ن تعيد السلطات فتح ملف مراجعة الشبكة الاستدلالية للأجور، بعد إلغاء المادة 87 مكرر من قانون العمل. هذه الأخيرة ستقلص من فجوة الفوارق بين أجور الطبقة الشغيلة متقاربة بما يستدعي المراجعة الشاملة للشبكة من جديد في إطار إعادة تصنيف الرتب والدرجات لموظفي القطاع العمومي والخاص.
وفي السياق، أجرى الاتحاد العام للعمال الجزائريين دراسة مسحية استغرقت سنة كاملة، للمؤسسات الوطنية العمومية والخاصة، شملت 87 مؤسسة تمس 33 قطاعا، أسفرت عن وضع نظام يرتكز على مقارنة بين الأجور ومدى استجابة إمكانيات كل مؤسسة لتطبيق الزيادات، حيث اتضح وجود شركات لديها الإمكانات الكافية لتنفيذ توصيات الثلاثية المقبلة في حال الاتفاق عليها، في حين توجد أخرى تحتاج إلى دعم الدولة من أجل إقرار الزيادات، هذه الأخيرة تم تقديم مقترحات بشأنها تتعلق بمنحها قروضا ميسرة وتحفيزات مالية تساعدها على تطبيق العملية أو تمكينها من برامج تنموية ترفع من قدرتها الإنتاجية وتمكنها من رفع رواتب العمال في إطار إلغاء المادة 87 مكرر.
ولم تحدد بعد الحكومة والشركاء الاجتماعيون تاريخ انعقاد الثلاثية المقبلة، بسبب تأخر اللجان الخمس المنصبة في تقديم مقترحاتها، رغم أن الوزير الأول منح اللجان شهرا واحدا لتقديم مقترحاتها قصد عقد الاجتماع قبل نهاية السنة، "غير أن النقاش الجدي للجان أخر العملية"، يضيف ممثل المركزية النقابية الذي أشار إلى أن اللجنة الوحيدة التي أنهت أشغالها هي لجنة الصناعة التي يرأسها الوزير عمارة بن يونس.
هذه الأخيرة قدمت مقترحات مهمة تتعلق بتغيير تسمية العقد الاقتصادي والاجتماعي إلى العقد الاقتصادي الاجتماعي للتنمية، وتكمن مهمة هذا الأخير في فتح المجال واسعا أمام التنمية الاقتصادية.
وفي السياق، لفت محدث "الشروق" إلى أن غالبية المقترحات تعرف إجماعا من الشركاء، إذ تم اقتراح فتح باب إعادة بعث القروض الاستهلاكية أمام كل الشركات الوطنية المنتجة لمختلف العمال دون تسقيف، على أن تتماشى قيمة القرض مع مستوى راتب كل عامل.
وذكر تلي أن الباب مفتوح للنقاش بخصوص المركبات المنتجة محليا، ويبقى الباب مفتوحا أمام كل البنوك والمؤسسات المالية، من خلال الشروط ذاتها المعتمدة في المرسوم السابق المحدد لكيفيات منح القرض الاستهلاكي ونسب الفائدة المطلوبة.