لنفترض أننا - أنا و أنت - أعضاء في لجنة الصفقات المعنية ... شخصيا كنت لأتحفظ على " تجديد " التأشيرة بمجرد أن أطلع على حيثيات المسألة .. إذ على المصلحة المتعاقدة أن تقدم للجنة الصفقات عرضا حول أسباب عدم الشروع في إجراءات الإبرام .. فلجنة الصفقات ليست شباكا نطلب منه ما نشاء فيستجيب.
المشكلة أننا في حالات كثيرة نحاول تفسير مادة معينة كما نشاء دون أن نأخذ بعين الإعتبار مجمل أحكام المواد الأخرى ... و هذا النمط من التفسير هو ما يؤدي إلى كل هذا التضارب و الغموض في أحكام قانون الصفقات.
لنفترض أن لدينا دفتر شروط تم التأشير عليه من طرف لجنة الصفقات بتاريخ 2012.04.01 .. أي أن صلاحية التأشيرة تنتهي 2012.06.30.
قامت المصلحة المتعاقدة بإرسال الإعلان للوكالة الوطنية للنشر و الإشهار و الإتصال بتاريخ 2012.04.02.
تم نشر الإعلان بعد أسبوع كامل، أي بتاريخ 2012.04.08
أجل تحضير العروض 21 يوما...
تم فتح الأظرفة بتاريخ 2012.04.29
طلبت لجنة الفتح من بعض المتعهدين إستكمال عروضهم في ظرف 10 أيام و قام مسؤول المصلحة المتعاقدة بمراسلة المعنيين يوما بعد ذلك أي بتاريخ 2012.4.30.
و بالتالي ليس ممكنا أن تجتمع لجنة تقييم العروض إلا يوم 2012.05.09.
لنفترض أن هذا التاريخ تصادف مع يوم جمعة مما يجعلنا نبرمج عملية التقييم بتاريخ 2012.05.11.
إرتأت لجنة تقييم العروض أنها في حاجة إلى توضيحات كتابية من بعض العارضين و إستغرق طلب التوضيحات و تقديمها أسبوعا واحدا فقط لتعود بعد ذلك لجنة التقييم إلى الإنعقاد بتاريخ 2012.05.17 و إنتهت هذه اللجنة من عملها في يوم واحد و أحالت محضرها على مسؤول المصلحة المتعاقدة الذي درس الإقتراحات و قام بإجراء بحث بسيط للتأكد من قدرات المتعهد الفائز و أستغرقت العملية مدة 05 أيام فقط ليتخذ قرار المنح المؤقت بتاريخ 2012.05.22.
تم إرسال إعلان المنح المؤقت إلى الوكالة الوطنية للنشر و الإشهار و الإتصال بتاريخ 2012.05.23 و تطلب نشره 10 أيام فقط ليصدر في الجرائد بتاريخ 2012.06.02.
مهلة الطعون هي 10 أيام من تاريخ نشر إعلان المنح المؤقت و هي تنتهي بتاريخ 2012.06.11.
و دون الخوض في آجال دراسة الطعون نجد أن قانون الصفقات يمنع عرض مشروع الصفقة على لجنة الصفقات إلا بعد مرور 30 يوما من نشر إعلان المنح المؤقت ... أي أن مشروع الصفقة في مثالنا هذا لا يمكن عرضه على لجنة الصفقتا إلا إبتداء من تاريخ 2012.07.03.... علما ان صلاحية تأشيرة دفتر الشروط في مثالنا هذا تنتهي بتاريخ 2012.06.30.
رغم أنني في المثال كنت متفائلا جدا و لم أشأ المغالاة في أجل تحضير العروض و الوقت الذي يستغرقه نشر مختلف الإعلانات و ما إلى ذلك من تفاصيل.
و أعتقد أن على المراقب المالي و المحاسب أن لا يتسرعوا في إتخاذ المواقف غير المدروسة.