استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

العمارة البيئية Empty العمارة البيئية

ابو محمد
ابو محمد
ادارة المنتدى
ذكر

الاقامة : 阿尔及利亚

المشاركات : 3254

نقاط : 6273

تاريخ التسجيل : 15/08/2009

العمل : 人理
المزاج المزاج : 美丽

تمت المشاركة الخميس 08 يوليو 2010, 12:19
الحياة هي بالتأكيد شيئ معقد للغاية و الحياة الجيدة دون شك ليست بالأمر السهل ولكن العيش بطريقة أفضل مما اعتدنا عليه هو بالتأكيد أمر ممكن .
أفكار ومبادئ معايير خواطر أراء وكلها موجهة ضمن خط واحد :
أن تعيش حياتك بأفضل صورة ممكن أن تكون بعضها يتتطور أكثر من غيره وبعضها ما زال في طور التقدم والظهور و العديد لم يخرج بعد وكلها مجتمعة تشكل جزء من فلسفة الحياة وهي الانطلاق من الواقع يساعدنا على العيش بطريقة أكثر اكتمالا و الانسجام مع من وما هو موجود
المشروع البيئي :
التصميم البيئي يعني ايجاد أبنية صحية لا تؤثر أو تغير كثيرا في البيئة المحيطة وقد كان للعمارة دائما هذا الهدف ولكن المواد الانشائية التي استخدمت في عصرنا الحالي ناقضت هذا بأكثر من طريقة تعود العمارة البيئية إلى هذه المبادئ القديمة التي قامت عليها العمارة اساسا لقد حصل هذا نتيجة الأزمات البيئية وتزايد الاهتمام بالنواحي الصحية وأولى الدراسات التي تناولت نظريات توفير الطاقة والحد من التلوث تعود إلى الستينات من القرن العشرين .
معظم الناس يقضون 90% من أوقاتهم ضمن بيئة مغلقة و التصميم السيئ ووجود المركبات السامة في بعض مواد البناء قد يكون سبب انتشار العديد من الأمراض الشائعة .
للتلوث الداخلي العديد من المصادر منها المواد التي


تستخدم في إنشاء المبنى وتأسيسه والتي قد تطلق مركبات مؤذية و التقلب الشديد لرطوبة وجفاف الهواء والإنارة المباشرة والشديدة والحقول الكهربائية وتزايد الأيونات الموجبة والتلوث الصوتي والغازات الناتجة عن احتراق الوقود استعمال مواد كيماوية مختلفة للتنظيف داخل البيت والمواد الكيماوية التي تستعمل من أجل النباتات ودخان التبغ ووجود الجراثيم والعفن .
عندما يصمم المبنى فإنه يصمم ليدوم
ويعمل على تأمين الصحة والراحة ويجب أن ينشئ لا لهدر الطاقة ولكن لاستعادتها ولإعادة توليدها .

المبنى البيئي :
هو مبنى ينشأ دون توفير من ناحية الكلفة الاقتصادية ولكن مواده تدوم مع الزمن لتخفض من تكاليف الصيانة قد تتغير من المتوسطة وحتى المرتفعة تبعاً لدرجة الراحة المرغوبة والوضع الاقتصادي لدى العميل .
المعايير الأساسية للتصميم البيئي متعددة للغاية و ترتكز على واقع معقد ولذلك فإن استيفائها جميعا شيء مستحيل تقريباً .
نتيجة البحث هي الاقتراب
قدر الامكان من التصميم المثالي واضعين في أذهاننا الهدف الرئيسي وهو خلق تناغم بين المنزل توفير الطاقة وصحة السكان .
الأهداف العامة :
الاستخدام الرئيسي هو للمواد المتوفرة بشكل كبير في البيئة المحلية للموقع ولا تحتاج لقدر كبير من التصنيع ( توفير الطاقة) وغير مؤذية لصحة الإنسان.
ضمان مرونة المبنى باستيعاب التغيرات المحتملة في المستقبل المنظور .
التوجه نحو نظام كفئ لتوفير الطاقة ( العزل الحراري –الإضاءة الطبيعية..)
بالاعتماد على المناخ المحلي و استعمال الاختراعات التقنية مثل الصفائح الشمسية وأدوات تخفيض الحرارة الطبيعية .
ضمان متانة المبنى .
استخدام مواد يمكن تكريرها وإعادة استخدامها في حال هدم المبنى.
يجب أن تتمتع المنشأت بجمال أخاذ و تبعث الراحة في النفس (إضاءة كافية –ألوان طبيعية.....) .
استخدام الخضار كعنصر من عناصر التصميم .
أمثلة :
الغرف الخضراء في مدينة الحجارة :

التأثير المناخي للخضار في الساحات العمرانية حالات درست في ميلانو ايطاليا
معظم الدراسات التي تناولت تأثير الخضار على الظروف الحرارية للفراغ الخارجي قد ركزت بشكل أساسي على المساحات الخضراء الواسعة ان الخضار في الساحات الصغيرة كالساحات العمرانية و الشوارع هو أقل بكثير ومن المعروف أنه حتى في المدن الكبيرة فان تاثيرها مهم في تعديل المناخ العمل التالي يبين نتائج الاحصائيات في أربع من ضواحي مدينة ميلانو .
التاثير المبرد للحدائق الكبيرة و الأحزمة الخضراء في تعديل حرارة الجزيرة العمرانية قد تم قياسه وتقييمه من قبل العديد من الباحثين وقد اتفقوا على ان حرارة الهواء تختلف بمقدار (2_3 ) درجات مئوية في قلب الساحات الخضراء (أكبر من خمسين هكتار ) بالنسبة للمناطق الملاصقة المبنية .
التاثير المبرد للمناطق الخضراء الصغيرة لم تتم دراسته بشكل جيد ( حتى 3 هكتار وهي مساحة حديقة متجاورة سكنية أو حديقة ساحة رئيسية ) ولكن تاثيره في تعديل مناخ المناطق المبنية الملاصقة يؤخذ بعين الاعتبار .
تخفيض حدة الإشعاع الشمسي عن طريق تظليل الأبنية بواسطة النباتات :

إن الطاقة الضوئية الساقطة على الكتلة الخضراء تتحول كالأتي :
قسم منها ينعكس يمتص و ينقل وقسم منها يتشتت في الجو على شكل حرارة كامنة و محسوسة و قسم منها يستخدم في النباتات في عملية التحويل الغذائي من خلال عملية التركيب الضوئي
النباتات تحول الطاقة الشمسية الى طاقة كيميائية وخصوصا بامتصاصها الأشعة المرئية (الأكثر حرارة ) ولذا فان وجود النباتات يرتبط بتحديد المناخ لمنطقة محددة
يوجد أدوات و طرائق تحليل تمكننا من تحديد درجة تخفيض الاشعة الشمسية تبعا لأوراق النبات
أن اختيار نبات من بين متساقطات الأوراق هو مهم مثل الأختيار بين نبات متساقط الأوراق أو دائم الخضرة ولقد تم حساب معامل التظليل لعديد من النباتات في الصيف و هذه المعلومة يجب مراعاتها بشدة عند اختيار نباتات ستوضع قرب المباني
ظل الكساء الأخضر يساهم بأكثر من طريق في تبريد المباني فهو يستطيع تخفيض الحرارة الداخلية لها ودرجة الحرارة العظمى المحيطة من خلال استعماله على جوانب الأبنية
تعديل تبادل الإشعاع الشمسي و الموجات الطويلة بين السطح و البيئة الخارجية:
ان الغطاء الأخضر يصدر الأشعة تحت الحمراء أقل مما تصدره الأرض أوالمواد الصناعية وبهذا يخفض من معدل الأشعاع الحراري للبيئة .
الأبنية التي تواجه المسطحات الخضراء تقاوم كمية أقل من الحرارة الأشعاعية العالية بالنسبة للأبنية ا لمجاورة .
أن استراتيجية التخلخل الممكنة هي دمج الخضار مع المنشات وهذا يجبرنا على تخفيض التدفق الحراري العام من خلال التظليل و عكس الأشعاع الشمسي و تخفيض تغيرات الحمل الحراري و امتصاص الطاقة الشمسية المستعملة في عملية التبخر والتركيب الضوئي .

لا بد من مراعاة الناحية البيئية في تصاميمنا المعمارية للمنشآت الهندسية نظرا لأهمية هذا الجانب و تأثيره الكبير على حياتنا اليومية وعلى بيئتنا وصحة الناس
دراسة الناحية البيئية لا تتم بشكل عشوائي اتنا عن طريق دراسة معمقة شاملة لجميع الجوانب
لا بد من اعتماد منهج جديد ومذهب معماري يقوم بتبني هذه الطريقة العمارية في البناء
على الدولة فرض قواعد وقوانين تحدد فيها نظم البناء الواجب اتباعها في تنظيم المدينة وفرض نظام العمارة البيئية على قسم كبير منها
بما أن الإنسان قد غاص في الدنيا وعلومها و مشاكلها وسعى جاهدا نحوى التقنية الحديثة مدمرا طبيعته الجميلة دون اكتراث لذا فلنعطي الطبيعة حقها ونسعى لخلق جو صحي ومكان نبتعد فيه عن المدينة و ضجيجها ونجد فيه أنفسنا

الغطاء الأخضر والتلوث الجوي :
الخضار في المدن يمكن ان يكون عنصرا اساسيا من نظام التحكم البيئي لكونه منقبا فعالا للغازات و الغبار ولأنه ىضعيف التاثر بها وملاحظ قوي لوحودها .
العديد من الدراسات حول الأثار السالبة للتلوث بينت كيف أن بعض الأنواع النباتية تتفاعل بصور مختلفة مع أنواع معينة من الملوثات وقد تراوحت استجاباتها من الحساسية العالية للملوثات
النباتات الحساسة يمكن ان تستخدم كمنبه أو مقياس لمستويات التلوث الجوي في الواقع ان تفاعلها يكون على شكل علامات ضعف تظهر عليها وتحتاج الى تفاسير معقدة مثل التعدد في مستويات نموها ( عدم التناسق )
مثل تلون حواف الأوراق بسبب تضرر الكلوروفيل
التنكرز (موت الخلايا )
ان استخدام النباتات كمراقب يجب ان يرافقه بحوث مختلفة بحيث يتم تحديد النباتات الأقوى التي تستطيع ان تتحمل هذه العناصر القادرة على امتصاص المواد الملوثة في الفراغات العمرانية لأنها تتمتع بالقوة الكافية للنجاة وهضم هذه العناصر .
هذا التخفيض يحصل على سطح الأوراق وانسجتها النباتية وذلك عن طريق امتصاص المركبات السامة من الغازات الضارة لأن النباتات تستخدم هذه المركبات من خلال عملية الأكسدة الغذائية الأشجار دائمة الخضرة تعمل حتى في الشتاء (عندما يبلغ التلوث حده الأعظمي ) وتساعد على التخلص من الملوثات بتخزينها في أوراقها بدلا من سقوطها على الأرض
إن الأنواع الأقوى يمكن أن تكون مفيدة هذا لأنها تساعد على اكتشاف الغبار وتصفيته من الجو .
ان مقدار التصفية يعتمد على قطر ذرات الغبار وتكون النتائج أكثر فعالية عندما تكون الأوراق ساكنة و بشرتها مجعدة ومقادير تخفيض الغبار في الجو مسجلة بنسبة 38 _ 42 بالنسبة للنباتات الدائمة الخضرة وبنسبة 27 _ 30 للأنواع المتساقطة ونحن نعتقد أن معدل التصفية يمكن ان يصل الى 200_ 1000 KG \HA
الوظيفة المنتجة للخضار العام :
ان الوظائف المتجاهلة وغيلر المعتبرة للخضار في تخطيط الخضار العمراني هي الوظيفة المنتجة هذه ىالوظيفة تطور نفسها عن طريق انتاج العناصر الغذائية واستخدام بقايا الأخشلب كمواد خام لعدة استعمالات اهمها توليد الطاقة حيث أظهرت دراسة احصائية جرت في تورينتو في كندة أظهرت بعض البيانات الأحصائية حول الطاقة الكامنة المشتقة من الخشب (جميع المواد التي تاتي من دورة تخفيف كاملة 102 _260 ألف مجموعة في 5 _ 6 سنوات يمكن ان تكون افتراضيا جاهزة لتقديم طاقة كامنة تعادل 4000 من النفط


