استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

أمراض الغبار الرئوية  Empty أمراض الغبار الرئوية

avatar
karmes
موظف درجة 12
ذكر

الاقامة : عنابة

المشاركات : 9268

نقاط : 13578

تاريخ التسجيل : 25/06/2011

تمت المشاركة السبت 23 يوليو 2011, 13:40

الأتربة أو الايروسولات

يطلق مسمى الايروسولات على الجسيمات المعلقة في الهواء سواء كانت صلبة أو سائلة.
و تشمل الجسيمات الصلبة في بيئة العمل الأتربة و الأدخنة و السناج ، كما تشمل الجسيمات السائلة قطرات متناهية في الدقة على هيئة ضباب أو رذاذ.
و تعرف الأتربة بأنها جسيمات صلبة تتراوح أقطارها ما بين أقل من 1 ميكرون إلي أكثر من 100 ميكرون نتجت عن تفتيت أجسام صلبة بإحدى الطرق الميكانيكية مثل الطحن و الاحتكاك و غير ذلك. و يظل تركيبها الكيميائي مماثلا لتركيب المادة الأصلية.
أما السناج فيتكون من جسيمات صلبة متناهية في الدقة و لكنها قد تلتصق ببعضها فتكون جسيمات أكبر، ترى بالعين المجردة. وهى تتكون من مادة الكربون و تنتج عن الاحتراق غير الكامل للمواد المحتوية عليه.
والأدخنة هي جسيمات صلبة دقيقة من أكاسيد المعادن تنتج عن تسخين تلك المعادن إلي درجة التبخر ثم أكسدتها بالأكسجين الجوى.
و يتكون الضباب من قطرات من الماء تتكون قريبا من سطح الأرض و تنتج من تكثف بخار الماء.
أما الرذاذ فهو قطرات دقيقة من سائل تم تفتيته بإحدى الوسائل الميكانيكية كما تتطاير زيوت التبريد حول الآلات التى تدور بسرعة كبيرة.

و لما كانت عملية التنفس عملية مستمرة لا غنى للإنسان عنها ، فان هذه الايروسولات يمكنها الوصول إلي الجهاز التنفسي ، فتسبب تهيجا في المسالك التنفسية أو في نسيج الرئة إذا كانت لها هذه الخاصية ، أو تستقر في الرئتين. فإذا كانت قابلة للذوبان في الماء فان المكان الذي تستقر فيه ( الشعب الهوائية أو نسيج الرئة ) ليس بذي أهمية كبيرة ، حيث أنها تذوب في المخاط أو السائل الذي يغطى سطح الجهاز التنفسي، و تمتص فتصل إلي الدم و منه إلي أجزاء الجسم المختلفة حيث يمكن أن تسبب التسمم إذا كانت لها هذه الخاصية ( مثل أملاح الرصاص و المنجنيز ) .
أما في حالة الجسيمات التى لا تذوب في الماء فان مكان ترسبها في الجهاز التنفسي له أهمية قصوى إذ تعتمد عليه قدرتها على البقاء في الجهاز التنفسي أو في الرئتين بصفة خاصة. و يحدد مكان ترسب الجسيمات حجمها في المكان الأول. فالجسيمات كبيرة الحجم ( القطر أكبر من 10 ميكرون ) تترسب – في العادة – بفعل الجاذبية الأرضية قبل أن تصل إلي الجهاز التنفسي. و تمر الجسيمات الأصغر حجما إلي المسالك التنفسية ، فتتصدى لها الأنظمة الدفاعية الموجودة في الجهاز التنفسي فيترسب جزء منها في الأنف و القصبة الهوائية و الشعب الهوائية، و يمكن للجسيمات الأصغر من 5 ميكرون الوصول إلي نسيج الرئة ، و تعرف بالأتربة القابلة للاستنشاق Respirable dust ، وإن كان متوسط قطر الأتربة التى يمكن أن تترسب في الحويصلات الهوائية حوالي 1 ميكرون ، مع تفاوت كبير في الحجم.
فإذا كانت كمية الأتربة أو الجسيمات التى تصل إلي الجهاز التنفسي في الحدود المقبولة فان بالإمكان التخلص من 95% منها بفعل الأنظمة الدفاعية للجهاز التنفسي. و في الظروف الطبيعية تحتوى رئتي الإنسان البالغ على كميات قليلة و غير مؤثرة من الأتربة ، كما تحتوى على كمية من السناج الذي يستقر في الرئتين فيعطيها اللون الأسود في بعض الأماكن مثل العقد الليمفاوية، و لكن ذلك لا يؤثر على وظيفة الرئتين و ليس له أي آثار مرضية.
أما إذا زادت كمية الأتربة في البيئة عن حد معين ، فان كميات كبيرة منها تترسب في الجهاز التنفسي و قد تكون لها آثار ضارة .

