أبدت التنظيمات الطلابية الكبرى، غضبها الشديد من الوضعية المزرية التي تعانيها الإقامات الجامعية في الأيام الأخيرة بسبب الشلل الذي طال معظمها على خلفية إضراب العمال الذي انطلق قبل أيام.

وأجمعت هذه التنظيمات على مطالبة الحكومة بضرورة إيجاد حلول عاجلة وناجعة للواقع المزري الذي تتخبط فيه الإقامات الجامعية على المستوى الوطني، حيث باتت مشاكل الحجز للغرف وحالة المطاعم السيئة، إضافة إلى ضعف النقل الجامعي أول ما يواجهه الطالب كل سنة.

شدد المتحدث باسم الرابطة الوطنية الجزائرية “علي بوعلام”، على ضرورة إيجاد حل جذري لهذه التراكمات من المشاكل، التي تواجه الطالب كل سنة، مشيرا إلى الحالة السيئة التي وصل إليها قطاع الخدمات الجامعية، مضيفا أن إضراب عمال القطاع لم يأت في وقته المناسب، لما سيترتب عليه من تأثير سلبي كبير على الطلبة. في الوقت نفسه طالب الوزارة الوصية بالتدخل للإسراع في حل مشاكل المضربين مع الوظيف العمومي، لتجنب الفوضى التي بدأت تلقي بظلالها على الدخول الجامعي. وأشار إلى أن إضراب العمال عرقل دخول نحو 450 ألف طالب للأحياء الجامعية. في سياق متصل، استنكرت بعض التنظيمات الطلابية عدم فتح بعض الإقامات الجديدة للمطاعم الجامعية، واكتفائها بتقديم وجبات باردة.

كما صرح ممثلو الطلبة أن اللجان الولائية التي كلفت بمراقبة قطاع الخدمات أشارت إلى إغلاق بعض المطاعم والإقامات الجامعية، ما سبب الاكتظاظ في الإقامات المتبقية، على غرار وهران، التي تعرف اكتظاظا كبيرا هذه السنة، إضافة إلى إغلاق إقامتين في البليدة وأم البواقي، بعد إثبات عدم صلاحيتهما، وأوضحت التنظيمات أن بعض الولايات تعاني تأخرا في تجهيز المطاعم الجامعية على غرار بجاية، عنابة، قسنطينة وتيزي وزو. كما لم يتم بعد ربطها بحركة النقل الجامعي، وألحت التنظيمات الطلابية في هذا الشأن على الإسراع في حل هذه مشكلة، وتوفير النقل المباشر من وإلى الجامعات والإقامات الجامعية. كما طالبت من العمال المضربين أخذ مصلحة الطلبة بعين الاعتبار.

خالد العلوي



الإقامات الجامعية تعيش شللا وفوضى بسبب الإضراب

تشهد الإقامات الجامعية الأربع بباب الزوار، حالة من التسيب والفوضى واللامبالاة، على مستوى قطاع الخدمات المقدمة للطلبة بالإقامات الجامعية، حيث تنعدم أدنى شروط الإقامة اللائقة للطلبة منذ بداية الدخول الجامعي كغياب الإطعام وصيانة الغرف والحمامات والنظافة، مما ينذر بمصير مجهول للطالبات خلال الموسم الجامعي الحالي بعد الإضرابات التي بات يشنها عمال القطاعات الجامعية من حين لآخر.

في زيارة ميدانية قادت “البلاد” الى إقامات الطلبة بباب الزوار بغية الاطلاع على أوضاع الطلبة بعد إعلانهم حالة الطوارىء بالإقامات لانعدام أدنى الخدمات، وإضرابات عمال قطاع الخدمات الجامعية، رفض مدير الخدمات الجامعية جهة الشرق منحنا الموافقة لدخول الإقامات الجامعية التابعة لهم، ما لف غموض كبير وضعية هذه الأخيرة وشكوك حول تنصل من مسؤوليات عن حالة الإقامات الكارثية، لكننا تمكنا من الدخول الى إقامة ريب (1) للذكور التي وجدنا حماماتها في حالة كارثية: غياب الأبواب والمرشات. ولما سألنا عبد الوهاب أحد المقيمين الذي كان قد وصل صبيحة أمس إلى الإقامة أطلعنا على أن حماماتهم لا توجد بها مياه ساخنة، كما أن كمية المياه الباردة المتوفرة لا تكفي كل الطلبة المقيمين ما يضطرهم إلى اللجوء للاستحمام في حمامات على حسابهم وسط مدينة بابا الزوار. يضيف المتحدث: “لما قصدت مكتب التسجيلات للحصول على إيواء طلبت غرفة بأحد الأجنحة للإقامة والذي يتوفر على بعض الشروط الملائمة للإقامة، لكن موظفي التسجيلات رفضوا ذلك متحججين بأن الجناح ممتلئ عن آخره”. واكد المتحدث أنه عند وصوله التحق العديد من الطلبة وسجلوا بالجناح الذي رفض مكتب التسجيلات منحه غرفة فيه، مستغربا طريقة التفرقة في التعامل مع الطلبة بالمحاباة، وهو ما استدعى دخوله الجناح (ش) الذي تنعدم به أدنى شروط الإقامة، حسبه.

محمد تليجاني
جريدة البلاد 01 10 2012