حين نعتبر عرضا ما منخفضا بدرجة غير معقولة أو مفرطا نكون قد اتخذنا من التقييم الإداري للعملية أو من واقع السوق مرجعا لهذا التقييم .. بخلاف ذلك يعتبر كل رأي يذهب في هذا الإتجاه رأيا شخصيا لا يجد ما يدعمه
و عليه، إذا كان أعضاء لجنة الصفقات المتحفظين قد بنوا حكمهم هذا على أساس التقييم الإداري للمشروع أو واقع السوق فرأيهم صواب و رأي لجنة التقييم غير دقيق .. و وجب في هذه الحالة رفض العرض الفائز .. و هو الإجراء الذي كان بإمكان مسؤول المصلحة المتعاقدة إتخاذه أيضا متى ثبت له أن مقترحات لجنة التقييم لا تراعي مسألة كون العروض مفرطة.
و أعتقد أن السيد الأمين العام للولاية لم يكن ليطلب ما طلب لو وجد هناك تقييم إداري مسبق عن تنظيم المنافسة .. و في غياب ذلك فالأمين العام يرى وجوب العودة مرة أخرى إلى تحليل العرض الفائز من طرف مختصين للوقوف على مدى مقبولية الأسعار المقترحة في العرض.
عموما لا يمكننا اعتبار المنح المؤقت أمرا غير قابل للمراجعة .. لأننا لا نستطيع المضي في أي إجراء يثبت لنا في أي وقت أنه لا يحقق الطلب العمومي بالشروط و المواصفات التي تحفظ مصلحة المصلحة المتعاقدة و ذلك بصرف النظر عن بنود دفتر الشروط ..
تحتاج لجنة الصفقات هنا فقط إلى إثبات كون العرض مفرطا لترفض منح تأشيرتها.. ليتم بناء على ذلك إعادة تنظيم المناقصة من جديد إلى غاية الحصول على عروض مقبولة.. مع مراعاة صلاحية السلطة الوصية بالنسبة لإلغاء إجراءات المناقصة و المنح المؤقت.