بداية - و في رأيي المتواضع - لا يصح إطلاقا توقيف الأشغال المتعاقد عليها بدعوى إفساح المجال لإبرام ملحق مهما تكن طبيعته .... إلا إذا كان مبرره خارجا عن إرادة الطرفين و غير قابل للتوقع و هي حالة تعالج بأوامر توقيف الشغال و إستئنافها بصرف النظر عن وجود ملحق من عدمه.
يعطي الأخ السائل تبريرا أرى وجوب التعمق فيه قليلا إذ لا يمكن الأخذ به على هذه الحال من العموم و الغموض و لا يمكن أيضا إتخاذ موقف بشأنه دون الوقوف على تفاصيله.... و كلام الأخ ليس بعيدا عن الواقع .... ففي أحيان كثيرة يكون تنفيذ جزء من الأشغال المتعاقد عليها بموجب الصفقة متوقفا على إنجاز أشغال أخرى تحتاج إلى إبرام ملحق.
و عموما، في حالة تخفيض كميات و إدخال كميات جديدة سواء في إطار الصفقة أو خارجها .. فالمسألة تعالج في الملحق نفسه من خلال التوافق على أجل إنجاز تناسبي يتم ضبطه على أساس الكميات الإضافية موضوع الملحق ( مع مراعاة الكميات الملغاة أو المخفضة ) ...و بالتالي لا نكون في حاجة إلى توقيف الأشغال بدافع الحرص على عدم التأثير على آجال الإنجاز طالما أن الملحق يعطي للأشغال الإضافية تلك آجالا مستقلة عن الأجل التعاقدي الأصلي.
و هنا يكون من نافلة القول التذكير بوجوب تضمين الصفقات تفصيلا صريحا و دقيقا لآجال الإنجاز طبقا لمخطط تنفيذ الأشغال المتفق عليه ... فليس من السليم النظر إلى آجال الإنجاز نظرة قاصرة جامدة واحدة موحدة ... فكل مشروع يتم تنفيذه على مراحل .. و لكل مرحلة آجل إنجاز محددة في مخطط الأشغال ... و حتى عقوبات التأخير يجب تطبيقها على التأخر المسجل في إنجاز كل مرحلة ... بهذه الطريقة وحدها نتحكم أكثر في تسيير المشاريع حسب نظرتي للأمر.... فليس معقولا أن يستغرق المقاول نصف الأجل التعاقدي في أشغال الحفر و الأساس و هو الذي تعهد بإنجازها في الأسبوع الأول إلى الثاني على سبيل المثال ...
و بخصوص أمر الخدمة ... فلا يجوز إطلاقا تنفيذ أي أشغال إضافية في غياب أمر بالخدمة صادر حصرا عن مسؤول المصلحة المتعاقدة ... فإبرام الملحق وحده لا يكفي .. لأن الملحق كالصفقة لا يدخل حيز التنفيذ إلا إعتبارا من تاريخ تبليغ الأمر بالخدمة المتضمن الشروع في العمل... و علينا أيضا أن نستوعب امرا أساسيا .. فأوامر الخدمة هي وسيلة التخاطب التي من خلالها يتم تنفيذ الإلتزامات التعاقدية و هي التي تنشأ حقا لهذا الطرف على الطرف الآخر .. و هي التي تتخذ أساسا لإحتساب الآجال و ما إلى ذلك من تفاصيل.
لا ادري إن كنت قد فهمت السؤال جيدا... آمل أن أكون قد فعلت.