الدهون والبهارات
يعاني الكثيرون من الأرق وقلة النوم ليلا ما يؤثر على مزاجهم العام وبالتالي على آدائهم وتعاطيهم مع الآخرين، وقد وجد العلماء بعض الأغذية التي تساعد الجسم على الاسترخاء، لكنها ربما لا تضمن النوم الهانيء.
يقول باحثون في النوم :أن النبأ السيئ للأشخاص الذين يحاولون الربط بين الأكل والنوم هو أنه من الصعب إيجاد أطعمة معينة تساعد على النوم. ويظل السؤال الذي تسهل الإجابة عنه هو ما هي الأطعمة التي ينبغي تجنبها؟
و في دراستهم تابعوا الأنظمة الغذائية وعادات النوم لـ459 امرأة من المسجلات في نظام مبادرة صحة المرأة الحكومي، فوجدوا أنه من بين عشرات العناصر الغذائية، تبقى الدهون هي العنصر الغذائي الرئيسي الذي يرتبط بشكل وثيق بقلة النوم.
شبح الدهون
ويتصف النساء اللواتي يتناولن أكبر قدر من الدهون في أغذيتهن بالنوم لفترات قليلة وأخذ أقساط أكثر من القيلولة بسبب إحساسهن بأنهن لم يحصلن على ما يكفيهن من النوم خلال الليل. ويعتقد الباحثون أن هذا التشخيص لا ينطبق على هؤلاء النساء فقط، وإنما على غيرهن أيضاً.
وإذا كانت الدهون تمنع الجسم من النوم، فإن البدناء هم أكثر الناس معاناةً من قلة النوم، ويوضح هولاء أن ذلك قد يكون ذلك ناتجاً عن ارتفاع معدلات انقطاع النفس الانسدادي غير المشخص أثناء النوم بسبب هبوط العضلات وارتخائها، لكن يبدو أيضاً أن السمنة بحد ذاتها مرتبطة بقلة النوم. وقد يكون لذلك علاقة بالتشويش الذي تتعرض له الهرمونات التي تراقب إحساسنا بالجوع والامتلاء عند حدوث اضطراب في النوم.
إلى جانب الكافيين، ينصحوا من يرغبون في التمتع بالنوم ليلاً بتجنب تناول البهارات والأطعمة الحارة في المساء. ويفيد وا أن مادة الكافيين قد تخطف النوم من الشخص لمدة تصل إلى 12 ساعةً بعد تناولها. ويكفي أنها تبقي مستويات الاستنفار عاليةً بحيث يتعذر على الإنسان خفضها أو إيقافها.
من ضمن موانع النوم، هناك الكحول والأغذية التي تحتوي عليه. إن شرب الكحول يسبب اضطرابات في دورة النوم. فهو يؤخر بداية انسداد الجفون السريع ويقصرها، ويحرم الجسم من التمتع بالنوم الهانئ. وعلى العكس يحتوي العنب الأحمر على مواد تحفز إفراز هورمون الميلاتونين، ولذلك فإن تناوله كفاكهة يساعد على النوم.
كوب من الحليب
ماذا عن شرب كوب من الحليب الساخن أو مواد تحتوي على الحمض الأميني تريبتوفان، مثل لحم الديك الرومي والشعير، للمساعدة على النوم؟ إن مفعول بعض الأطعمة يعادل نظرياً بعض الأدوية وحبوب النوم ذات التأثير القوي، ويحتوي الحليب على مادة مشابهة في تأثيرها للمواد الموجودة في الحبوب المنومة، وذلك هو السر وراء تأثير الحليب الخرافي ومفعوله التنويمي.
لا يكمن السر وراء مفعول الحليب والشاي بالأعشاب وغيره من المنومات الطبيعية في جعل الشخص ينام، وإنما في مساعدته على الاسترخاء. وإذا أردنا الحديث عن الأطعمة المهدئة، فإن هناك العديد منها، غير أن الدراسات تشير إلى أن غالبيتها ذات تأثير قصير ومؤقت سرعان ما يتلاشى. أما فيما يخص تريبتوفان المحفز على النوم، فإن لحم الديك الرومي لا يتوافر على القدر الكافي منه بما يجعلك تأوي سريعاً إلى الفراش.
إن الإحساس بالتعب والرغبة في النوم بعد تناول وجبة دسمة له علاقة بكمية الأكل الذي تناولها الشخص، خاصة الكربوهيدرات، ولا يعني البتة احتواء هذا الأكل على مواد مساعدة على النوم.
وينصح المتخصصون بعدم تصديق ما يقال عن المفعول الوهمي أو التأثير السحري لهذا الغذاء أو ذاك الطعام في النوم، فقد تفيد صنوف الأكل في التمتع بصحة جيدة وتجنب أمراض معينة، لكنها لا يعول عليها كثيراً للظفر بليلة نوم هادئة.
منقول لكم