لم يتم اقرار الوضعية الإحتكارية للإشهار لهذه المؤسسة عبثا .. فهو يندرج ضمن ميكانيزمات التحكم في وسائل الإعلام من خلال تشجيعها أو معاقبتها و الحد من مداخيلها .. لذلك لا تنفرد المؤسسة الوطنية للنشر و الإشهار و الإتصال بإختيار الجرائد إختيارا سياسيا بالدرجة الأولى.
و لكن على المصالح المتعاقدة أن تكون دقيقة في طلبياتها بحيث يجب طلب النشر في يومية وطنية أو جهوية أو محلية حسب الحالة .. فإذا لم تحترم الوكالة مضمون الطلب و قامت بنشر الإعلان بطريقة مخالفة لمقتضيات القانون جاز للمصلحة المتعاقدة رفض تسديد الفاتورة و إلزام المؤسسة بإعادة نشر الإعلان على نفقتها مع تبليغ المؤسسة ANEP بالرفض كتابيا و رفع المسألة للجهات الوصية.
فمؤسسة ANEP ليست سلطة عليا .. هي مؤسسة تجارية تتمتع بوضعية احتكارية ليس أكثر.
أما الفارق الزمني الطويل ما بين نشر الإعلان بإحدى اللغتين و نشره باللغة الأخرى فهو أيضا من موجبات رفض الدفع .. لذلك يتعين اشتراط التقارب الزمني في سند الطلب نفسه و تنبيه الوكالة التجارية في حالة تأخر صدور الإعلان الثاني.
عموما .. على الإخوة التعامل مع هذه المؤسسة بإعتبارها مجرد تاجر قد يخل بإلتزاماته و قد يقدم خدمة غير مطابقة لإشتراطات المصلحة المتعاقدة.