلافا للحشوية الذين يستدلون به على أن البلاء إنما يرتفع كرامة للصالحين الذين يتوسل بهم المذنبون والمفسدون. ومتى علمت الأمة داءها وعلاجه فلا تعدم الوسائل له.

فلينظر القارئ أين مكان الشعوب الإسلامية من هذه العبرة، والشعور بعقوبة الجناية والحاجة إلى علاج التوبة، وقد ثلت عروشها، وخوت صروح عظمتها على عروشها، وكانت أجدر الشعوب بمعرفة سنن الله في هلاك الأمم واتقائها، وأسباب حفظ الدول وبقائها، فقد أرشدها إليه القرآن، ولكن أين هي من هداية القرآن، وقد ترك تذكيرها به العلماء، فهجره الدهماء، وجهل أحكامه وحكمه الملوك والأمراء، ثم نبتت فيها نابتة لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، أقنعهم أساتذتهم أعداء الإسلام، بأن لا سبب لهبوطها وسقوطها إلا اتباع القرآن، فأضلوهم السبيل، ولفتوهم عن الدليل، فذنب هؤلاء أنهم يجهلونه، وذنب أولئك أنهم لا يقيمونه، هؤلاء مقلدة للأجانب الطامعين الخادعين، وأولئك مقلدة لشيوخ الحشوية الجامدين، فمتى تنتشر دعوة المصلحين أولي الاستقلال، فتجمع الكملة بما أوتيت من الحكمة والاعتدال، على قول الكبير المتعال: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ {الرعد:11}. اهـ

وأما عن موضوع الهداية فان الدعاء بصدق من أعظم أسبابها ففي الحديث القدسي: يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم. رواه مسلم. وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم في افتتاح قيام الليل: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. رواه مسلم.

وبداية طريق الهداية من سلكها زاده الله هدى كما قال تعالى وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ {محمد: 17}. وقد ذكر العلماء أسبابا للهداية من أهمها:

1- الإيمان بالله، قال تعالى: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ {التغابن:11}

2- المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {لأعراف: 158}، وقال: وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا {النور: 54}.

3- الحرص على تعلم الوحي والعمل بما علم منه، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً* وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا {النساء: 66-68}.

4- المواظبة على العبادات من صلاة وزكاة وصوم وغيرها، قال تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ {التوبة:18} وعسى من الله واجبة كما قال ابن عباس.

5- وجود العاطفة الربانية التي تجعل المسلم يحب ويبغض ويعطي ويمنع لله ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار.

وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان. والحديث صححه الألباني.

إلى غير ذلك من الأسباب التي ذكر بعضها في الفتوى رقم:16610، مع المحافظة على البعد عن أسباب ضعف الإيمان، وقد ذكر بعضها في الفتوى رقم: 10800.

والله أعلم.

منقول
المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) Empty رد: تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..)

mouadafa
mouadafa
موظف درجة 7
انثى

الاقامة : mosta

المشاركات : 529

نقاط : 628

تاريخ التسجيل : 14/04/2012

العمل : mouadafa
المزاج المزاج : حسب الحالة

تمت المشاركة الأربعاء 13 مارس 2013, 10:11
جزاك الله خيرا...نحن في أمس الحاجة إلى التذكير والوعي والتماس واستيعاب الحقائق
التي قل ما نتوقف عندها لإصلاح أنفسنا
هدانا الله لما فيه خيرللأمة


تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) Empty رد: تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..)

الكلمة الطيبة
الكلمة الطيبة
موظف درجة 12
انثى

الاقامة : الاغواط

المشاركات : 2606

نقاط : 4609

تاريخ التسجيل : 06/12/2012

العمل : مهندسة
المزاج المزاج : أحترم من يحترمني

تمت المشاركة الأربعاء 13 مارس 2013, 21:21
جزاك الله خيرا أستاذ كرمس


تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) Empty رد: تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..)

avatar
karmes
موظف درجة 12
ذكر

الاقامة : عنابة

المشاركات : 9268

نقاط : 13578

تاريخ التسجيل : 25/06/2011

تمت المشاركة الخميس 14 مارس 2013, 12:25
  • تقييم المساهمة: 50% (2)
احمد البخاري كتب:و هذا ما ينطق على الشعوب الاسلامية التي تثور (تخرج) على حكامها ..يريدون التغيير بتغيير الحكام ..في حين اننا امرنا بان نغير ما بانفسنا من التزام شرعه و سلوك الاخلاق الفاضلة ..

