اخي rachi1969 ... يؤسفني ان أقول ما يلي ... و لكنه الحقيقة و الواقع ...
في جميع الدول التي كان لي حظ الإطلاع على تنظيم الطلب العمومي و المحاسبة و الرقابة المالية فيها إكتشفت أن هناك إنضباط كبير من طرف كل المتدخلين في العملية ... فلا تجد عندهم بعض المظاهر التي عندنا و المتعلقة بإجتهاد المحاسب في صياغة قانون و إجراءات خاصة به ... و إجتهاد المراقب المالي في تفسير القانون كما يحلو له ... و اجتهاد الوالي في " سن " القواعد و الضوابط كما يشاء ... حتى أنك تجد نفسك في خضم هذه الفوضى عاجزا عن إنجاز أي عمل و مترددا في كل خطوة تخطوها...
لو كنا في دولة " تحترم نفسها " فلن تجد كل هذا الأخذ و الرد ... و الغريب في الأمر أن تنظيم الصفقات العمومية عندنا هو نسخة مصورة بنسبة 99 بالمئة من تنظيم الصفقات العمومية في فرنسا ....و لكن في فرنسا هناك ملايير النصوصالتنظيمية و الأحكام القضائية التي تفسر القانون و تبين كيفيات تطبيقه ....
و لكن مع الأسف .... نحن في دولة ما زالت تتعلم الحبــــــو .... لذلك تتضارب الآراء و يتولى كل واحد منا تطبيق القانون كما يراه و كما يفهمه.
و عموما إن إسناد صلاحية النظر إلى لجنة التقييم امر غير ممكن من حيث منطق الأمور ... حيث أن هذه اللجنة هي من تقترح إسناد الصفقة ... فكيف تدرس طعنـــــا في عملها ... في هذه الحالة و قياسا على المعمول به قضائيا نقول أننا سنكون امام ما يشبه إلتماس إعادة النظر .... أما الطعن فيكون أمام جهة أخرى غير الجهة المطعون في عملها....
لهذا أقول أنه لو كنا في دولة تحترم نفسها .. فلن يعارض عضو في لجنة صفقات أمرا فيه ما يحقق المصلحة العامة ... فأي عضو من اعضاء لجنة الصفقات لا يمثل نفسه .. بل يمثل الهيئة التي يتبع لها ... و موقف الهيئة هو الذي يجب أن يتم التعبير عنه و ليس موقفه هو ...... فهل أن الأمر معقد إلى هذه الدرجة بحيث لا تستطيع وزارة المالية و الداخلية و السكن و الري و الأشغال العمومية و و و و و أن توجه تعليماتها إلى ممثليها و ليكن من خلال قرار وزاري مشترك مثلا يضع ضوابط معينة لا أدري تحديدا ما تكون.
لجنة الصفقات هي لجنة رقابة خارجية ... و حين تنسحب هذه اللجنة من دورها الرقابي ... أي معنى يبقى لها ... أليست الحكمة من عضوية المحاسب و المراقب المالي و المصلحة التقنية هو التأكد من سلامة الإجراءات قبل أي إلتزام ... لماذا إذن يقبع المراقب المالي في مكتبه و المحاسب في إمبراطوريته ثم حين يعرض عليهم الملف تبدأ الفلسفات و التنظير و الإجتهاد.. ألا تشكل لجنة الصفقات أفضل إطار لهذه " الفلسفة و الإجتهاد و التنظير " من طرفنا جميعا حتى نضمن قانونية الإجراءات من بدايتها....
ليس أبعد من حوالي 05 ساعات عرض علي أحد الإخوة الأمناء العامين إشكالا مع المراقب المالي بخصوص كيفيات تنظيم الإستشارة حيث إشترط على هذه البلدية وجوب تعليق إعلان الإستشارة في جميع بلديات الولاية ؟؟؟؟؟ رغم أن قانون الصفقات لا يشترط أي شكلية و تتم الدعوة بأي طريقة كتابية كانت...
و الله لا ادري ما أقول ...