التوقــيـــــــــــــــــــــع


لايحزنك انك فشلت ما دمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد
.المهنية سلاحنا الفعال!
لا يمكن أن نواجه هذا العالم الذكي بالهبل والدجل والكسل والشلل!
لتنمية مهارتك تابعنا على




مدونة الموظف الجزائرى

العمارة البيئية Capture

العمارة البيئية Empty نظرية الشكل المعماري

ابو محمد
ابو محمد
ادارة المنتدى
ذكر

الاقامة : 阿尔及利亚

المشاركات : 3254

نقاط : 6273

تاريخ التسجيل : 15/08/2009

العمل : 人理
المزاج المزاج : 美丽

تمت المشاركة الخميس 08 يوليو 2010, 12:21
يهتم المصمم والناقد على السواء بما تعنيه الاشكال المعمارية المصممة ، اذ تتميز الاشكال المعمارية عن بعضها في مدى تحقيقها لغايات معينه تعتبر معاييرا لتلك الفترة التي ولد فيها هذا الأثر او ذاك ، هذه المعايير تبلورها وتحددها نظرية العمارة . فمنهم من اعتبر الشكل المعماري (الجيد) من عبر عن وظيفته المخصص لها... وقد تميزت اشكال كثيرة في بداية القرن العشرين طبقا الى هذا المعيار، ومنهم من اعتبر الشكل المعماري نصا مشابها للنص اللغوي يحمل رسالة مشفره باستخدام عناصر معمارية معروفة سابقا وتوظيفها في كتابة هذه النصوص ، كذلك تميزت اشكال معمارية جديدة وفقا لهذا المعيار ... ومنهم من ركز على امكانات مادة البناء في تكوين أشكاله .... اذ ان معايير التقييم متغيره تتطور على مر الزمن ، ولكي تمر الاشكال المعمارية الجديدة الى ارض الواقع وتقطف المراكز الأولى في المسابقات عليها ان تمتثل لمعايير معينه يمكن مناقشتها وتفهمها من الناقد استنادا الى الأرضية المشتركة التي أسستها نظرية الشكل مسبقا , إذ يفترض بالمصمم اقناع نقاده بتبني هذه الاشكال دون غيرها في تأليف الشكل قيد التقييم , أي ان المصمم يقنع نقاده وبالتالي الجمهور من خلال تبريراته لاستخدام هذه الاشكال دون غيرها ، وهذا ما تحاول هذه المقالة التركيز عليه وتبيان تجليات أفكار المصمم وانتقاء شكلا دون آخر ودور النظرية في ذلك .
تُستهل هذه المقالة بالدراسة اللغوية والمقارنات مع التكوينات المعمارية في تأليف الشكل النهائي كونها (الدراسات اللغوية) اهتمت بالشكل المعماري وتبريرات الاشكال المستخدمة أكثر مقارنة بالنظريات الأخرى ولقابلية مناقشة أسباب تبني الاشكال المعمارية عموما في إطار اللغة خصوصا . اذ تحاول هذه المقالة استكشاف تعلق الاشكال المعمارية بنظريات تكوينها ، بأسباب انتقاء هذه الاشكال والعلاقات دون غيرها. ثم سيصار في مقالة لاحقة الى استكشاف الامكانيه في تغيير هذا الاعتقاد لتوليد استراتيجيات جديدة في التشكيل المعماري تذهب ابعد مما أفرزته اللغة في العمارة .

