حقوق وواجبات المعلم في اليابان
المعلم في اليابان
حصانة الدبلوماسي، وراتب الوزير
إذا أردنا أن نعرف سر تقدّم اليابانيين، فلا مناص أن نـلقي نظرة على تعليمهم، ومدى احترامهم للمعلّم.. لقد سئل الإمبراطور الياباني، ذات مرة، حول هذه المسألة، فقال: «إن دولتنا تقدّمت، في هذا الوقت القصير، لأننا بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلّمنا من أخطائهم، وأعطينا المعلّم حصانة الدبلوماسي، وراتب الوزير».
- حقوق مادية: يحظى المعلّم في اليابان، بدعم مادي كبير، فإلى جانب راتبه الأساسي، الذي يتراوح بين 32 و68 ألف دولار (في السنة)، بحسب مستوى تعليمه، ومدّة خدمته، يحصل أيضًا على المزايا التالية:
· علاوة مالية، تمنح له ثلاث مرات بالعام الواحد.
· يمنح بدلات الأسرة، وغيرها من البدلات الاجتماعية.
· يمنح ما يسمى «منافع الرفاهية»، عن طريق مؤسسة المساعدة التبادلية للمدارس العامة، والتي تفتح عضويتها لجميع المدرّسين، وتأتي هذه المنافع على صنفين:
- منافع قصيرة المدى: وتتمثل في المصاريف الطبّية، ومصاريف ولادة طفل، ومنحة مواجهة الكوارث، ونحو ذلك.
- منافع طويلة المدى: وتشتمل على مرتّب التقاعد، ومرتّب عجز أو إعاقة، ومعاش لأهل المتوفى، ناهيك عن تأمين مدعوم حكوميـــًا.
- حقوق مهنية: ولتطوير أدائه، وتنمية مهاراته، ينال المعلّم الياباني قسطــًا وافيــًا ومتجددًا، من الدورات التدريبية المهنية، بعد التخرج وأثناء العمل، ويحظى النابغون من المعلّمين برعاية خاصة، مع توفير بيئة تعليمية مناسبة، تـساعدهم على الإبداع في أداء رسالتهم.. وجدير بالإشارة، أن جل معلمي اليابان، يتخرّجون في الكلّيات المتوسطة والجامعات، ولا يمنحون رخصة لمزاولة المهنة، من وزارة التربية والتعليم، إلاّ بعد 6 أشهر على التخرّج، والتدريب العملي، في المدارس العامة، ثم اجتياز اختبار مجلس التعليم، الذي يعقد سنويــًا لتعيين المعلمين، وكان قد صدر مؤخرًا، نظام جديد لمنح رخص المعلمين، يستهدف «توفير المعرفة المناسبة، والمهارات الكافية لهم»، وتسرى جميع تراخيص المعلمين لمدّة 10 سنوات، يتوجّب على المعلّم أثناءها، حضور دورات تدريبية دورية، توزّع كل منها على النحو التالي: 12 ساعة للوقوف على أحدث المعلومات، والوسائل المتقدّمة، ذات الصلة بمجال التربية والتعليم، و18 ساعة تدريب على التطوير المهني المتخصص، وكذا يخضع لاختبارات مصممة لمواضيع تربوية، في دول مجموعة الثماني.
هذا، ومن أبرز الجامعات اليابانية، ذات الشهرة الكبيرة، في تخريج المعلّمين، جامعة نارا، التي تأسست عام 1949م، وتضم كلّيات متخصصة، في اللغة اليابانية، والعلوم الاجتماعية، وطرق تدريس الرياضيات، وطرق تدريس العلوم، وطرق تدريس التقنيات التعليمية، وطرق تدريس البيئة، ويتخرّج فيها معلّمو المرحلة الابتدائية..وجامعة مياجي التربوية، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1965م، وهي تمنح درجة البكالوريوس في التعليم الابتدائي، ودرجة الماجستير في التربية الخاصة..وجامعة ايتشي، التي تـعنى بإعداد معلّمين متخصصين، في مجالات: الإنسانيات، والفنون، وعلوم البيئة، والعلوم التربوية التطبيقية.. وجامعة كيوتو، التي تأسست عام 1876م، وتطوّرت إلى جامعة تربوية عام 1949م..وجامعة تالن، التي بدأت كمعهد لإعداد المعلّمين عام 1919م، ثم تطوّرت إلى جامعة تربوية عام 1992م.
- حقوق معنوية: وهي ممنوحة للمعلّم الياباني على نحو كبير، ويكفي للدلالة على ذلك، أن المعلّم يأتي، في النظرة المجتمعية، بعد الإمبراطور مباشرة، والثقافة الكونفوشية، بحسب بروفسور كيشي أوجاوا، «تـعزز الصورة الشخصية للمعلّم، وتجعل عمله واجبا مقدّسا».. وإذا كان دخول المعلّم على طلاّبه، له طقوسه، التي تنم عن التبجيل، حيث يقفون جميعــًا، وينحنون احترامــًا، ويرددون عبارة: «يا معلّمنا نرجو أن تتفضل علينا، وتـعلّمنا»، وهو رجاء يفوق الاحترام العادي، حيث إن كلمة «سينسي Sensei»، في اللغة اليابانية، لها مدلول دقيق، ومعنى عميق، في المبالغة بالاحترام، فإن الأسرة اليابانية، تحرص أشد الحرص على أن تبث في نفوس أولادها، منذ نعومة أظفارهم، المزيد من الاحترام والتبجيل للمعلم.
ــ عطاء تربوي وتعليمي: ولكونه حاصلًا على الكثير من الامتيازات والصلاحيات، فإن عطاء المعلّم الياباني لا ينضب، وواجباته فيّاضة، في ترسيخ قواعد المنظومة التعليمية، والارتقاء بها، فهو أمين مع المتعلّمين، مرن في اختيار طرائق التدريس، التي تتناسب مع أنماط تعلّم طلاّبه، يلتزم باحترام القوانين والأنظمة، يتعاون مع المجتمع المدرسي، يظهر دائمــًا في صور المثل والقدوة.
المعلم في اليابان
حصانة الدبلوماسي، وراتب الوزير
إذا أردنا أن نعرف سر تقدّم اليابانيين، فلا مناص أن نـلقي نظرة على تعليمهم، ومدى احترامهم للمعلّم.. لقد سئل الإمبراطور الياباني، ذات مرة، حول هذه المسألة، فقال: «إن دولتنا تقدّمت، في هذا الوقت القصير، لأننا بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلّمنا من أخطائهم، وأعطينا المعلّم حصانة الدبلوماسي، وراتب الوزير».
- حقوق مادية: يحظى المعلّم في اليابان، بدعم مادي كبير، فإلى جانب راتبه الأساسي، الذي يتراوح بين 32 و68 ألف دولار (في السنة)، بحسب مستوى تعليمه، ومدّة خدمته، يحصل أيضًا على المزايا التالية:
· علاوة مالية، تمنح له ثلاث مرات بالعام الواحد.
· يمنح بدلات الأسرة، وغيرها من البدلات الاجتماعية.
· يمنح ما يسمى «منافع الرفاهية»، عن طريق مؤسسة المساعدة التبادلية للمدارس العامة، والتي تفتح عضويتها لجميع المدرّسين، وتأتي هذه المنافع على صنفين:
- منافع قصيرة المدى: وتتمثل في المصاريف الطبّية، ومصاريف ولادة طفل، ومنحة مواجهة الكوارث، ونحو ذلك.
- منافع طويلة المدى: وتشتمل على مرتّب التقاعد، ومرتّب عجز أو إعاقة، ومعاش لأهل المتوفى، ناهيك عن تأمين مدعوم حكوميـــًا.