الآثار الصحية لاستنشاق الجسيمات المعلقة في الهواء :

تختلف الآثار الصحية للجسيمات التى تصل إلي الجهاز التنفسي ، و تتمثل هذه الآثار في:

1. تليف الرئتين : ويحدث التليف نتيجة لاستنشاق بعض أنواع الأتربة التى تصل إلي نسيج الرئة و التى لها خاصية إحداث التليف Fibrogenic dust ، إذا كانت كمية الغبار في الهواء أكثر من أن تتفاعل معها الأنظمة الدفاعية للرئتين بالكفاءة اللازمة.
ومن أشد أمراض التليف خطورة تلك التى تنشأ عن استنشاق غبار السليكا و الأسبستوس و الفحم، كما أن بعض الأتربة الأخرى لها القدرة على إحداث التليف الرئوي مثل أتربة الكاولين و التلك و بعض الأتربة المعدنية الأخرى. و يطلق على هذه المجموعة من الأمراض " أمراض النيموكونيوزس Pneumoconiosis ".

2. التسمم : يمكن لبعض المركبات السامة الدخول إلي الجسم عن طريق الجهاز التنفسي ، حيث تذوب و تصل إلي الدم و تسبب التسمم مثل أملاح الرصاص و المنجنيز و الكدميوم.

3. السرطان : يمكن لأتربة الزرنيخ و الكروم سداسى التكافؤ و بعض الجسيمات التى تحتوى على أيدرو كربونات عطرية متعددة الدوائر و بعض مركبات النيكل إحداث سرطان الرئتين. كما يؤدى استنشاق أتربة الأسبستوس إلي حدوث سرطان الرئتين أو غشاء البلورا أو غشاء البريتون.
و قد يؤدى استنشاق الأتربة التى تحتوى على مواد مشعة إلي حدوث سرطان الرئتين أو قد تصل المواد المشعة من الرئتين – عن طريق الدم – إلي أجزاء أخرى من الجسم حيث تسبب أوراما خبيثة.
و في حالة التعرض لبعض الأتربة الأخرى غير المشعة المحدثة للسرطان و القابلة للذوبان في الماء فان ذلك يمكن أن يؤدى إلي حدوث الأورام الخبيثة في الرئتين أو في أجزاء أخرى من الجسم.

4. التهيج و الالتهاب : إن معظم التأثيرات المهيجة التى تصيب الجهاز التنفسي تحدث نتيجة التعرض للغازات و الأبخرة، ولكن بعض الجسيمات الصلبة والسائلة أيضا لها نفس الخاصية. و تحدث هذه المواد تهيجا والتهابا في الأنف و الحلق و الحنجرة و القصبة الهوائية و الشعب الهوائية والرئتين، أو تؤدى إلي حدوث وذمة رئوية Pulmonary oedema .
و من أمثلة الجسيمات المهيجة أدخنة الكدميوم والبريليوم و المنجنيز و أملاح الكروم و رذاذ الأحماض و أملاح الفلور.
و بعض الأتربة لها تأثير مهيج كذلك على المسالك التنفسية العليا و الشعب الهوائية و يؤدى التعرض المزمن إلي الإصابة بأمراض السدة الرئوية المزمنة . و من الأمثلة أتربة الشاي و الخشب.
كما أن استنشاق رذاذ الزيوت المعدنية يؤدى إلي الإصابة بالالتهاب الرئوي.

5. الآثار الناتجة عن الحساسية : تتسبب هذه الآثار من وصول أو تراكم بعض الأتربة التى يمكنها إحداث الحساسية. ومن أمثلة هذه المواد بعض الأتربة العضوية النباتية مثل أتربة الذرة و القطن و الكتان و الدقيق و الشاي و البن و التبغ و الخشب و التبن. و يمكن لهذه الأتربة إحداث الربو و حمى التبن Hay fever و الأرتيكاريا.
كما أن بعض الأتربة العضوية ذات الأصل الحيواني يمكنها إحداث الحساسية مثل
الصوف و الريش.

ومن أمثلة هذه الآثار :

· الربو المهني : و يحدث نتيجة التعرض لغبار المواد العضوية النباتية أو الحيوانية مثل الحبوب و الخشب و الصمغ و الصوف و كذلك تحدث أعراض شبيهة بالربو المهني عند التعرض لأملاح الكروم و النيكل و البلاتين.

· التهاب الحويصلات الهوائية الناتج عن حساسية خارجية Extrinsic allergic alveolitisو يتسبب عن استنشاق بعض أنواع الفطريات الموجودة في التبن
( رئة الفلاح Farmer’s lung ) أو مصاص القصب (البجاسوزس Bagassosis ) وكذلك من استنشاق أتربة القمح و البن و الشعير و بعض أنواع
الخشب و الفلين.