العرض-

يعتقد الكثير من النقاد إن العمارة لغة يمكن لمن عرف أبجديتها
قراءتها وفهم معانيها المضمرة خلف نصوصها ،او انها رموز لمعاني معينه تقبع تحت هذه الرموز، أي انها تعتبر لغة طالما احتوت على معاني خلف رموزها ، مُحاكاةً لفكرة اللغة والكلمة رمز لمعنى خلفها ... ولان هذا الاعتقاد يسود الوسط المعماري , ذهب المعماريون الى سبر بحر اللغة واستلهام مفاهيمها في تصنيع أشكالهم المعمارية وتشكيلها , بل وظفت آليات لغوية في نحت الشكل المعماري وانتقدت هذه الاشكال طبقا الى نظريات لغوية أيضا . فقد طُرِحت كثير من الدراسات المعمارية في المقارنات والاستراتيجيات اللغوية وتوظيفها كاستراتيجينا تصميميه تنطلق من إن الشكل المعماري نص ، سيما النظرية البنيوية و التفكيكية.
وعند استقراء هذه الدراسات يُثار التساؤل الأتي , هل يمكن تلقي العمارة على أنها (لا تمثل لغة معينه او رموزا لمعانٍ معينه؟؟)
هل ان نهل الدراسات المعمارية من الحقول المتاخمة سيما اللغوية أوقعها في حبال اللغة ، أم أنها لغة أصلا والدراسات المعمارية في المضمار أجلت هذه الحقيقة !!!
فلكي نجيب هذا التساؤل نطرح الفرضية المضادة لهو ، وهي ( إذا لم تكن العمارة لغة رموز ماذا يمكن أن تكون؟؟)
فلكي يتفق القارئ مع الباحث يجب أولا توضيح معنى اللغة كتعريف إجرائي في سياق المقالة.
انها (معنى معين يختفي خلف الشكل المعماري المصمم يتحقق من خلال استخدام عناصر معمارية في علاقات معينه معروفه لدى المصمم والمتلقي قبل ولادة الشكل قيد التصميم. هذه العناصر والعلاقات تحمل معانيها نتيجة تكرارها في أشكال معينه خدمة لغاية محدده , ارتباط هذه العناصر بغاياتها نتيجة للتكرار هذه العناصر في تمثيل غاياتها , وبالتالي إمكانية توظيف هذه العناصر في غايات جديدة وبناء معاني جديدة من خلال ترابط هذه العناصر بعد إزاحتها باتجاهات معينه طبقا لغاية المصمم أسوة ببناء النصوص الأدبية من تركيب المفردات في علاقات معينه سيما وان ان هذه العلاقات غير واضحة مقارنة بالعلاقات اللغوية ) .
هذه العناصر يمكن مقارنتها بالمفاهيم اللغوية اكثر وليس المفردات لان معاني هذه العناصر واسعة مقارنة بالمفردة اللغوية ومشوشة التعريف نتيجة ترحالها وتجوالها وتوضيفها لغايات مختلفة .
ان استخدام المصمم لعنصر دون آخر يجبره ان يدعم هذا الاختيار باسباب واضحة تحقق الاتفاق مع الناقد ، وان كان أنكر ذلك فان الشكل ينطق بهذه الأسباب وفقا للمعايير السارية (والتي هي لغوية في هذه الحالة ) لذلك نظرية اللغة في العمارة هي عالم ثر لا ينضب لهذه التبريرات ، اذ يسهل على المصمم دعم أي شكل معين بمدى واسع من المعاني ، وفرة هذه التبريرات وتراخي ارتباطها باشكالها يخلق حالة من (تهكم) الناقد او المصمم لهذه المعاني لتنوعها الكبير, إذ أضحى بامكان المصمم ان يبرر كل أشكاله باتجاه غاية معينه او كل الغايات باتجاه شكل معين , وبالتالي أصبحت النظرية في العمارة مثبطا لاستمرار المصمم في إيجاد الاشكال الجديدة الملائمة لغاياتها , فهو قادر على التبرير متى شاء وكيف ما شاء , فبمجرد توفر الإجابات عن استخداماته لشكل دون آخر توقف تطور المشروع . وهذا ما يلاحظ في الأوساط الطلابية لدارسين العمارة , إذ إن دافع تطور الشكل المعماري يتراجع بتوفر الإجابات والمبررات لاستخدام هذا الشكل او ذاك , وربما يكون هذا التأثير قليلا في إشكال المصممين المحترفين الذين تجاوزت خبراتهم للنظرية الواحدة فهم يستمدون قوى استمرارهم في تصاميمهم من خبراتهم المتراكمة التي سبقت النظرية اللغوية او لحقتها . هذا العيب لا يتعلق بالنظرية اللغوية فقط بل بكل النظرية المعمارية المتعلقة بالشكل ، إذ انها تثبط تشكيل الشكل حال الوصول الى الاتفاق مع الزبون او الناقد بان هذا الشكل أصبح يمثل هذه الغاية ,او تلك الوظيفة ...... ,
إذن هل هناك بديل للنظرية ؟ هل للمصمم إن يجد أشكال مميزه دون النظرية الشكلية ؟
و ماذا يحصل في حال إهمال التبريرات من قبل المصمم وعدم اكتراثه بما تعنيه أشكاله لمتلقيها.....؟؟؟
سيمكنه ذلك من استخدام كافة الاشكال في كافة الغايات والاتجاهات دون الحاجة للمعاناة في اختيار احدها دون الآخر فالكل ملائم للكل في غياب النظرية !!! إذن ستنهار نظرية الشفرة والمعنى المحدد في العمارة تاركة المصمم والناقد في غياهب الصمت وتلقي العمل جملة لا تفصيل ، دون الاعتراض طالما لا توجد أرضية وتعار يف مشتركة بينهما .

الاستنتاج

يُستنتج ان النظرية ابتدعت من المصمم والناقد بالضرورة لتحقيق معيار تقيم استنادا الى أرضية مشتركة تجعل طرفا قادرا على إقناع الآخر . لذلك لا يمكن للنظرية ان تنهار ، لا يمكن للمصمم التفاهم مع جمهوره دون تعاريف مشتركة ، لا يمكننا تقبل تكوين شكلي دون نظريه طالما هناك ضرورة لاقتناع المتلقي بالشكل الجديد وتقبله ، ضرورة لوجود مبررا يمنح المصمم الثقة في تقديم اشكاله دون غيرها ، وطبعا ذلك ناتج من إن النظرية اللغوية حالها حال النظريات التي سبقتها في تكوين الاشكال النظرية الوظيفية ,النظرية العضوية ,.... الاستدامة ، جميعها تبحث عن أرضية جديدة تحقق الاتفاق بين المصمم والزبون تجعله يتفهم وجهة نظر المصمم وبالتالي توقف تطور الشكل المعماري عن هذه النقطة.
و الملاحظ ان هذه النظريات تشابهت في أسباب طرحها اذ انها تولد حول محور غير معلن وهو الاختلاف عما سبق؟ وكل نظريه هي التبرير لهذا الاختلاف . لقد تبنى الوظيفيون أشكالهم لاعتقادهم بان الوظيفة الجيدة تخلق شكلا جيد ،تكرار بناء الاشكال المعمارية وفقا لهذا المعيار أنتج ملل المتلقي من هذه الاشكال فتسابق النقاد والمصممين الى توفير أرضية جديدة لتأليف أشكال جديدة اعتمدت الشكل التاريخي الذي يتطور بضرورات الحاضر كتبرير للهوية المفقودة في الاشكال التي سبقتها وهي اختلفت بذلك في أشكالها عن الوظيفية ، وهذا هو لب القضية ، ينتقل المعماريين بعدها الى نظرية أدبية فلسفية متمثلة بالتفكيك ، والتي تهكمت على التاريخية مبرره ذاتها بالتطور الحاصل في كل الحقول وضرورة التعقيد تناسبا مع المتاخم من الحقول ولذلك اختلفت عن سابقتها .... فالتكاملية فالاستدامة , الكل يتبنى النظرية الجديدة لأنه يبحث عن أشكال مختلفة عن السابق وهذه النظريات هي التي تمثل الأرضية المشتركة مع النقاد تجعلهم يقبلون هذا الشكل ويثنون عليه دون غيره، الاختلاف هو الهاجس ، وفي النظرية لتبرير الاشكال بالضرورة، اذ ان عدم النظرية يعني ان التكوينات المعمارية تدور هي ومعانيها في ذهن المصمم فقط . لا يمكن قبولها من الآخر. فتخيل إن شكلا من العمارة المعاصرة عاد الى القرن السابع عشر ...؟؟ بالتأكيد سيبقى معزولا ، لا يمكن تقبله بالدرجة التي يثنى عليه في عصره .
فالشكل المعماري هو بأمس الحاجة الى هذا التغيير المستمر سمة طبيعية للإبداع ، وسأما للملل والتكرار ، والنظرية المعمارية في الشكل تُعبد الطريق لتقبل هذه الاشكال الجديدة . والشكل المعماري يختلف عن غيره من جوانب العمارة في كونه قابل لاستيعاب أنواع كثيرة من النظريات تسحبه في اتجاهات مختلفة تمنحه ديمومته وشبابه.
لذلك فان تبني نظريات جديدة في التشكيل المعماري بالضرورة .اما الرأي القائل بان( كل نظريه جديدة تولد بالضرورة لسد النقص في النظرية التي سبقتها) هذا الرأي لا يفصح ولا يشير الى ان سبب تبني النظرية الجديدة هو رغبه من المصمم لحل أزمة تجديد الاشكال الملحة ، وفرضية سد نقص النظرية السابقة مبررا .اي إن ولادة النظريات وتبنيها في تكوين الاشكال المعمارية ليس بسبب النقد للنظرية السابقة بل للحاجة الملحة لتوفير تنويع جديد وكبير في الاشكال بعد ان استنفذت النظرية السابقة أشكالها ، وهذا ما يختلف به تبني النظريات في الفن بصورة عامة عن تبني النظريات في العلم الذي يعتمد في بنائه لنظرياته على نقد النظرية السابقة . البحث عن الاختلاف عما سبق إلحاحاً وحاجة في كل أشكال الفن ، يقود نظرية التشكيل شرقا وغربا ليلا ونهارا سرا وجهارا كي تحيى ولا تعقم .
لذلك فان التركيز على عيوب النظرية السابقة هو مبرر فقط لتبني النظرية الجديدة في كونها أفضل من سابقتها ولذلك انتقاها المصمم دون غيرها ، فيتقبلها ناقده اذا اقتنع بهذا التصحيح والمبرر وهكذا تولد النظرية ، وتنمو مع الزمن....
يستنتج من ذلك ان للمصمم حق في تبني أي نظريه طالما تحقق له هذه النظرية اختلافا في الاشكال عما سبق . فمحور الاختلاف هو محور توالد وتهافت نظريات الشكل المعماري ، وأشكال هذا المصمم تعتبر رائده ومبتكره دائما لأنها ولدت من رحم النظرية الباكر وسوى ذلك هو استنساخ لما سبق ، ولا بد له ان يحصل كي يستنفذ امكانات هذه النظرية وتشح وليداتها من الاشكال ، فتبزغ وتتنفس الأخرى على إطلالها.... بالضرورة .


التوقــيـــــــــــــــــــــع


لايحزنك انك فشلت ما دمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد
.المهنية سلاحنا الفعال!
لا يمكن أن نواجه هذا العالم الذكي بالهبل والدجل والكسل والشلل!
لتنمية مهارتك تابعنا على




مدونة الموظف الجزائرى

العمارة البيئية Capture

العمارة البيئية Empty ملخص لبحث نظري مو سع عن العمارة الخضراء

ابو محمد
ابو محمد
ادارة المنتدى
ذكر

الاقامة : 阿尔及利亚

المشاركات : 3254

نقاط : 6273

تاريخ التسجيل : 15/08/2009

العمل : 人理
المزاج المزاج : 美丽

تمت المشاركة الخميس 08 يوليو 2010, 12:23
تعالت أصوات المعماريين المتحمسين لعمارة أفضل ..لهوية جديدة ممِيزة لهويتنا وبيئتنا ..كما تعالت أصوات العامة مطالبين ببيئة صحية وسكن أفضل بظروف معيشية أفضل..
هذا ما دعا المختصين والباحثين لفتح الباب أمام موضوع التنمية المستدامة والعمارة الخضراء التي تعرّف بأنها :
هي عملية تصميم المباني بأسلوب يحترم البيئة مع الأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والمواد والموارد مع تقليل تأثيرات الإنشاء والاستعمال علي البيئة مع تنظيم الانسجام مع الطبيعة.
هذا المفهوم ما هو إلا طرق وأساليب جديدة للتصميم والتشييد تستحضر التحديات البيئية والاقتصادية التي ألقت بظلالها على مختلف القطاعات في هذا العصر
وبالفعل بدأ الكثير من المعماريين باستكشاف وبلورة التصاميم المعمارية التي تقوم باستهلاك اقل للطاقة وحماية اكبر للبيئة
فالمباني الجديدة يتم تصميمها وتنفيذها وتشغيلها بأساليب وتقنيات متطورة تسهم في تقليل الأثر البيئي، وفي نفس الوقت تقود إلى خفض التكاليف وعلى وجــه الخصــوص تكــاليف التشغيل والصيانة (Running Costs)، كما أنها تسهم في توفير بيئــة عمرانية آمنة ومريحــة.
وهكــذا فإن بواعث تبني مفهـــوم الاستدامة في القطــاع العمراني لا تختلف عن البواعث التي أدت إلى ظهور وتبني مفهوم التنمية المستدامة (Sustainable Development) بأبعادها البيئية والاقتصادية والاجتماعية المتداخلة.
لم تعد هناك خطوط فاصلة بين البيئة والاقتصاد منذ ظهور وانتشار مفهوم التنمية المستدامة الذي أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ضمان استمرارية النمو الاقتصادي لا يمكن أن يتحقق في ظل تهديد البيئة بالملوثات والمخلفات وتدمير أنظمتها الحيوية واستنزاف مواردها الطبيعية.
فالهدف الأساسي من البحث في العمارة الخضراء ما هو إلا الوصول الأمثل لهاتين النقطتين البيئة والاقتصاد.
عند التمعن في أوضاعنا البيئية الصارمة ومواردنا المحدودة ندرك بأن حاجتنا إلى تطبيقات العمارة الخضراء والإنشاءات المستدامة أكثر من الدول الصناعية المتقدمة
واضعين في أذهاننا الهدف الرئيسي وهو خلق تناغم بين المنزل وتوفير الطاقة وصحة السكان .

أحد الامثلة برج (Conde Nast) المكون من (48 طابقاً) في ساحة التايمز في نيويورك

وهو مصمم بواسطة (فوكس وفول معماريون) Fox & Fowle Architects
. إنه يعد أحد الأمثلة المبكرة التي طبقت مبادئ العمارة المستدامة الخضراء في مبنى حضري كبير، وقد استعملت فيه تقريباً جميع التقنيات التي يمكن تخيلها لتوفير الطاقة.

فقد استخدم المبنى نوعية خاصة من الزجاج تسمح بدخول ضوء الشمس الطبيعي وتبقي الحرارة والأشعة فوق البنفسجية خارج المبنى، وتقلل من فقدان الحرارة الداخلية أثناء الشتاء. وهناك أيضاً خليتان تعملان على وقود الغاز الطبيعي تزودان المبنى بـ (400 كيلو واط) من الطاقة، وهو ما يكفي لتغذية المبنى بكل كمية الكهرباء التي يحتاجها ليلاً، بالإضافة إلى (5%) من كمية الكهرباء التي يحتاجها نهاراً. أما عادم الماء الحار فقد أنتج بواسطة خلايا الوقود المستخدمة للمساعدة على تسخين المبنى وتزويده بالماء الحار. بينما وضعت أنظمة التبريد والتكييف على السقف كمولد غاز أكثر من كونها مولد كهربائي، وهذا يخفض من فقدان الطاقة المرتبط بنقل الطاقة الكهربائية. كما أن لوحات (Photovoltaic Panels) الموجودة على المبنى من الخارج تزود المبنى بطاقة إضافية تصل إلى (15 كيلو واط). وداخل المبنى تتحكم حساسات الحركة بالمراوح وتطفىء الإضاءة في المناطق قليلة الإشغال مثل السلالم. أما إشارات الخروج فهي مضاءة بثنائيات خفيفة مخفضة لإستهلاك الطاقة. والنتيجة النهائية هي أن المبنى يستهلك طاقة أقل بنسبة (35-40%) مقارنة بأي مبنى تقليدي مماثل.


التوقــيـــــــــــــــــــــع


لايحزنك انك فشلت ما دمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد
.المهنية سلاحنا الفعال!
لا يمكن أن نواجه هذا العالم الذكي بالهبل والدجل والكسل والشلل!
لتنمية مهارتك تابعنا على




مدونة الموظف الجزائرى

العمارة البيئية Capture

العمارة البيئية Empty البعد الإنساني في العمارة

ابو محمد
ابو محمد
ادارة المنتدى
ذكر

الاقامة : 阿尔及利亚

المشاركات : 3254

نقاط : 6273

تاريخ التسجيل : 15/08/2009

العمل : 人理
المزاج المزاج : 美丽

تمت المشاركة الخميس 08 يوليو 2010, 12:26
ينبه جون راسكن على ضرورة رؤية العمارة بمنظور جدي. ويبرر موقفه هذا بإيمانه بأنه يمكن أن نعيش ‏بدون عمارة كما يمكن لنا أن نتعبد بدونها أيضا ولكن لا نستطيع أن نتذكر بدون عمارة. يتضمن رأي المنّظر هذا ‏أهمية البُعد التاريخي في العمل المعماري وهو يشير إلى حقيقتين. رؤية التاريخ من خلال العمارة والثانية أن ‏تحتوي المقترحات المعمارية من الخصائص ما يؤهلها لأن تكون خالدة (تاريخية). ‏
‏ في الحقيقة الأولى يمكن المجادلة بأن التاريخ بدون إنجازات معمارية هو تاريخ غير كامل ذلك لافتقاده ‏الجانب المادي المتمثل في الجانب العمراني . التاريخ المكتوب تاريخ جامد لا حركة فيه. تماما مثل الصورة ‏الناقصة التركيب. لا تكتمل إلا باكتمال مكوناتها. دراسة التاريخ تعتمد على الشواهد العينية، الشواهد المكتوبة ‏والشواهد الشفهية (الرواية الشفهية).‏


‏ الرواية الشفهية تعتمد على ما تختزنه الذاكرة من روايات. ربما النصيب الأكبر من تلك الرواية تشكل من ‏حذق راويها و قدرته على حبكة أحداثها. وهي تعتمد أيضا على النقل الشفهي من فرد إلى آخر. بينما الشواهد ‏المكتوبة تتكون من المادة المكتوبة أو المادة المرسومة (الكتب، الرسومات المسا قط الأفقية، الواجهات، ‏القطاعات وغيرها من التفاصيل). قد تتضمن الشواهد المكتوبة وثائق أخرى كالعقود، المواثيق والمستندات ‏المتعلقة بالمبنى. الشواهد المكتوبة يمكن اعتبارها أكثر منهجية لأنها في غالبية الأمر تستند على أسلوب تقصي ‏بحثي محدد.‏
‏ الشواهد العينية تتضمن ما تركه السلف من صروح عمرانية. ليس غريبا أن يكون هدف من سبقنا هو ترك أثر ‏خالد على هيئة آثار معمرة لازالت باقية معنا ليومنا هذا. بعكس العمارة المعاصرة التي غلب عليها صفة ‏الاستهلاك مثلها مثل أي منتوج آخر حديث. تُرى ماذا ستكون عليه حالة العمارة المعاصرة مستقبلاً إذا تم تخيلها ‏على هيئة أطلال أو آثار قديمة. هل سينبهر بها من يشاهدها مثل انبهارنا اليوم بعديد من الأمثلة التاريخية القديمة. ‏يقودنا هذا للحقيقة الثانية.‏