و الله ذلك ما كنت أقصده من وراء إدراجي للموضوع .. بارك الله فيك أخي أحمد


تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) Empty رد: تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..)

avatar
karmes
موظف درجة 12
ذكر

الاقامة : عنابة

المشاركات : 9268

نقاط : 13578

تاريخ التسجيل : 25/06/2011

تمت المشاركة الخميس 14 مارس 2013, 12:49
ماذا يقول المؤمن في مواجهة هذا الأمر الغريب عن مجتمعاتنا الإسلامية ... خير الكلام كلام الله عز وجل :

" ربنـــا لا تؤاخذنـــــا بمــــا فعـــــل السفهـــــاء منـــــا "

و الله أخي أحمد ... و قبل أن نتحدث عن درجة العقوبة و ما فيها من عوامل الردع ... أود أن أركز على امر آخر ... فهذا المجرم قد تم إطلاق سراحه تطبيقا لما يسمى " عقوبة النفع العام " ... و ما يؤسفني أنني شخصيا كنت من الذين صفقوا بكل بلادة و سذاجة لهذا المفهوم الجديد الذي تم إدخاله على قانون العقوبات في بلادنا ... بل و كنت من المتعصبين في الدفاع عنه و أنا أتحاور مع بعض الزملاء .. لم أكن أعتقد أنه سيؤدي إلى مقتل طفلين بريئين ... لم أكن أدري أن أحد القضاة سيسمح بإطلاق مجرم إلى الشارع تطبيقا لقانون وضع في الأصل لغيره.

هؤلاء النوع من الناس يجعلونني أكثر إيمانا بوجوب تطبيق حدود الله ... و إن كان ذلك لا يحتاج إلى إيمان أحد أو إنكار أحد ... فقد نناقش آراء بعضنا البعض ... و لكننا لا نجرؤ على مناقشة شرع الله تعالى ... و نحن نرى يوما بعد يوم كم نحن في حاجة إلى تطبيق هذه الحدود.

صراحة لقد وجب تطهير المجتمع من هذا الصنف من الناس ....فما عدنا نأمن على انفسنا و ذوينا ...


تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) Empty رد: تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..)

مرقوجة
مرقوجة
موظف درجة 11
انثى

الاقامة : صفاء النفس

المشاركات : 984

نقاط : 1172

تاريخ التسجيل : 04/04/2011

العمر : 46

العمل : موظفة
المزاج المزاج : سعيدة رغم كل شيء

تمت المشاركة الجمعة 15 مارس 2013, 20:11
نحن أمة أعزنا الله بالأسلام،فأذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله,

المعاني جميلة جدا لمن يتفكر في أبسط ما يمر به في حياته و لن تجد لسنة الله تبديلا، و لن تجد لسنة الله تحويلا، و لهذا فمن المفيد دائما أن نحاول مراجعة أنفسنا أمام كل ابتلاء يحل بنا و أن نستغفر الله حتى و لو أحسسنا -عن جهالة- بأننا لم نسئ و لم نخطئ في حق أنفسنا و في حق غيرنا,
اللهم اجعلنا ممن يهتدي بهديك و لا يصر على معصيتك ,


تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) Empty رد: تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..)

بوسيف
بوسيف
موظف درجة 1
ذكر

الاقامة : المدية

المشاركات : 85

نقاط : 92

تاريخ التسجيل : 21/03/2011

العمل : والو
تمت المشاركة الأحد 17 مارس 2013, 14:16
احمد البخاري كتب:لقد عدت اخي كارمس لان قلبك حي ..و كم اعتقدنا من امور تبين لنا بعدها اننا كنا في غي ..و لكن نترقب عودة اولياء الامور الى شريعة ربهم ..فهم يدركون تماما انه لا صلاح لنا حكاما و محكومين الا ذاك..

بارك الله فكم على هاته الغيرة عندى ملاحظة على كلمة نترقب عودة اولياء الامور ....هل تمزح !!! أترك لك الجواب


تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) Empty رد: تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..)

aminach
aminach
موظف درجة 12
انثى

الاقامة : Guelma

المشاركات : 2289

نقاط : 4315

تاريخ التسجيل : 13/05/2012

العمل : عون رئيسي للإدارة الاقليمية
المزاج المزاج : الحمد لله

تمت المشاركة السبت 23 مارس 2013, 16:40
  • تقييم المساهمة: 100% (1)
تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) 8XpPj


تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) Empty رد: تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..)

avatar
karmes
موظف درجة 12
ذكر

الاقامة : عنابة

المشاركات : 9268

نقاط : 13578

تاريخ التسجيل : 25/06/2011

تمت المشاركة السبت 23 مارس 2013, 16:54
أبلغ تعبير و أصدق صورة ..


تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) Empty رد: تفسير قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..)

zaki49
zaki49
موظف درجة 7
ذكر

الاقامة : Tissemsilt

المشاركات : 539

نقاط : 766

تاريخ التسجيل : 26/10/2014

العمر : 50

العمل : موظف
المزاج المزاج : متفأل على الدوام~و الحمد لله

تمت المشاركة الأحد 26 أكتوبر 2014, 18:39
شكرا .....وبارك الله فيك ........ !


استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى