التمريض ومعانيه الاخلاقية والأنسانية بين الماضي والحاضر
ما
نريد توضيحه أن التمريض رسالة أخلاقية قبل أن يكون رسالة مهنية وتعليمية,
وأن الابحاث العلمية الهادفة والتطور العلمي حالياً سوف يغيرهذا المفهوم
الخاطئ للتمريض الذي يسعى بدوره إلى بناء الثقة بين الاستاذ والطالب
والمريض, وإن هذا التطور لن يكون عائد فقط على شخص أو فرد ولكن عائد على
جميع أفراد المجتمع .
ان ما جعلنى اختار هذا الموضوع
أولاً: هو
ما قرأته عن هؤلاء العظماء الذين تصدروا وسطروا أسمائهم بحروف من نور فى
كتب التاريخ ليكونوا لنا عزه و لنتعلم منهم, ان التمريض في حياتهم كان
جهاداً أخلاقياَ وإنسانياَ ولم ينتظروا الأجر, إلا من الله فأصبحت سيرتهم
عطره نحتفي بهم وندعو لهم ونقدرهم فهم السباقون في وضع النظريات
الأخلاقية والإنسانية وإذا تعمقنا أكثر في سيرتهم لوجدنا الكثير من
النظريات التمريضية العظيمة.
ثانياً:هو
ما ألا إليه وضع التمريض في هذا الوقت, برغم كل ما نمتلكه من تكنولوجيا
فقط أخفقنا في ان نتقدم خطوة الى الامام لنغير مفهوم التمريض الخطأ و وعلى
العكس فقط ساعدنا على نمو هذا المفهوم من خلال تقديم أنفسنا ومصالحنا على
ان نقدم جديد في هذا المجال او نغير هذا المفهوم وتناسينا ان هذا العلم
أمانة بين أيدينا سوف نحاسب عليه أمام الله.
ثالثاَ:
معظم البشر مارس التمريض منذ بداية الخلق حتى الأن, فالتمريض يعني
(العناية والرعاية في الصحة والمرض) من منا لم يعتني بزوجه وأولاده في
المرض والعكس فهذه فطرة فطرنا الله عليها فنحن نؤدي مهنة التمريض بكل
اخلاق وأنسانية في بيوتنا وداخل عائلتنا وفي مجتمعنا, ومن الواجب ان يظل
هذا التفاني في الأداء مع كل من يحتاج اليه.
بسم الله الرحمن الرحيم «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً» صدق الله العظيم (سورة المائدة 32)
فأسمحوا لي ان نستعرض بكل فخر أسماء هؤلاء العظماء ونبذه عن حياتهم
المهنية, وفيما يلى بيان لبعض أمهات المؤمنين والصحابيات اللاتي اشتركن فى
غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ودور كل منهن.
أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها خرجت مع أم سليم فى غزوة أحد مع الرسول وفى غزوات أخري، وقامت بتمريض الرسول حين اشتد به المرض (1).
أم أيمن (حاضنة الرسول رضي الله عنها) هاجرت
الهجرتين، وشهدت غزوة أحد وكانت تسقى الجرحى وتداويهم وقد استشهد زوجها فى
إحدى المعارك.
أم سليم (والدة أنس ابن مالك) شاركت فى غزوات أحد وخيبر وحنين ورافقت السيدة عائشة رضي الله عنها فى غزوة أحد وكانتا تنقلان المياه وتسقيان عساكر المسلمين وتداويان الجرحى.
روفيدة الأنصارية، وكعيبه الأنصارية قيل
فى بعض الكتب أنهما أختان( 2)، وفى بعض الأخرى أنها شخص واحد لها اسمان،
بايعتا الرسول بعد الهجرة واشتركتا فى الخندق وخيبر(3), وكانت روفيدة
أوكعيبه أول سيدة تعمل فى نظام أشبه ما يكون بنظام المستشفي الميداني فى
وقتنا هذا(4), حيث اتخذت خيمة فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فى
يثرب (المدينة المنورة) مكانا يأوي إليه والمرضى(5), وكونت فريقا من
الممرضات المتطوعات قسمتهن الى مجموعات لرعاية المرضى نهارا وليلا ولم يكن
عمل روفيدة مقتصرا فى الحروب فقط(6) بل عملت أيضا فى وقت السلم تعاون
وتواسى كل محتاج(7), وهي اول من أنشأت بما يسمى حالياَ المستشفى الميداني
فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم(8).
أم سلمة رضى الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم ، هاجرت الهجرتين واشتركت غزوات الحديبية وخيبر وحنين وكانت تسقى الماء وتداوى الجرحى.
أميمة بنت قيس الغفارية أسلمت وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة وفى غزوة خبير مع مجموعة أم سلمة تداوى الجرحى وتعين المسلمين.
أم زياد الأشجعية شاركت
فى غزوتى خيبر وحنين وكانت تسقى وتداوى الجرحى وتناول السهام
للمحاربين.
أم حبيبه الأنصارية "نسيبه بنت الحارث" قيل أنها اشتركت مع الرسول صلى الله عليه وسلم فى سبع غزوات منها خيبر، وكانت تداوى الجرحى وتعد الطعام وتقوم على رعاية المرضى.
وأخبرنا
التاريخ على أن نشاط المرأة العربية المسلمة أستمر إلى ما بعد انتشار
الإسلام خارج الجزيرة العربية فقد شهدت بغداد وقرطبه والأندلس نشاطا
كبيرا من النساء اللاتي عملهن فى التمريض
وممارسته.
ففى أوائل الدولة الأموية كانت زينب "طبيبه بنى أود" من الماهرات فى صناعة حالةومداواة آلام العين والجروح وكانت تمرض النساء والرجال على السواء.
وكانت أخت الحقيد ابن زهر الأندلس وابنتها لهما
دراية واسعة فى مداواة أمراض النساء كما كانت أم الحسن بنت القاضى أحمد
الطنجالى من أهل الأندلس ملمة بعلوم كثيرة أبرزها الطب وقد درست حتى فهمت
أسبابه وأعراضه.
وساهمت النساء فى مساعدة الطبيب فى عملة فقد جاء أن الزهراوى كان يقف خلف ستار خفيف ويعطى إرشاداته المناسبه للقابلات فى الحالات العسرة.
يتبين لنا من تاريخ التمريض فى العصر الإسلامى ما يلى:
- قيام المرأة الأجنبية بتمريض ومعالجة الأجنبي فى حالات الضرورة.
- جواز تطوع الأنثى لخدمة الجيش وتمريض عناصره وجوب استئذان القيادة العليا للالتحاق بالخدمة بالجيش.
- جعل عمل المتطوعات فى مجموعات تقودها إحداهن.
- توزيع الممرضات حسب كفاءتهن وخبرتهن على الأعمال المناسبة منهن.
- اختيار الممرضات ذوات السيرة الحسنة، فقد كانت المتطوعات فى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين رضي الله عنهما أجمعين ونساء وأمهات الصحابة رضي الله عنهما أجمعين.
إن هذه الاسماء تدعونا الى الفخر فقد حملوا المسؤلية امام الله ورسوله و لم يطمعوا الا في رضى الله والان الخيار لنا
اما دنيا مصيرها الفناء او أخرةً فيها الخلود والبقاء
منقولة للفائدة