المؤرخ في 14 ديسمبر 1998
متعلق بظروف العمل للوثائقيين ـ الأرشيفيين
إن توظيف الوثائقيين ـ الأرشيفيين من طرف الإدارات المركزية وكذا المصالح الخارجية للدولة والجماعة المحلية، يدل على المكانة المرموقة التي يحتلها الأرشيف في تسيير الحياة الإدارية والعلمية والثقافية في بلادنا.
إن هذا المجهود الذي يمكن اعتباره بأصح تعبير مفخرة، أثر نوعا ما على تقاليد العمل وذلك بإدخال مناهج وطرق جديدة في تسيير الأرشيف.
إن التكفل بهذه الثروة الوطنية من طرف إطارات مكونة بجامعاتنا لدليل على الأهمية التي تدلي بها أعلى سلطات الدولة فيما يخص أرشيفها.
مهام هذه الإطارات أينما عينت هي حماية ومعالجة الأرشيف بصفة ديناميكية كون الأرشيف مصدر معلومات لتسيير القضايا الجارية وثروة ثقافية وتاريخية وطنية.
لاحظنا في أغلب الحالات أن مكانة ودور هذه الإطارات مفهوم بصفة جيدة، إلا أن بعض القطاعات تجاهلت الوظيفة الحقيقية للوثائقي ـ الأرشيفي وهمشتها عن باقي الخدمات الإدارية.
وبالفعل لقد وصلني أن بعض الإدارات تستخدم المختصون في الأرشيف في وظائف غير التي تكونوا فيها وعينوا من أجلها، فنقص المستخدمون الإداريون لا يبرر إطلاقا اتخاذ مثل هذه القرارات المؤسفة للغاية.
إن عودة الوثائقيين ـ الأرشيفيين إلى المهام التي عينوا من أجلها أمر موصى به.
كما لاحظنا أنه بالرغم من بعض الأضرار والمخاطر التي يتعرض لها الوثائقيين الأرشيفيين، عين البعض منهم بمحلات غير لائقة ومضرة للصحة بحجة أن هذه المخازن هي الأماكن المخصصة لحفظ الأرشيف (في ظروف سيئة).
ففي هذا المجال ألح على أن هذه المحلات لا بد أن تصان أولا وتنظف ثم تخصص بصفة نهائية لحفظ الأرشيف، ولا يكون لها أي اتجاه آخر ثانية، خاصة إذا اعتبرنا الجانب الأمني.
وعلى كل لا يسمح إطلاقا تعيين موظفون بهذه الأماكن بصفة دائمة، فمعالجة الأرشيف تتم داخل المكاتب وليس بمخازن الأرشيف.
ومما سبق ذكره أكرر مرة أخرى أنه نظرا لتكوينهم وشهاداتهم الجامعية واختصاصهم لا يمكن في أي حال من الأحوال تكليف الوثائقيين ـ الأرشيفيين بمهام غير التي عينوا من أجلها، إن هذا النوع من تغيير الاتجاه يمنع منعا باتا ولا بد أن تصحح هذه التجاوزات.
وبما أن الوثائقيين ـ الأرشيفيين ينتمون إلى سلك التأطير فمن الملزم أن تخصص لهم مكاتب نظامية كباقي الإطارات الأخرى على حد سواء، ومن غير المسموح في أي حال من الأحوال تعيينهم بأماكن مضرة لا تصلح حتى لحفظ الأرشيف.
إن المديرية العامة للأرشيف الوطني تلح على أن الإجراءات المنصوص أعلاه أن تؤخذ بعين الاعتبار وتطبق من طرف جميع المؤسسات بغرض تحسين مردود الوثائقيين ـ الأرشيفين الشبان.
المدير العام للأرشيف الوطني
عبد الكريم بجاجة