لقطات من بلادي
<P align=center>
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
بسم الله الرحمن الرحيم
من مشاهير الجزائر
بكر بن حماد التاهرتي
(200 -296 هـ/816 - 908 م)
من مشاهير الجزائر
بكر بن حماد التاهرتي
(200 -296 هـ/816 - 908 م)
أبو عبد الرحمن بكر بن حماد بن صهر أو سهل ؟....بن أبي اسماعيل الزناتي التاهرتي هو من أشهر كبار علماء الجزائر وأدبائها في هذا العصر ، ولد و نشأ بتيهرت حوالي سنة 200هـ-816م. فأخذ العلم و الأدب عن علماء بلده ثم ارتحل الى القيروان فأخذ عن أمثال صاحب المدونة سحنون بن سعد ، ودخل بغداد سنة 217هـ-832م فأخذ عن ابن مسدود و عمرو بن مرزوق وبشر بن حجر ، ولقى من الأدباء امثال أبي تمام صاحب ديوان الحماسة ، و دعبل الخزاعي ، و علي بن الجهم ، و مسلم بن الوليد ( صريع الغواني ) و ابن العرابي ، و الرياشي و أبي حاتم السجستاني و غيرهم من فطاحل الأدب العربي و شيوخ المشرق و علمائه و كانت له مع هؤلاء مساجلات و مطارحات أدبية شعرية و نثرية ، و اتصل بخلفاء الدولة العباسية ، و بملوك بلدة تيهرت ، وحصلت له جوائز و صلات من الملوك والأمراء ، قال عنه البكري انه : كان ثقة مأمونا حافظا للحديث ، وقال ابن عذارى : كان عالما بالحديث و تمييز الرجال و شاعرا مفلقا . تصدر الشيخ بجامع القيروان لاملاء الأدب و العلم سنة 274هـ/887 م فارتحل اليه الكثير من أهل الأندلس للاخذ عنه و التخرج على يده ، وكان منهم قاسم بن اصبغ البياني ، و قد وقعت له مع هذا قصة حوار أدبي دار بين الشيخ و تلميذه ، وتدل هذه القصة على تواضع الشيخ و تجافيه عن مقاعد الكبر و رجوعه الى الصواب والانصاف من نفسه ، قال القرطبي : و ذكر أبو محمد قاسم بن اصبغ قال : لما رحلت الى المشرق نزلت القيروان فأخذت على بكر بن حماد حديث مسدد ، ثم رحلت الى بغداد ولقيت الناس ، فلما انصرفت عدت اليه اتمام حديث مسدد ، فقرأت عليه فيه يوما حديث النبي صلى الله عليه و سلم : انه قدم عليه قوم من مضر من مجتابي النمار" فقال : من مجتابي الثمار ، فقلت انما من هو مجتابي النمار ، هكذا قرأته على كل من قرأت عليه بالاندلس و العراق ، فقال لي : بدخولك العراق تعارضنا و تفخر علينا !...أو نحو هذا . ثم قال لي : قم بنا الى ذلك الشيخ - لشيخ كان في المسجد - فان له بمثل هذا علما ، فقمنا اليه فسألناه عن ذلك فقال : انما هو مجتابي النمار ، كما قلت : وهم قوم كانوا يلبسون الثياب مشققة جيوبهم أمامهم ، والنمار جمع نمرة . فقال بكر بن حماد و أخذ بأنفه : رغم أنفي للحق ، رغم أنفي للحق ، وانصرف (1).
وكان مجلس ابن حماد حافلا بطلب العلم على اختلاف مذاهبهم و كانت عودته الى بلده تيهرت سنة 295هـ-907 م ثم كانت وفاته بقلعة ابن حمة شمال مدينة تيهرت و ذلك في شوال سنة 296هـ-909م أي في نفس السنة التي سقطت فيها الجزائر الرستمية بيد العبيديين ، ويبدو أن بكر بن حماد كان قد شارك ببلاده - تاهرت -في الثورة والاضطرابات التي قامت ضد أمير البلاد أبي حاتم يوسف بن محمد بن الافلح ولكن الملك استتب له بعد ذلك فاعتذراليه بكر بقصيدة يقول فيها :
وكان مجلس ابن حماد حافلا بطلب العلم على اختلاف مذاهبهم و كانت عودته الى بلده تيهرت سنة 295هـ-907 م ثم كانت وفاته بقلعة ابن حمة شمال مدينة تيهرت و ذلك في شوال سنة 296هـ-909م أي في نفس السنة التي سقطت فيها الجزائر الرستمية بيد العبيديين ، ويبدو أن بكر بن حماد كان قد شارك ببلاده - تاهرت -في الثورة والاضطرابات التي قامت ضد أمير البلاد أبي حاتم يوسف بن محمد بن الافلح ولكن الملك استتب له بعد ذلك فاعتذراليه بكر بقصيدة يقول فيها :
و مؤنسة لي بالعراق تركتها......و غصن شبابي في الغصون نضير
فقالت كما قال النواسي(2)قبلها......"عزيز علينا ان نراك تسير"
فقلت جفاني يوسف بن محمد........فطال علي الليل و هو قصير
أبا حاتم ما كان ما كان بغضة......و لكن أتت بعد الامور أمور
فأكرهني قوم خشيت عقابهم.......فداريتهم ، والدائرات تدور
و اكرم عفو يأثر الناس أمره.....اذا ما عفا الانسان و هو قدير
فقالت كما قال النواسي(2)قبلها......"عزيز علينا ان نراك تسير"
فقلت جفاني يوسف بن محمد........فطال علي الليل و هو قصير
أبا حاتم ما كان ما كان بغضة......و لكن أتت بعد الامور أمور
فأكرهني قوم خشيت عقابهم.......فداريتهم ، والدائرات تدور
و اكرم عفو يأثر الناس أمره.....اذا ما عفا الانسان و هو قدير
وله في جميع أغراض الشعر قصائد طويلة و قطع رائعة هي متفرقة في كتب الأدب و التاريخ و منها قوله في وصف طقس مدينة تاهرت الشديدة البرد شتاء :
ما أخشن البرد و ريعانه.....و أطراف الشمس بتاهرت
تبدو من الغيم اذا ما بدت.......كأنهاتنشر من تخت
فنحن في بحر بلا لجة.......تجري بنا الريح على السمت
نفرح بالشمس اذا ما بدت......كفرحة الذمى بالسبت
تبدو من الغيم اذا ما بدت.......كأنهاتنشر من تخت
فنحن في بحر بلا لجة.......تجري بنا الريح على السمت
نفرح بالشمس اذا ما بدت......كفرحة الذمى بالسبت
وكان رحمه الله يعد بحق في كبار حملة العلم و الأدب ونقلة المعرفة الى هذا المغرب العربي.
.................................................. .......................
1-تفسير القرطبي ج1ص287ط القاهرة 1354هـ - 1935 م.
2-هو أبو نواس الشاعر العباسي المشهور.
.................................................. .......................
1-تفسير القرطبي ج1ص287ط القاهرة 1354هـ - 1935 م.
2-هو أبو نواس الشاعر العباسي المشهور.
تاريخ الجزائر العام لعبد الرحمن بن محمد الجيلالي ج2ص179-180.