الإجازة هي توقف الإنسان عن عمله مدة معينة في السنة
بموافقة
جهة عمله، إن كان موظفاً بالقطاع العام أو الخاص وبرغبته
إن كان غير موظف لدى الغير إلا أن الملاحظ زيادة التمتع بالإجازة
خلال فترة الصيف وهو أمر طبيعي يعود سببه إلى العطلة المدرسية
حيث يتفرغ المواطن مع أولاده لقضاء الإجازة داخلياً أو خارجياً.
والإجازة حق للموظف سواء كان الموظف حكومياً أو موظفاً
بالقطاع الأهلي، حيث أوردت هذا الحق كل من أنظمة الخدمة
الحكومية وأنظمة العاملين في المؤسسات الأهلية أو الخاصة بما
فيها نظام العمل. ولقد حرصت هذه الأنظمة الوظيفية على ضرورة تمتع الموظف بإجازته السنوية والإنسان لا يستغنى عن الإجازة مهما
كان موقعه سواء كان موظفاً كبيراً أو رجل أعمال أو موظفاً متوسطاً أو صغيراً وتختلف مدة الإجازة السنوية من فئة لأخرى.
والإجازة السنوية تمنح للموظف الحكومي وغيره براتب كامل وتعتبر ضمن مدة الخدمة النظامية فهي محسوبة لكافة الأغراض
الوظيفية بما فيها احتسابها لغرض التقاعد والتأمينات
الاجتماعية.
والإجازة وإن كانت حقاً للموظف العام وموظف القطاع
الأهلي، إلا منحها للموظف مرهون بموافقة جهة عمله لكونها
المسؤولة عن مصلحة العمل والمصلحة العامة في حدود نشاطها،
فمنح الموظف إجازته ينبغي ألا يتعارض مع مصلحة العمل باعتبار أن مصلحة العمل أولى من مصلحة الموظف إلا أن هذا لا يعني تحكم الإدارة العامة أو
الخاصة في
حق الموظف بالتمتع بإجازته إذ أن عليها أن تضع برنامجاً
سنوياً خاصة في وقت موسم الإجازات وهو فترة الصيف لتمتع الموظفين
بإجازاتهم وبما يضمن استمرار حركة العمل وعدم تأثيرها
بغياب الموظفين المجازين، ورب تساؤل يطرح عن سبب هذا الحرص من الأنظمة على تمتع الموظف بإجازة براتب كامل مع أنه لم يؤدِ العمل خلالها إذ
المبدأ (أن
الأجر يقابل العمل).
والإجابة على ذلك تتمثل في أن حرص أنظمة العاملين في القطاعين الحكومي والأهلي على تمتع الموظف بالإجازة وبراتب كامل إضافة
إلى استفادته
من مدتها لكافة الأغراض الوظيفية يعود للأسباب التالية:
إن في الإجازة السنوية للموظف
راحة بعد عمل ما يقارب السنة ذلك أن بعض أعمال الوظائف يكون فيها جهداً غير عادي يتمثل في زيادة كمية العمل أو الحضور شبه الدائم للدوام
قد يكون في
الصباح والمساء معاً، فتمتع الموظف بالإجازة سوف يعطيه
راحة في جسمه ونفسه، وهو ما يتمشى مع القول الكريم {لا يكلف الله
نفساً إلا وسعها} ومع ما ورد بالسنة الشريفة (روحوا عن
أنفسكم ولو ساعة فإن القلوب إذا تعبت كلت).
تعتبر الإجازة فرصة لزيارة بيت
الله الحرام والمسجد النبوي وفرصة كذلك لزيادة الترابط الاجتماعي بزيارة الأقارب والأصدقاء.
إن الإجازة فرصة أيضاً للموظف لقضاء بعض أموره الضرورية التي لم تمكنه الظروف من قضائها وهو على رأس العمل.
يستطيع الموظف خلال مدة إجازته أو جزء
منها التفرغ للقراءة أو البحث أو اكتساب مهارة معينة في مجال اللغات أو الحاسب الآلي أو الاتصالات ونحو ذلك.
بإمكان الموظف وعائلته خلال الإجازة
الاطلاع على كثير من المواقع سواء في المدينة التي يوجد بها مقر عمله أو خارجها التي لم يستطع زيارتها خلال وجوده على رأس العمل أو السفر
للتعرف على كثير من الأماكن السياحية والأثرية والحضارية
في بلاده كمناطق عسير والباحة وتبوك والجوف والشرقية
ومدائن صالح والمركز التاريخي في العاصمة الرياض ونحو ذلك.
سوف يعود الموظف الكفء لعمله
بعد انتهاء إجازته وهو أكثر إقبالاً ونشاطاً وحيوية مما سينعكس
ايجابياً على عمله، أما الموظف المقصر فسوف تكون الإجازة فرصة لجهة عمله للكشف عن المزيد من سلبياته ومعالجتها.
من صيد الانترنت