بسبب نقص التمثيل وتهديدات الإدارة
استجابة متفاوتة لإضراب عمال البلديات
نجح المجلس الوطني لعمال البلديات في شل عدد من بلديات الوطن، حيث بلغت نسبة الإضراب، حسب ممثلي النقابة، 60 بالمائة، فيما رضخ العمال في بلديات عديدة إلى تهديدات الإدارة بالفصل والمتابعة القضائية في حالة الانخراط في الاحتجاج.
انتقد رئيس المجلس الوطني لعمال البلديات، علي يحيى، الضغوط الشديدة التي مارستها الإدارة ضد مستخدمي البلديات في مختلف الولايات، حيث قال بأن هذه ''التجاوزات'' كانت وراء تخوف عدد كبير من هؤلاء من الاستجابة لنداء إضراب اليومين الذي انطلق أمس.
وبرر ذات المتحدث عدم انخراط عمال عدد كبير من البلديات سيما على مستوى العاصمة، على غرار بلديات المدنية، سيدي امحمد، الجزائر الوسطى، محمد بلوزداد وباش جراح، بدرجة التجند لدى هذه الفئة، فمعظم المستخدمين، يضيف، ليسوا على علم بوجود تنظيم نقابي، لأنهم لم ينتخبوا في الأساس فرعا نقابيا يمثلهم داخل البلدية ويتفاوض باسمهم.
وبناء على هذه المعطيات، قال رئيس المجلس إن إضراب أمس واليوم هو بمثابة إعلام جميع مستخدمي البلديات بوجود وعاء نقابي يمثلهم تحسبا لإضراب منتصف أفريل، حيث دعاهم إلى ضرورة التجند و''التضحية'' من أجل تحسين أوضاعهم المهنية، على غرار ما هو حاصل في قطاعات الصحة والتربية، على اعتبار أنه لم يتم لحد الآن الإفراج عن القانون الأساسي الخاص بهذه الفئة.
استجابة محدودة ببلديات غرب الوطن
لم يعرف الإضراب الذي دعا إليه المجلس الوطني لعمال البلديات، المنضوي تحت لواء النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية ''سناباب''، استجابة بالشكل المرتقب عبر تراب ولاية وهران، بحيث لم تُضرِب سوى بلدية بئر الجير وبنسبة 50 بالمائة.
كما كان متوقعا، فإن إضراب عمال البلديات بولاية وهران قاطبة سوف لن يشكل الحدث بسبب انتماء هذه الشريحة في 99 بالمائة من بلديات الولاية إلى نقابة المؤسسة التابعة للمركزية النقابية، غير أن هذا لم يمنع العديد منهم من التعبير عن مساندتهم لزملائهم المضربين، ما دام الاحتجاج يتعلق بمصير كل عمال البلديات عبر الوطن بغض النظر عن انتماءاتهم النقابية.
من جهته، أكد المكتب الولائي لنقابة بوهران، أن البلدية الوحيدة المهيكلة بشكل رسمي هي بلدية بئر الجير التي بلغت نسبة الاستجابة بها 50 بالمائة، مشيرا أن هناك بلديات لهم حق التواجد فيها وستتم هيكلتها مستقبلا لضم عمالها إلى موجة الإضراب المقررة بيومين مع نهاية كل شهر وهي: فديل، بوتليليس والقطاع الحضري ''كنستال''.
وفي بقية بلديات الغرب، أفاد مراسلونا أن الإضراب لم يعرف استجابة بولاياتهم، حيث أنهم لاحظوا أن نشاط هذه الهيئات مستمر دون توقف ولو لساعة واحدة تعبيرا عن تضامنهم مع نظرائهم بباقي الولايات. وهذا في كل من سيدي بلعباس ومعسكر وتلمسان وعين تموشنت، وتيارت، وسعيدة وبشار، وغيرها.
وأجمعت التقارير الخاصة أن سبب عدم مشاركة الجهة الغربية في هذا الحدث الوطني، أن بلدياتها غير مهيكلة بحيث لا يوجد بها منخرطون في نقابة ''سناباب''، الأخيرة التي لها ممثلون على مستوى مقرات الولايات فقط وليس البلديات. فوهران التي تعتبر عاصمة الغرب لا توجد بها إلا بلدية منضوية في راية التنظيم النقابي متبني الإضراب.
بلديات شرق الوطن غير معنية بالإضراب
عرفت بلديات الشرق، أمس، حركة عادية للعمل دون تسجيل أي اضطرابات أو اختلالات، حيث لم تشارك في الإضراب الوطني.
ففي قسنطينة اشتغل عمال البلديات الـ12 بصفة عادية جدا ولم يقوموا بأي إضراب، لكون نقابتي السناباب والاتحاد العام للعمال الجزائريين اللتين تمثلان أغلب العمال لم ترسلا أية إشعارات بالإضراب، ولم تقوما بأي خطوة نحو ذلك، على غرار ما حدث في تبسة حيث لم تشن أي بلدية من بين الـ28 المتواجدة بها أي حركة بشأن الإضراب الوطني، بحيث أن عاصمة الولاية بـ488 عامل واصلوا عملهم بصفة عادية طيلة الـ48 ساعة الماضية. وبرر المراقبون عدم شروع عمال البلديات في الإضراب بتبسة إلى أن مجموعهم منضوون تحت لواء المركزية النقابية. أما في سطيف فقد ذكر مسؤولون بالبلدية أن العمال بصدد الانخراط في النقابات المعتمدة، وبالتالي لم يتمكنوا من إجراء الإضراب الذي يتمنون أن يخوضوا فيه لطرح انشغالاتهم ونيل مطالبهم.