‏ يستوجب على المعماري ، حسب ما جاء في كتاب راسكن، أن يكون تصميمه خالداً و معمراً. وعلى المجتمع ‏أن يبني مبانيه بكل دقة و تأني واهتمام حتى تعمر لفترة طويلة وتكون بمثابة السجل المعماري الحي للأجيال ‏القادمة. ينعكس هذا الاهتمام في التحكم في النسب الجميلة، اختيار المواد المعمرة الإنشاء المتين، التفاصيل ‏الجيدة، والزخــرفة الملائمة المتمشية مع هوية البيئة الموجودة بها. بهذا تتحقق صفة التاريخية و يكون العمل ‏مساهمة في إثراء المخزون التاريخي.‏

‏ المباني القديمة جزء من التاريخ الذي يجب المحافظة عليه. تكون المحافظة عليه بصون خصائصه وليس ‏بترميمه. ففي الترميم قد يتم القضاء على عديد الملامح الأصلية للمبنى.الجانب التاريخي للعمل المعماري يتحقق ‏إذاً بالمحافظة على الموروث و العمل على إيجاد عمارة دائمة. ‏

التضحية في العمارة تعني عدم التشبث كثيرا بالمعايير الاقتصادية والوظيفية في حد ذاتها والاهتمام بمعايير ‏أخرى تضفي صفة التميز والإبداع على العمل المعماري. العمارة فن. يتعدى دور هذا الفن الوظيفة ليشمل توفير ‏المتعة، القوة، الصحة والراحة النفسية بعكس عملية البناء. نشاط البناء يتضمن وضع أجزاء المبنى المختلفة مع ‏بعضها البعض في صورة متزنة بحيث لا تحدث خللاً في التركيب الإنشائي. ما يميز العمارة هو جانبها الفني من ‏خلال مخاطبتها لحواس الإنسان المختلفة. كثيرون يعرفون التصميم المعماري عبر الإدراك الحسي لمكوناته( ‏Perception‏).‏
‏ تعتبر العمارة من أكثر الفنون عرضة على الآخرين. عكس الفنون الأخرى من الصعب حجب العمارة عن ‏المحيط. المصمم يهيم كثيراً بكيفية إطلالة مقترحه المعماري على المحيط. فنراه شغوف بالنسب، العلاقات ‏الهندسية، نوع المواد، الألوان المختلفة، الارتفاعات إلى غيرها من الأمور المؤثرة على تعبير المبنى. الارتفاع ‏في حد ذاته لا يكون عمارة ولكن طريقة وضع الحجارة في الواجهة، مكانها، الزخرفة الموجودة بها، زوايا ‏الرؤيا للمبنى هي التي تبرز قيم العمارة. العمارة تتعدى الاستعمال المباشر. حقيقة العمارة ليس في استعمالها ‏ولكن في تهيئتها الفرص المختلفة لاستخدامها وتأثير تلك الاستخدامات المختلفة على من يشاهدها أو يستعملها. ‏المعماري الفرنسي الشهير لوكوربوزييه يعرّف العمارة بمقدرة المصمم على الإثارة. في كتابه نحو عمارة جديدة ‏يؤكد لوكوربوزييه على أن استخدام الطوب والخرسانة في تشييد البيوت والقصور يعتبر مجرد نشاط بناء. بينما ‏العمارة تظهر متى استطاع المعماري إدخال السرور والبهجة على الناظر من خلال العلاقات الخاصة لمكونات ‏العمل المعماري المعروضة تحت ضوء الشمس.‏
‏ لذلك المصمم المتميز هو من لا يتقيد فقط بالبرنامج الوظيفي ولكن يهتم أيضاً بالتأثيرات المختلفة لمكونات ‏التصميم على الناظر والمستعمل. من مظاهر التصميم والعمارة استعمال المواد لغير غرض الاستخدام ولكن ‏لتأثيراتها المختلفة وأيضاً لمدى خلودها لأطول فترة زمنية ممكنة. لو اهتم القدماء ببناء عمارة للاستعمال لما بقي ‏لنا من موروثهم شيئاً، لكنهم فضلوا التضحية من أجل البقاء. لقد كلف بناء الأهرامات المصريون القدماء الكثير" ‏اجتماعيا، اقتصاديا وتقنيا" كل ذلك من أجل الخلود. عكس الاهتمام المعاصر بتحقيق أكبر قدر ممكن من التأثير ‏بأقل التكاليف مما يجعلها تفتقر لمبدأ التضحية وتؤكد مبدأ سرعة الإنجاز وقلة الإتقان. أدى هذا التوجه إلى عدم ‏صمود تلك النوعية من المباني الحديثة لفترات طويلة واحتياجها المستمر للصيانة.‏

دقة الحرفة" الصنعة" وجودتها- بغض النظر عن التكلفة- تساهم بدرجة كبيرة في إثراء العمل المعماري. هنا ‏ليس المقصود به المبنى في حد ذاته أو المادة نفسها ولكن الأداء الحرفي لمكونات المبنى وتفاصيله وأهميته في ‏إبراز التصميم وبقاء المبنى معمراً لفترة طويلة.‏

‏ التضحية في العمارة تكون- حسب ما ورد- مجسدة في تأثير العمل إيجابيا على حواس الإنسان وهذا متعلق ‏بثلاث أسس. أولاً اختيار المواد الجيدة المعمرة. ثانياً الاهتمام بالتفاصيل والتفاني في تصميمها وإنجازها. ثالثاً ‏إتقان العمل بالإفراط والزيادة في الوقت المخصص للعمل والتمهل في أداءه بدل التسرع في إنجازه.

