هذا العنوان أوحاه إلي صديق ليس من أصحاب الأقوال, ولا من ذوي الأموال ولكنه مستور الحال هو’’ بدر الدين شعيري’’, يسعى عاى زغب صغار وهومهموم-شأن كل ذي قلب حي-بوضع الأمة التي هو  جزءمنها.وهو يقصد بمعوق الحركة الشيخ الشهيد أحمد ياسين, قعيد الكرسي المتحرك منذ مدة طويلة, ويقصد بمعوقي الارادة أولئك الملوك, والرؤساء والامراء العرب, ضخام الاجسام الذين رأيتهم تعجبك أجسامهم, وإن يقولوا تسمع لقولهم,ولكنهم -لموت قلوبهم وإنعدام ضمائرهم- خشب مسندة
لقد صدق صديقي, وأصاب كبد الحقيقة في هذا الوصف, وهذه  المقارنة.
فالشيخ أحمد ياسين المريض,, المقعد لم يلق المعاذير, ولم يقعد مع القاعدين, ولم يتخلف مع الخوالف, بل تحدى االأمراض والاعاقة, وتصدر الصفوف, وقاد الزحوف, فتسنمّ ذرى المجد.
وأما كبراؤنا من ملوك ورؤساء, وأمراء,ذو البطون الواسعة, والمناكب العريضة, والرؤوس الكبيرة,والاموال الكثيرة, فهم كهشيم تذروه الرياح.
إن كرسي الشيخ أحمد ياسين المهتريء أشد رهبة في قلوب اليهود من عروش حكام العرب الوثيرة,والمذهبة, ودباباتهم.
وإن عباءة الشيخ أحمد ياسين البسيطة ,التي لايتجاوز ثمنها دراهم معدودة لأغلى عند الله وعند المسلمين كل من يملكه هؤلاء الحكام.
وإن شسع نعلي أحمد ياسين لأثمن من سيارات حكامنا الفارهة المكيفة والمصفحة.
لم يكن الشيخ أحمد ياسين عندما يتحدث  يرغي ويزبد, ويصيح ويلوح بيده, بل كان هادئا كالطود العظيم في رسوخه, وكالاعصار المدمر في جهاده....
كان يتكلم قليلا ويعمل كثيرا, أما حكامنا فقد ملأوا الدنيا جعجعة وصياحا واحتكروا الصحف والمجلات , والتلفزات والاذعات ظنا منهم أن ذلك يقربهم منا, فزدادوا عنا بعدا, فلم ينالوا منا حبا , ولم ينالوا من أعدائنا إحتراما. لم يكن الشيخ أحمد ياسين يملك طائرات ولا دبابات ولا مدافع, وإنما كان يملك قلبا حيا , وإرادة قوية , وعزما صلبا, فأرهق إسرائيل, وأذاقها الحنظل, وقذف الرعب والهلع في قلوب اليهود وأطار النوم من عيونهم وأقضّ مضاجعهم, كل ذلك بعدد قليل  من المجاهدين وبأسلحة بسيطة وذالك مالم يفعله حكامنا الذين يزينون صدورهم بأوسمة قصديرية , ويملكون جيوشا جرارة, وأسلحة فتاكة, ولكنهم أستعملوا ذلك في قهر الشعوب وإذلالها فما أحقر الرئيس او الملك الذي يهين جنديا من الجنود- فضلا عن ضابط سام- بتركيعه ليقبل يده الملوثة بقتل الابرياء.
لقد أظهر استشهاد الشيخ احمد ياسين قيمته في أعين المسلمين ومكانته في قلوبهم, فخرجوا يشيعون ما بقي من جسده  الطاهر الى جنة عرضها السموات والارض.
هاهي علامة من علامات تكريم الله -عزّوجل لهذا العبد الصالح المجاهد فقد إتخذه شهيدا إذ قتله أشد  الناس عدواة للذين آمنوا وقد قتلوه وهوعلى طهارة بعد ان فرغ من انبل عمل هو مناجاة ربه في صلاة الفجر وإن قران الفجر كان مشهودا.
رحم الله أحمد ياسين وانزل عليه شآيب رحمته.


 منقول لكم من كتاب ’’ اشعة الشروق’’ لمحمد الهادي حسني