الإنسان ضعيف جداً أمام المرض والألم وخصوصاً الأمراض المزمنة وطويلة الأمد، فجسم الإنسان رغم أحكام تكوينة من رب العالمين سبحانة وتعالى إلا أنه يتأثر بأقل القليل ويستجيب للمؤثرات الخارجية بشكل كبير. وألم الأسنان من أشد الأمراض ألمً مع انه لا يمتد لفترات طويلة في أغلب الأحيان، إلا أنه يكون عنيف جداً ومزعج جداً في حالاته المتطورة. ومن السيء أن ألم الأسنان غالباً ما يكون في المساء فقط أو عند النوم والحاجة لأخذ قسط من الراحة، حيث تستعد جميع أعضاء الجسم للإسترخاء وتبدأ الأسنان بأحداث آلام في منطقة الألم وقد تمتد الى جميع الرأس.
من المهم معرفة أن ألم الأسنان ينقسم الى ثلاث حالات رئيسية:
1) الحالة الخفيفة أو السصحية: وهي الحالة التي يكون فيها الألم بسيط ومحتمل، وتكون الإصابة سطحية أو خارجية،ويقصد بسطحية الآتي: حيثُ أن الضرس يتكون من عدة أقسام والقسم العلوي منه يسمى التاج وهو لا يحتوي على أعصاب فإن أي الم به يمكن السيطرة عليه والتخلص منه بسهولة وبعدة طرق سنذكرها لاحقاً، لكن من المفيد أن نعرف أن المادة العظمية من السن أو منطقة التاج تحتوي على شعيرات دموية صغيرة جداً ومع وجود التسوس (وهو علمياً بكتيريا) فإن هذه البكتيريا حينما تتغذى على بقايا الطعام الموجود في الفم فإنها تفرز فضلات في مكان وجودها (داخل الضرس)، وهذه الفضلات السامة يتم امتصاصاها من قبل الشعيرات الدموية الموجودة في الضرس مسببة الألم الذي نشعر به. وهذا يفسر حدوث الألم رغم عدم إصابة العصب الرئيسي للضرس.
ويمكن السيطرة على هذه الحالة وعلاجها من خلال عدة طرق منها:
- تنظيف الأسنان جيداً
- المضمضة بإستخدام محلول الماء الملحي ( وهو اذابة ملعقة ماء كبيرة في كأس ماء نظيف) أو منقوع البابونج.
- استخدام بعض المضادات الحيوية الخفيفة.
2) الحالة المتوسطة: وهي عندما يصل التسوس الى العصب الرئيسي، وتكون الإصابة مؤلمة متقطعة مع أمكانية السيطرة عليها بعدة طرق منها:
- استخدام مضادات حيوية قوية مع مسكنات للأم في نفس الوقت.
- استخدام البنج الموضعي المتوفر في الصيدليات برش القليل منه على قطن طبي وتغطية مكان الألم به مع الضغط عليه.
- استخدام القرنفل أو المسمار (كما يسمى بالخليج) بطحن قليل منه و وضعه على مكان الألم، أو نقعه والمضمضمة بمنقوعة لمدة لا تقل عن 10 دقائق.
- في بعض الحالات يتم وضع كحول أو مادة عطرية على قطن و وضعها على منطقة الألم مع الضغط. ( ويجب الحذر بالاستخدام *للكبار فقط).
- تدليك منطقة العصب، وعصب الضرس يتفرع عادة الى ثلاث فروع وهي المناطق نفسها التي يضع طبيب الأسنان فيها أبرة البنج.
- فالعصب الأول يكون تحت العين بمقدار أصبع (تقريباً 2 سم) في نفس منطقة الضرس المصاب.
-الثاني يكون في التجويف عند التقاء الفكين. -الثالث فوق الضرس المصاب. ويكون التدليك على شكل دوائر صغيرة بنفس اتجاه عقارب الساعة.
3) الحالة الثالثة وهي أشد أنواع الألم عندما يكون الضرس المصاب مكشوف فيه العصب الرئيسي مع حدوث التهاب أو (دِمل) في اللثة أو تحت الضرس المصاب أو حولة، وهناك عدة طرق لعلاجة.
- استخدام مضدات حيوية قوية مع مسكنات قوية جدا لفترة لا تقل عن 3 *5 أيام مع استشارة الطبيب.
- قد يحتاج الشخص الى أخذ أبر (حقن طبية) من المضادات الحيوية والمسكنات اذا استدعت الضرورة.
- استخدام التدليك المذكور بالحالة الثانية بشكل مستمر الى حين الوصول الى الطبيب.
- استخدام مسكنات مثل الفولتارين رغم خطورته على المدى الطويل على الجسم.
- اذا كان الألم ناتج عن وضع حشو مؤقت للضرس فمن المفيد جداً نزع الحشو المؤقت والمضمضة ثم أخذ بعض المسكنات والمضادات الحيوية.
حيثُ أن تغطية بعض الأسنان لإستكمال العلاج لاحقا في بعض الأحيان من قبل الطبيب بعد التنظيف مع قوة الإلتهاب قد تسبب ألم كبير جدا يجب فيه التنفيس عن الألتهاب بنزع الحشو المؤقت. مهم جدا التنبية على أن النساء الحوامل يخضعن لأدوية معينة ولا يجوز أخذ أي دواء أو بنج بدون أستشارة الطبيب أو قراءة النشرة المرفقة لمعرفة مدى خطورته على الحوامل.