6. ربو القطن أو مرض البسينوزس Byssinosis ويتسبب عن التعرض لغبار القطن أو الكتان أو القنب اللين.
و فى صناعة الغزل و النسيج يتأثر بمرض البسينوزس العمال المعرضون لغبار القطن في عمليات الحلج و تفتيح البالات و الخلط و الكرد. و تحدث أعراض المرض بعد تعرض طويل قد يصل إلي عشر سنوات ، و تبدأ الأعراض بأن يشعر المريض في أول أيام الأسبوع ( بعد إجازة نهاية الأسبوع) بضيق في الصدر يبدأ بعد بدء العمل بساعات و لا توجد الأعراض في بقية أيام الأسبوع.
و يشفى المريض إذا أبعد عن التعرض في المراحل المبكرة للمرض، أما إذا استمر التعرض فان الأعراض تشتد تدريجيا و تحدث في الأيام التالية من الأسبوع أيضا حتى تغطى معظم الأيام. و قد يصحب هذه الأعراض سعال. و من المضاعفات النزلة الشعبية المزمنة و انتفاخ الرئتين Emphysema و يشعر المريض بنهجان عند القيام بمجهود، و يزداد ذلك شدة حتى يقعده المرض عن العمل.

7.حمى أدخنة المعادن Metal fume fever: تحدث نتيجة التعرض لأدخنة حديثة التولد أكاسيد الزنك. و الأعراض الأساسية ارتفاع في درجة الحرارة و رعشة و آلام في العضلات و غثيان و ضعف عام. و هي حالة مرضية قصيرة الأمد ، لا تتخلف عنها آثار مستديمة ، و تشفى تلقائيا خلال 48 ساعة .

8.العدوى : إذا كانت الجسيمات العالقة في الهواء تحمل فطريات أو فيروسات أو بكتريا ممرضة فقد ينتقل المرض إلي العامل المعرض ، و من أمثلة ذلك مرض الأنثراكس .

9.التغيرات الشعاعية غير المصحوبة بأعراض مرضية : يسبب ترسب أدخنة بعض المعادن أو أملاحها في نسيج الرئة عتامات ترى عند تصوير الصدر بالأشعة و لكن لا ينتج عنها أى قصور في وظائف الرئتين أو أية أعراض مرضية. و من أمثلة هذه المعادن الحديد

10-الآثار الصحية الأخرى خارج الجهاز التنفسي للجسيمات العالقة في الهواء:

أ - تأثر الجلد و العينين و الأغشية المخاطية :

إن التهاب الجلد أو تهيجه من أكثر الأمراض المهنية شيوعا ، و يحدث ذلك نتيجة ترسب جسيمات بعض المواد الضارة أو امتصاصها من الجلد. وقد يكون الالتهاب نتيجة لحساسية الجلد لبعض هذه المواد.
و يحدث التعرض للزرنيخ و مركباته سرطان الجلد.
كما ينتج من التعرض لرذاذ حامض الكروميك التهابا و ثقوبا في الحاجز الأنفي و قرحا مزمنة في الجلد.
و يحدث التعرض المزمن لرذاذ الزيوت المعدنية التهابا في الجلد أو أوراما
خبيثة .
و كذلك تحدث الحساسية الجلدية نتيجة التعرض لبعض الراتنجات و بعض الأتربة النباتية كالخشب و القنب .
و يلتهب الجلد أيضا نتيجة التعرض لغبار الأسمنت.
و تلتهب ملتحمة العين نتيجة التعرض للأتربة المهيجة خاصة إذا كانت قابلة للذوبان في الماء.

ب - تآكل الأسنان : إذا تعرض العامل لمدة طويلة لرذاذ حامض الكبريتيك فان ذلك يؤدى إلي تآكل الأسنان.

ج - الآثار التى تحدث بعد امتصاص الجسيمات خلال الجلد و الجهاز الهضمي :
قد يكون امتصاص بعض المواد عن طريق الجلد و الجهاز الهضمي ذا أهمية خاصة في بعض مواقع العمل . و يتعرض العاملون في بعض الأحيان لجسيمات من مواد يمكنها اختراق الجلد السليم( مثل الهرمونات ) لذلك فان ارتداء الأقنعة الواقية من التعرض عن طريق الجهاز التنفسي في هذه الحالات ليس كافيا.
و يكون امتصاص بعض المواد عن طريق الجهاز الهضمي هاما في أماكن العمل التى تتداول فيها المعادن السامة و المواد المسببة للسرطان.
و لكن امتصاص المواد عن طريق الجهاز الهضمي و الجلد يسهل منعه إذا اتخذت الاحتياطات الكفيلة بذلك ، لذا كانت النظافة الشخصية و نظافة المكان من الأساليب الهامة المتبعة في مكان العمل .



أمراض الغبار الرئوية  Empty رد: أمراض الغبار الرئوية

طرابقي
طرابقي
موظف درجة 1
ذكر

الاقامة : المدية

المشاركات : 51

نقاط : 54

تاريخ التسجيل : 18/07/2012

العمل : عامل
تمت المشاركة الأحد 22 يوليو 2012, 17:27
بارك الله فيك اخي


استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى