((يقال أن الأصمعي حفظ للعربية نصف مآثرها ))
وللحق أنه أثرى ميادينها بالكثير بعيدا عن صحة هذا القول ودقته
أشتهر الأصمعي بقوة الحافظة ولكن أشهر القصص هي تلك القصة التي صاحبت القصيدة الشهيرة التي بلغت الآفاق ((صوت صفير البلبل ))التي تميزت بكونها صعبة الألفاظ غريبتها متقاربة المخارج عصية على الحفظ إلا لمن وهبه الله حافظة متفردة
هنا في هذا الحوار الشعري الذي جرى بين الأصمعي والإعرابي مفارقة أخرى يرويها الأصمعي وقد تكون القصة رمزية وغير حقيقية وإنما هدفها إبراز قدرة الأعراب على قول غريب الشعر وقد يكون هدفها استعراض القدرة اللغوية العظيمة التي يمتلكها والتي يأتي بها غالباً في قالب قصصي لكي يضمن لها انتشارا أكثر
تقول القصة :
أن الأصمعي قال لأعرابي: أتقول الشعر ؟ .. قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه.
فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ)
قال فقلت للأعرابي : أكمل ، فقال : هات
فقال الأصمعي :
قــومٌ عهدناهــم .....سقاهم الله من النو
الأعرابي :
النو تلألأ في دجا ليلةٍ .....حالكة مظلمةٍ لـو
فقال الأصمعي: لو ماذا ؟
فقال الأعرابي :
لو سار فيها فارس لانثنى..... على به الأرض منطو
قال الأصمعي: منطو ماذا ؟
الأعرابي :
منطوِ الكشح هضيم الحشا ..... كالباز ينقض من الجو
قال الأصمعي : الجو ماذا ؟
الأعرابي:
جو السما والريح تعلو به..... فاشتم ريح الأرض فاعلو
الأصمعي : اعلو ماذا ؟
الأعرابي:
فاعلوا لما عيل من صبره .....فصار نحو القوم ينعو
الأصمعي : ينعو ماذا ؟
الأعرابي :
ينعو رجالاً للقنا شرعت .....كفيت بما لاقوا ويلقوا
الأصمعي: يلقوا ماذا ؟
الأعرابي :
إن كنت لا تفهم ما قلته.....فأنت عندي رجل بو
الأصمعي : بو ماذا ؟
الأعرابي:
البو سلخ قد حشي جلده .....بأظلف قرنين تقم أو
الأصمعي : أوْ ماذا ؟
الأعرابي:
أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ..... تقـول في ضربتها قـو
قال الأصمعي :
فخشيت أن أقول قو ماذا، فيأخذ العصي ويضربني,
منقول