Decrease font Enlarge font
النخبة السياسية التي تنفق جهدها في رصد الحالة الصحية للرئيس، وتدير الطواحن حول التعديل الدستوري، كان أجدر بها أن تتعقب أخبار الإعلان القريب عن إغلاق الحكومة الفدرالية الأمريكية على إفلاس ألعن من إفلاس اليونان، ما لم ينقذ الجمهوريون الإدارة قبل 17 أكتوبر برفع سقف المديونية إلى 17 ألف مليار دولار.
وما كان للخبر أن يعنينا لو لم يكن نصف احتياطنا من العملة الصعبة مخزنا بالدولار المهدد بالانهيار إن عاجلا، ساعة الإعلان الرسمي عن إفلاس الحكومة الأمريكية، أو آجلا في كل الأحوال أواسط السنة القادمة، كما يجمع خبراء الاقتصاد والنقد، كان أكثرهم إلحاحا الروسي أليكسندر آيفازوف، الذي استشرف ساعة انهيار الدولار بين أواخر 2013 وأواسط 2014 واستبعد إمكانية إنقاذه كيفما كانت الحلول المقترحة.
الدول الحريصة على مدخراتها بدأت منذ انفجار أزمة 2008 تنقل بيضها من السلة الأمريكية المتهالكة إلى السلة الأسيوية الواعدة، وعند الشك دخلت سوق الذهب لتأمين مدخرات شعوبها بتحويل أوراقها الخضراء إلى ذهب أصفر.
مدير البنك المركزي الجزائري قد يرد علينا بالتقديرات الدولية التي تضع الجزائر في المرتبة 22 على قائمة أكبر الاحتياطات العالمية من الذهب، والثانية عربيا بعد السعودية، لكنه أعجز ما يكون، هو ووزير المالية، عن مكاشفة الرأي العام بأمرين:
الأول: هل يضمن أحدهما أو كلاهما سلامة أكثر من 100 مليار دولار من مدخراتنا، من تبعات انهيار الدولار حالة حصوله، وسيحصل عاجلا أم آجلا؟
الثاني: هل يسمح لنفر مختار من الشخصيات الوطنية المستقلة معاينة احتياطنا من الذهب، إن كان له وجود بخزائن البنك المركزي؟
السؤال الثاني مشروع، بعد أن علمنا كيف اعترف وزير مالية ألمانيا، صاحبة ثاني مخزون من الذهب بعد الولايات المتحدة، أنه لا يعلم أين يوجد ذهب الألمان، فيما راجت أنباء عن تبخر احتياطي أمريكا من الذهب.
ولمن لا يعلم ويبقي على ثقته في الورقة الخضراء فإن "الاحتياطي الفدرالي" الذي يعادل البنك المركزي عندنا، هو مؤسسة خاصة أسسها الصيارفة اليهود سنة 1913 لتفتك من الحكومة السلطة الملكية الأولى للدولة في سن العملة، حتى إن أكثر الروايات صدقا تلصق تهمة اغتيال كينيدي بهذه العصابة، بعد أن علمت بشروعه في طباعة دولار فدرالي جديد، رغم تحذيرات والده العليم بالطبع الإجرامي لفريق اللصوص من رفاق آل روكفلير وغولدمان ساكس.
وإذا كان قد بدا للمعارضة أن تحرج السلطة، فلتسألها عن ذهب الجزائر: هل هو مؤمّن في "بيت المال" أم ذهب مع ذهب الألمان؟ وما مصير 100 مليون دولار من التهديد بإحدى السوءتين: المصادرة بالقوة، أو التبخر مع سقوط الدولار؟
حبيب راشدين - جريدة الشروق- ليوم 09/10/2013