رغم أن العمارة فشلت في ترسيخ الأيدلوجيات التقليدية المختلفة غير أنها أثبتت أن من شروط نجاحها احترام ‏العرف والتقاليد السائدة للبيئة الموجود بها العمل المعماري. يشمل العرف والتقاليد-التي يشير إليها راسكن ‏بالطاعة- السياسة والتوجه الفكري للمجتمع، نظام المعيشة التاريخ والقيم الدينية والروحية.‏

المحاولات المتعددة للتنصل من القيم الثقافية للبيئة الموجود بها العمل المعماري بدعوى عدم صلاحيتها للحداثة- ‏كما اعتقد الكثيرون من رواد الفكر المعماري عند مطلع القرن العشرين- خلّف " طرازاً" أو نمطا معماريا غير ‏محدد الملامح أو مرتبط بمكان مما أنتج أعمال معمارية متشابهة في البلد الواحد بل على صعيد العـــــالم أجمع. ‏لأجل روح العصر الجديد ‏Lesprit Nouveauوبدعوى الحرية طغى الإنتاج الصناعي لمواد البناء مع ‏الاعتبارات الاقتصادية والقيم الوظيفية الضيقة على التنوع الحضاري لنتاج العمارة.‏

الحرية في التعبير المعماري صفة حسنة متى التزمت بمحددات البيئة المحيطة كما أن هذه المحددات لا يمكن ‏فهمها في نطاق ضيق وإلاّ أصبحت مجرد شيء إضافي عائق للإبداع المعماري. الكثير يؤمنون بأن عنصر ‏القوس رمزاً " مطلقاً" للمعمار الإسلامي المحلي، لهذا شاع استخدامه في الغلاف الخارجي حتى في المباني ‏متعددة الأدوار، لم ينحصر استخدام هذا العنصر في الأدوار الأرضية بل تكرر دون اعتبار لتأثيره على الناظر ‏وكأن المبنى الخالي من مثل هذا العنصر للواجهة غير إسلامي بينما المسقط الأفقي والمعالجات الأخرى تعكس ‏تأثيرات نمط معيشي غريب.‏
العمارة لا يمكن لها أن تكون أداة للمساهمة في صنع الحضارة إلاّ إذا روعي في نتاجها القوانين المختلفة السائدة ‏في المجتمع. العمارة ستكون معبرة متى أوجدت صلة وصل بين ما يتحقق من تقدم في المجالات المختلفة والقيم ‏الاجتماعية بحيث تصبح محددة المعالم ومقروءة الهوية حتى تكون المباني على اختلاف أنواعها تنتمي إلى ‏مدرسة معمارية معرّفة. هذه المدرسة لا تستند على الاختراع بل تعتمد على المخزون الحضاري للمجتمع، فهي ‏لا تسعى لإيجاد نمط معماري جديد بقدر ما يكون غرضها كامنا في تحقيق معالم معمارية ترسخ أصالة وثراء ‏المخزون الحضاري بأبعاده السياسية والثقافية والاقتصادية. هناك حاجة لتحديد منهاج هذه المدرسة لضمان عدم ‏فقدان ركن مهم من أركان الوجود الحضاري وعدم الوقوع في أزمة الاغترابAlienation‏ .‏

الأصالة والإبداع والتغيير لا يمكن اعتبارهم أهداف مطلقة في حد ذاتهم كما أنهم لا ينقضون العرف والتقاليد ‏السائدة ولا يعتمدون على الجديد بقدر انعكاسهم واستمراريتهم لما سبق. هذه الاستمرارية مختلفة عن الالتحاف ‏برداء الماضي أو التقوقع داخل قوالب مسبقة التجهيز. إنها الرؤية المميزة لغنى وتنوع نتاج العمارة بهدف إيجاد ‏عمارة مميزة ومنتمية للمكان، فهي الرؤية المدركة لاحتياجات الحاضر الغير غافلة للسوابق والمتطلعة لآفاق ‏أفضل للبيئة المعمارية.


التوقــيـــــــــــــــــــــع


لايحزنك انك فشلت ما دمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد
.المهنية سلاحنا الفعال!
لا يمكن أن نواجه هذا العالم الذكي بالهبل والدجل والكسل والشلل!
لتنمية مهارتك تابعنا على




مدونة الموظف الجزائرى

العمارة البيئية Capture

العمارة البيئية Empty رد: العمارة البيئية

مهندس دولة بالجنوب
مهندس دولة بالجنوب
موظف مرسم
انثى

الاقامة : أدرار

المشاركات : 9

نقاط : 13

تاريخ التسجيل : 04/07/2010

العمل : مهندسة
تمت المشاركة الإثنين 12 يوليو 2010, 11:46
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكراً لك على هذه المعلومات القيمة .
لكن لدينا بعض الإنشغالات حول المقاييس التقنية لإنجاز ملعب ماتيكو بمناطق الحنوب , بحيث قمنا بلإنجاز بعض الملاعب لكن لم تكون في المستوى المطلوب ولم تدوم أرضيتها لدى فالبلديات نحتاج الى ترميمها من وقت الى آخر.
أطلب منكم أن تساعدوننا في حل هذا الإنشغال وذلك بموافاتنا ببطاقة تقنية[FICHE TECHNIQUE). أرجو الرد على هذا الموضوع.
لكم مني كل التحيات الخالصة.


العمارة البيئية Empty رد: العمارة البيئية

مهندس دولة بالجنوب
مهندس دولة بالجنوب
موظف مرسم
انثى

الاقامة : أدرار

المشاركات : 9

نقاط : 13

تاريخ التسجيل : 04/07/2010

العمل : مهندسة
تمت المشاركة الثلاثاء 13 يوليو 2010, 16:33
بورك فيك. أرجو الإجابة على تسائلي يبا أبا محمد. شكراً


العمارة البيئية Empty رد: العمارة البيئية

خالد الوليد
خالد الوليد
موظف متربص
ذكر

الاقامة : الجزائر

المشاركات : 1

نقاط : 1

تاريخ التسجيل : 18/09/2010

العمل : طالب
تمت المشاركة السبت 05 فبراير 2011, 19:42
ربي يحفظ ويباركلك في مجهوداتك ......................................شكرا[b]


استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى