عند شعب أصبح من اوائل شعوب الصناعة
وتقليد الماركات العالمية وبدرجات من الدقة المتناهية
صنع في الصين
حيث كل شيء يتم تقليده هناك
وحتى مشاعرنا باتت من فئة صنع ف الصين
قوالب نملكها فائقة الدقة والتقليد فقط نتصنعها
نتقن اقحامها في شتى انفعالاتنا هنا وهناك
لاشيء حقيقي
قوالب من المجاملة الرخيصة والكلمة المشوهة
والحديث المنمق والحوار المتكلف
لا أصل لها أو فصل فنحن من نطبل نبجل
نتماشى مع سرعة العصر فقط لنحصل على مانريد
وكيفما نريد الغاية هنا تبرر الوسيلة
صنع في الصين
ماركة عالمية من المشاعر المقلدة التي اقتحمت
جل تعاملاتنا فبتنا نزيف الحزن ..
نتصنع الفرحة ننمق الحوار نلبس اقنعة التأثر
لاشيء حقيقي
ولا وجود هنا للقلب أو مايخفيه
بل هي زحمة مشاعر هكذا وجدت وهكذا اختلطت
لتخرج بقالب فاليوم أنا معك وغداً معه
واليوم ..أملك رأيا ضدك وغداً ساتفق معك حسب
ما تمليه الأهواء وتتطلبه والأجواء والمصلحة المشتركة
صنع في الصين
ختم سأختم به على مشاعري ..
فهي خارجة من مصنع يتقن تشكيلها حسب رغبة (الزبون )
فنحن باعة متجولون
نبيع الشعور والمشاعر ..
لنشتري بالرخيص مالا يقدر بثمن
ونبيع بالغالي مارخص ثمنه
تقلب النفوس التي تحيطك عن أصالة نادرة وخلق قويم ..
فتصعقك الحقيقية المرة
وتبحث عن عفوية النفس وبراءة التعامل البسيط ..
فتدهشك الصدمة
صنع في الصين
وغالبية ساحقة ... ندرت معها المشاعر الحقيقية
لتخرج وأمامك صديق مغدور به من فعل من كان يظنه صديقاً وصاحباً
ولتلحظ حولك من غُرر بها فهي فريسة محب مزيف استغل سذاجة ع
قلها لينال ماقد خطط له منذ زمن ..
بمشاعر تقليدية مدرجة تحت لواء الحب النقي الصاادق
وأخوة فاسدة انقضى عهداً ممن وثقت في أخوته
فبانت حقيقتها أمامك وانفك وثاقها ..
لتظفر أنت بالرديء المقلد
وصدمة عاطفية كبيرة زينتها الأحلام الوردية ..
بزواج ناجح وحب حقيقي يتصدر قصص الحب الصادق المباح ..
وماهي الا طعنة وتخلي وانحسار
كلها اخطاء نقع فيها ..لاننا خُدعنا بالمقلد
صنع في الصين
ولم تُصنع في قلب نقي بريء عفوي السمات والشعور
ولم تُصنع في قلب راعى انسانيته وحفظ عهوده
ولم تُصنع في قلب اخرج مشاعره كما وجدت
في الأعماق من غير زور ولا نفاق
ولست ابالغ
إنني وجدت في دربي فقط وحيث اسير في مساري
دون أن أحيد عن مساري
ودون أن أقحم نفسي في أمور غيري
عشرات الضحايا الذين غُرر بهم
وعشرات المصدومين ممن فقد ثقته فيمن حوله
وعشرات الجازمين بندرة الصديق الصدوق وأنه كذبة
لا حقيقية لها
وعشرات المخدوعين والمخدوعات ممن وهبوا ثقتهم
لمن اتقن صناعة المشاعر في مصانع تلبي
حاجة السوق فقط
فالنقاء والطهر والتعامل بالخلق الحميد اصبحت سلعاً
يتطلبها السوق من المتربص والمخادع والمتسلل
ليبق الحظ وعامل التوفيق هو حصنك الحصين
فقد تظفر وقد تخسر
صنع في الصين
وبين بضاعة مقلدة واخرى اصيلة ..
تبقى لعبة الحصول على انقياء واللقاء بالشرفاء
ضربة حظ ليس إلا
تصيب قليلاً وتخيب كثيراً
فكيف بك وأنت تدرك أن تلك السوق ومعترك الحياة يعج بالكثير
الكثير من برروا الوسيلة وانتقى الغاية
وبحث عن الوصول بأي طريقة
وأصول لاقنع نفسي بأن الثقة ثمن باهظ لن ادفع به
إلا لما غلي ثمنه واستحق
وأن الحصول على شعور نقي ومن نقي ..
ليس بالمهة السهلة
ولابد من التشخيص والتمحيص
حتى لا اركن الى ذلك الرصيف
اسند خدي على كف من الندم
اتجرع مرارة التجربة
اصطدم بالواقع الذي الفيت عليه الكثير
ممن صُدم قبلي
وحتى لا أكون منهم وتكون أنت منهم
اندم حيث لا ينفع الندم
فقد جعلوا من المشاعر قوالب
تصب وتتشكل لتلائم الطلب
واخشى ما اخشاه
أن يصيب مشاعري داء السارس ..
وأن اقلدها مثل ما فعل الكثيرون
وحينها ساتيقن الفشل.. والسقوط والتوقف
(.فلتر ) قلبك حتى لايصيبه الوسخ