الطريق من هنا
• يجب أن تكون كلماتك واضحة متميزة، كما ينبغي أن تكون العبارات متماسكة غير مفككة، موجزة غير مسهبة، تعبر عن المقصود دون لف أو دوران.
• ينبغي أن يدور الحوار حول مسألة محددة، لأن كثيرًا من الحوارات تصير مع كثرة الموضوعات جدلاً عقيمًا، ليس له نقطة محددة ينتهي إليها، لذلك من المهم أن يدور النقاش حول نقطة معينة، بحيث يتم التركيز عليها، ولا يتعداها حتى يُنْـتَهى منها. وقد كان ذلك من صفات الرسول – صلى الله عليه وسلم-، كما جاء في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يحدِّث حديثًا لو شاء العادُّ أن يحصيه لأحصاه،لم يكن يسرد الحديث كسردكم» [البخاري ومسلم].
• التوسط في سرعة السرد فلا يكون بالبطيء الممل ولا بالسريع المخل، فحكاية القصص الطويلة قد لا يكون في صالحك لأنك تحتكر الحديث بأكمله ولا تعطى الفرصة للغير بالكلام. لكن في بعض الأحيان قد لا نستطيع التخلص من السرد الطويل لطبيعة الموقف. وفى هذه الحالة ينبغي كسر رتابة الحديث الطويل بتوجه بعض الأسئلة للأشخاص المنصتين عما إذا كانوا قد مروا بمثل هذه الأحداث من قبل .. ليس سكون وهدوء من حولك يعنى الاهتمام بما تقوله أو أن له شأنا، لكنه قد يعنى الملل، وللابتعاد عن سماع ملاحظات محرجة مثل «هل انتهيت من حديثك؟» عليك بتنمية حاسة التمييز لديك عما إذا كان مستمعك يشعر بالملل منك أم لا، وتحديد الخط الفاصل بينهما.
• تجنب عرض وجهة نظرك أو نقد وجهة نظر الآخر بشيء من التهويل والانفعال، وهذا خطأ فادح، فالشواهد العملية أثبتت أن الحقائق التي تعرض بهدوء أشد أثرا في إقناع الآخرين مما يفعله التوبيخ والانفعال في الكلام. وقد تستطيع بالكلام المنفعل والصراخ والاندفاع أن تنتصر في نقاشك وتحوز على استحسان الحاضرين، ولكنك لن تستطيع إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك بهذه الطريقة، وسيخرج صامتا لكنه غير مقتنع أبدا ولن يعمل برأيك.
• لا تبالغ في رفع الصوت أثناء الحوار، فليس من قوة الحجة المبالغة في رفع الصوت في النقاش؛ بل كلَّما كان الإنسان أهدأ كان أعمق؛ ولهذا تجد ضجيج البحر وصخبه على الشاطئ، حيث الصخور والمياه الضحلة، وحيث لا جواهر ولا درر، أما في عمق البحر ولجته تجد الهدوء، حيث الماء العميق ونفائس البحر وكنوزه؛ لذلك يقول المثل الغربي: «الماء العميق أهدأ».
• أقنع مستمعيك .. أبرز قناعتك بنفسك، وحماسك من خلال نغمة صوتك و«لغة» جسدك. لا تصف شيئاً بأكثر مما فيه، أو تمهد تمهيداً زائد عن الحد. تجنب المبالغة، وخاطب مستمعيك بما يهمهم، لأنهم سوف يسألون باستمرار: ( ما الذي نجنيه من كل هذا؟).
• لاطف مستمعيك .. دعهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم وعنك أيضاً. كن عوناً لهم ولا تتهم أو تقلل من شأن أحد منهم، ولا تصنف أحداً، أو تستهزئ بتوقعاته وآرائه. أصغ جيداً لما يقوله الحضور. نادهم بأسمائهم أو كنيتهم المحببة عند مخاطبتهم، واجعلهم يشعرون بالارتياح وهم يستمعون إليك.
• استبدل صيغة الأمر بأسلوب الاقتراح كقولك - مثلا-: «إذا لم تقتنع بكلامي فارجع إلى مصدر كذا وكذا». أو «شاور من يعجبك رأيهم وتثق بعلمهم وخِبرتهم».
• تجنب ما استطعت عبارات التسفيه: «هذا الرأي ليس عليه أثارة من علم»، أو «هذا القول لا يقول به عاقل». أو «هذا الكلام غث سقيم»، أو أنه «ركيك». وقد يكون كذلك، لكن في مقام المناقشة والحوار ألزم نفسك الإنصاف والقول اللين.
• ضع في ذهنك أن الفكرة مهما كانت في نظرك تافهة، فهي ليست كذلك عند صاحبها، فتلطّف في إبطالها أو ردها.
• الأشخاص الماهرون الذين لديهم موهبة النقاش، يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة، ويتركون له مخرجا لطيفا ليخرج من موقفه .. إذا أردت أن يعترف الطرف الآخر بوجهة نظرك فاترك له مجالا ليهرب من خلاله، كأن تعطيه سببا لعدم تطبيق وجهة نظره، أو معلومة جديدة لم يكن يعرف بها، أو أي سبب يطرح عنه الإحراج من عدم صحة وجهة نظره، مع توضيحك له بأن مبدأه الأساسي صحيح «ولو أي جزء منه» ولكن لهذا السبب «الذي وضحته» وليس بسبب وجهة نظره نفسها- فإنها غير مناسبة.
• عدم إظهار علامات الرفض أو الاستياء بشكل يقطع على المتحدث فرصة الاسترسال، إلا إذا كان قطع الاسترسال مطلوباً لذاته.