حملني حارس المدرسة الى قاعة يقال لها قسم واجلسني في مقعد خشبي الى جانب طفل بدا منذالوهلة الولى انه مشاكس .. نظر نحوي .. تأمل ملابسي ثم اطلق ضحكة عالية وسرت **وشوشة** وضحكات بين الاطفال كانوا ينظرون الي .. فهمت انهم يسخرون مني.. ويهزؤون لمشهدي في الملابس الضيقة ولكنني لم اتأثر .. ولم اعر ماحدث اهتماما كان كل همي ان ارى المعلم .. ترى ماهو شكله ؟ هل يشبه عم حسين قال لي شقيقي الأكبر** علي** هذا الصباح
وهو يستعد للذهاب الى عمله في البستان **عم عمر -** ان المعلم لايرحم .. وله عصا غليظة يلقي بها على كل من لايجيد الانصات والتركيز ولايحسن إعداد مايسمى بالدروس
كم أكره العصا.. اراها الان .. عصا ابي تنهال على امي فجأة سمعت صوت غليظا يدعونا الى الوقوف
على صوت الغليظ كان معلمنا **سي احمد** لطيف تحدث معنا برقة وحدد مايلزمنا من اوراق واقلام وكتاب للقراءة واخر للحساب كما علمنا تقاليد التحية والوقوف في حال جاءنا زائر.
بعد نحو ساعة غادرنا القسم في نتظار ان نعود من الغد محملين بأدوات الدرس لننطلق في التهام الحروف الازلى وخاصة الارقام الاولى
غادرت القسم جريا فوجدت ابي امام المدرسة في انتظاري اقتسمت معه رغيف ** الخبز بالزيت** ورحت اسرد عليه ماحدث في يومي الاول في المدرسة والكنني تجاوزت ذكر موقف سخرية الاطفال
مني...خشيت من ان اخدش كبرياءه وأبي رجل معتز براباطة جاشه .. خشيت ان المح الانكسار في عينيه .. ثم انني نسيت الحادثة .. واريد ان اتعلم لأصبح **إطارا** كما يقول شقيقي **جمال**
عدت الى المنزل فكانت امي في انتظاري هي الأخرى حملتني بين ذارعيها وراحت تمطرني اسئلة عن المدرسة والتلاميذ والمعلم والقسم.
اعدت عليها ما حدث عشرات المرات ..ثم انشغلت بالأدوات والكتب التي جاني بها ابي **صدقة** اخرى من **عم حسين**
انطلقت الدروس وجدتني بسرعة محل اهتمام المدرسة ..فقد تميزت بذكائي وفطتني واستلطف المعلم نشاطي فصرت الاقرب اليه.
التلاميذ انفسهم لم تعد ملابسي تثير سخريتهم .. كانوا يتسابقون لمشاركتي اللعب والجلوس بجانبي وكان ذلك يزيد في اعتدادي بنفسي واتحدث به الى اخواتي وافي فخر وزهو.
تواصل تفوقي في سنوات المرحلة الاولى من الدراسة **المرحلة الابتدائية** وكنت الاول في المدرسة
وفي الاثناء تزوجت شقيقتي **شريفة** من ابن الجيران وذهبا للاقامة في منطقة قريبة .. تزوجت ايضا **اختي سامية** من طباخ صديق لوالدي .. فتنفس **اقصد ابى** الصعداء افهم الأن جيدا سر قسوته ..فلها مبرراتها ..وادرك الان ايضا انكسار امي ..اوه كم يشقنى اليوم
انقضضت على ست سنوات كاملة من الدراسة في المدرسة واكدت تفوقي بنجاحي في مناظرة **السيزيام * نجاحي هذا فتح لي ابواب المعهد وبدأ الحلم يكبر شيئا فشيئا صار طموحي ان اشتغل معلما او ممرضا او صحفيا.
لكن من اين لنا بمصاريف المعهد
هل سيواصل **عم حسين** مد يد المساعدة لى ؟
لم انتظر كثيرا لأعرف الاجابة فقد جاءنا عم حسين بعد ايام من الاحتفال بتفوقي وقال لى لقد وجدت لك عملا في العطلة فلتهنأ ياولدي .تفوقت رغم الفقرو والبؤس فكبر حلمي وصبحت صحفيا 1153
يتابع
المحقق الصحفي محمد غضبان