يومية الخبر 20/08/2014
وحسب نفس المصادر، فإن الوزير، الذي يراهن كثيرا على قائمة المسؤولين الجدد، اعتمد على تقارير قام بإعدادها هو شخصيا كنتيجة لخرجات ميدانية تفتيشية قام بها في الفترة الأخيرة، وقادته إلى مؤسسات استشفائية جامعية، ومؤسسات صحية عمومية، وقف خلالها على ظروف عمل مهنيي القطاع، وكذا طريقة تسيير الموارد المالية والبشرية، وأكثر من ذلك، مدى التكفل بالمرضى خاصة على مستوى مصلحة الاستعجالات والجراحة الطبية.
وبناء على هذه الحركة الأولى من نوعها في القطاع، تقرر إنهاء مهام عدد من المديرين الولائيين والمركزيين، أثبتت التقارير الأخيرة عجزهم عن تسيير المهام الموكلة لهم. وسيتم في إطار نفس الحركة، تحويل عدد من مديري المؤسسات الاستشفائية الجامعية، بالموازاة مع القرارين الأخيرين اللذين تم بموجبهما تعيين مديرين جديدين على رأس مستشفيي كل من وهران وقسنطينة.
والملاحظ هذه المرة أن وزير الصحة عمد إلى إجراء تغيير واسع في مستشفيات العاصمة على وجه الخصوص، باعتبارها تستقطب المرضى من جميع ولايات الوطن، ما عدا المستشفى الجامعي مصطفى باشا الذي تقرر الإبقاء على مديره، شاوش الهاشمي، “بالنظر إلى تحكمه في إدارة مؤسسته الاستشفائية وإظهاره روح مسؤولية كبيرة..”.
وسيتم تحويل مديري مستشفى كل من نفيسة حمودي “بارني”، ومحمد الأمين دباغين باب الوادي، ويسعد حسني ببني مسوس. وبالنسبة لهذا الأخير، تقرر رسميا ترقية مديره الحالي، عمر بورجوان، إلى منصب عال على مستوى المصالح المركزية لوزارة الصحة. وجاءت هذه الخطوة، تقول المصادر التي تحدثت لـ”الخبر”، عرفانا وتقديرا له على المجهودات التي بذلها طيلة توليه إدارة المستشفى، حيث أكدت جميع التقارير الموجودة على مكتب الوزير بوضياف، بأنه من أنشط المسيرين وأكثرهم جدية في مجال التسيير والتنظيم.
من جهة أخرى، وفي سابقة منذ الاستقلال، تقرر إجراء تغيير جذري للهيكل التنظيمي والإداري على مستوى الوزارة، حيث سيتم الاستغناء عن جميع المديرين المركزيين الموجودين حاليا على مستوى وزارة الصحة، وهو قرار وصفته مصادرنا “بالشجاع”، بالنظر إلى التحديات التي تنتظر المسؤول الأول عنها، فوزير الصحة أعلن صراحة، في أكثر من مناسبة، أن إستراتيجية قطاعه المستقبلية تعتمد على “تشبيب” مختلف مصالح الوزارة، لإعطائها نفسا جديدا، وتكون بمثابة استمرارية للعمل الذي شرع فيه المسؤولون الحاليون.
وما يؤكد عزم عبد المالك بوضياف على “تشبيب” قطاعه، قراره ترقية 88 شابا متخرجا من المدرسة العليا للإدارة والمدرسة العليا للصحة، في مناصب عليا في مختلف الإدارات والمؤسسات التابعة للصحة على المستوى الوطني. وتساءلت المصادر التي تحدثت إلينا، عما إذا كان وزير الصحة سينجح في رفع التحدي بالنظر إلى الملفات الثقيلة التي يسيرها قطاعه..