- حقوق مهنية: ولتطوير أدائه، وتنمية مهاراته، ينال المعلّم الياباني قسطــًا وافيــًا ومتجددًا، من الدورات التدريبية المهنية، بعد التخرج وأثناء العمل، ويحظى النابغون من المعلّمين برعاية خاصة، مع توفير بيئة تعليمية مناسبة، تـساعدهم على الإبداع في أداء رسالتهم.. وجدير بالإشارة، أن جل معلمي اليابان، يتخرّجون في الكلّيات المتوسطة والجامعات، ولا يمنحون رخصة لمزاولة المهنة، من وزارة التربية والتعليم، إلاّ بعد 6 أشهر على التخرّج، والتدريب العملي، في المدارس العامة، ثم اجتياز اختبار مجلس التعليم، الذي يعقد سنويــًا لتعيين المعلمين، وكان قد صدر مؤخرًا، نظام جديد لمنح رخص المعلمين، يستهدف «توفير المعرفة المناسبة، والمهارات الكافية لهم»، وتسرى جميع تراخيص المعلمين لمدّة 10 سنوات، يتوجّب على المعلّم أثناءها، حضور دورات تدريبية دورية، توزّع كل منها على النحو التالي: 12 ساعة للوقوف على أحدث المعلومات، والوسائل المتقدّمة، ذات الصلة بمجال التربية والتعليم، و18 ساعة تدريب على التطوير المهني المتخصص، وكذا يخضع لاختبارات مصممة لمواضيع تربوية، في دول مجموعة الثماني.
هذا، ومن أبرز الجامعات اليابانية، ذات الشهرة الكبيرة، في تخريج المعلّمين، جامعة نارا، التي تأسست عام 1949م، وتضم كلّيات متخصصة، في اللغة اليابانية، والعلوم الاجتماعية، وطرق تدريس الرياضيات، وطرق تدريس العلوم، وطرق تدريس التقنيات التعليمية، وطرق تدريس البيئة، ويتخرّج فيها معلّمو المرحلة الابتدائية..وجامعة مياجي التربوية، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1965م، وهي تمنح درجة البكالوريوس في التعليم الابتدائي، ودرجة الماجستير في التربية الخاصة..وجامعة ايتشي، التي تـعنى بإعداد معلّمين متخصصين، في مجالات: الإنسانيات، والفنون، وعلوم البيئة، والعلوم التربوية التطبيقية.. وجامعة كيوتو، التي تأسست عام 1876م، وتطوّرت إلى جامعة تربوية عام 1949م..وجامعة تالن، التي بدأت كمعهد لإعداد المعلّمين عام 1919م، ثم تطوّرت إلى جامعة تربوية عام 1992م.
- حقوق معنوية: وهي ممنوحة للمعلّم الياباني على نحو كبير، ويكفي للدلالة على ذلك، أن المعلّم يأتي، في النظرة المجتمعية، بعد الإمبراطور مباشرة، والثقافة الكونفوشية، بحسب بروفسور كيشي أوجاوا، «تـعزز الصورة الشخصية للمعلّم، وتجعل عمله واجبا مقدّسا».. وإذا كان دخول المعلّم على طلاّبه، له طقوسه، التي تنم عن التبجيل، حيث يقفون جميعــًا، وينحنون احترامــًا، ويرددون عبارة: «يا معلّمنا نرجو أن تتفضل علينا، وتـعلّمنا»، وهو رجاء يفوق الاحترام العادي، حيث إن كلمة «سينسي Sensei»، في اللغة اليابانية، لها مدلول دقيق، ومعنى عميق، في المبالغة بالاحترام، فإن الأسرة اليابانية، تحرص أشد الحرص على أن تبث في نفوس أولادها، منذ نعومة أظفارهم، المزيد من الاحترام والتبجيل للمعلم.
ــ عطاء تربوي وتعليمي: ولكونه حاصلًا على الكثير من الامتيازات والصلاحيات، فإن عطاء المعلّم الياباني لا ينضب، وواجباته فيّاضة، في ترسيخ قواعد المنظومة التعليمية، والارتقاء بها، فهو أمين مع المتعلّمين، مرن في اختيار طرائق التدريس، التي تتناسب مع أنماط تعلّم طلاّبه، يلتزم باحترام القوانين والأنظمة، يتعاون مع المجتمع المدرسي، يظهر دائمــًا في صور المثل والقدوة.