السلام عليكم
[rtl]
المراسلة المشار إليها، أخي الفاضل ، عبارة عن استشارة قانونية لا غير ولا تعني سوى ملف معين بخصوصيات معينة واردة بدفتر شروط المصلحة المتعاقدة المعنية ولا يمكن أبدا أن نجعلها مرجعية عامة تتوقف لتحيتها كل دفاتر الشروط وتحدو حدوها كل المناقصات .[/rtl]
[rtl]أنا لا أريد إعطاء أمثلة معينة محصورة لأنه ببساطة وانطلاقا من كون محتوى التعليمات الواردة بدفتر الشروط التي تسطرها وتصوغها المصلحة المتعاقدة بذاتها بكيفية جد مدروسة فمن اللامعقول والغير مقبول أن تأتي في النهاية نفس هذه المصلحة المتعاقدة لتتيه في بيتها وتناقض نفسها وتتساءل كيف يمكنها أن تتعامل مع الوثائق المطلوبة الناقصة ؟[/rtl]
[rtl]كخبرة ميدانية مثلا لإطار مقترح بواسطة شهادة نجاح مرفقة و تبرير انخراطه بالضمان الاجتماعي مرفقة بينما ملفه منقوص فقط من شهادة عمل تثبت المسار المشار إليه في منهج السيرة المرفق بملف المناقصة
فأين الخلل في طلب استكمال وثيقة الإثبات هذه نحن لا نقول استكمال تشكيلة الموارد المقترحة بإضافة عنصر بشري أو أكثر كلا ولا نقول استكمال أو إيداع مقترحات جديدة بل فقط الوثائق المطلوبة المنقوصة[/rtl]
[rtl]إن الطلب العمومي يبدأ بفكرة تلدها الحاجة والفكرة تبعث مشروعا المشروع يتطلب إنجازا
والإنجاز يستلزم الأدوات التي يجب أن تبتكر كل مرة وتحسن كلما اقتضي الأمر ذلك كي نصل إلى
العمل المطلوب ونحقق الهدف المسطر
وإلا حدث المرض و سقط الغرض
.
اذا أردنا تغيير نظرتنا الأحادية للأمور فان هذا لا يتطلب منا سوي التحلي بالواقعية ثم اكتساب الجرأة في تبيان ما نحن فيه من قلة متابعة و قلة إشراف بخصوص تطبيق النصوص التنظيمية للصفقات العمومية طبعا كما ان الاستثمار غير الإجابي ،احيانا ،في أفكارنا بخصوص فهم وتطبيق هذه الاحكام يجعلنا غالبا ما نحاول من هذا الجانب ان نتطاهر بأننا في أحسن حال لكن لما نتجرد من سلبيات أفكارنا سرعان ما ندرك بأننا نستوجب ان نتحسن اولا و ان نسعي الي تحسين من حولنا ثانيا
[/rtl]
[rtl]وما حدث أمس بالمدينة الجديدة والخروب لقسنطينة خير مثال ، أين فضحتها الطبيعة في أول سقوط للمطر و أشعرتنا بالأبعاد الحقيقية التي من المفروض أن ترسو عليها مسؤولياتنا إزاء صفقاتنا ومشاريعنا التي لاحظناها تجرفها الأمطار و السيول
.
في هذا الحال فكيف نبرر إذن عدم النجاعة هنا وضياع المال العام
هل سبب ذلك هو مقاولات الإنجاز ام بسبب دفاتر الشروط الغير محنية والغير مرتبة ومعدة كما ينبغي مع الحرس أخي العزيز علي التحديد الصحيح للحاجيات
.
وهنا تكمن أهمية الإشراف التقني في إطاره الشامل ثم الجزئي
.
كما نحرس علي تحيين دفاتر الشروط دوريا وإثرائها ليس كما يراه بعضنا فقط تصفيف ارقام لمراسيم رئاسية جديدة و تواريخها بقدر ما هي جهد كبير مشترك بين كل الكفاات الإدارية (فيما يخص الأحكام الإدارية ) و الكفاات التقنية
(فيما يخص الأحكام التقنية) وكذا ميدانيا و عمليا فيما يخص الجانب الميداني ولا تقتصر مسؤولية أعداد دفاتر الشروط علي الإدارة لوحدها بل علي جميع الفاعلين المؤثرين في كل مراحل انتقاء المتعاملين الى غاية مراحل تنفيذ الصفقة ثم مراحل ما بعد التنفيذ (ما تسمي بما بعد البيع ) وهذا كله لغرض واحد ووحيد نجاعة الطلب العمومي والحفاظ علي المال العام
[/rtl]
[rtl]سبق وأن تكلمت عن نص المادة 38 من المرسوم
تستعلم المصلحة المتعاقدة ( اثنا تقييم العروض التقنية) عند الاقتضاء ، عن قدرات المتعهدين ومواصفاتهم المرجعية حتى يكون اختيارهم لها اختبارا سديدا
مستعملة في ذلك كل وسيلة قانونية لا سيما لدي مصالح متعاقدة أخرى وإدارات
وهيئات مكلفة بمهمة المرفق العمومي ولدي البنوك والممثليات الجزائرية في الخارج
وذلك كله لماذا لان المصلحة المتعاقدة هي الوحيدة المسئولة عن اختيارها ومطالبة بان تجتهد في التأكد بالاستعلام وبالتحري والتقصي عن المتعامل إلى أن تتيقن وتتأكد من قدراته
والسؤال هنا
:
إذا كانت ملفات العروض قد أودعت وأجال استكمال الوثائق المنقوصة المطلوبة استنفدت والعروض ألان في طور التقييم التقني ومع ذلك فبإمكان المصلحة المتعاقدة عند الاقتضاء استدراك ما قد فاتها وتعزيز الاختيار السديد للمتعهدين بالاستعلام والتحري
.
فكيف يمكن للمصلحة المتعاقدة التعامل إذن مع نتيجة الاستعلام إذا كانت سلبية تجاه المتعهد المعين لتنفيذ الصفقة
.
ربما يلجأ بعضنا الى اقتراح وقف كل إجراءات المناقصة وإلغائها
لكن هذا هو الأخطر وهذا هو ضياع المال العام بعينه
[/rtl]
[rtl]والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته [/rtl]