هل يأتي يوما ونتخلى فيه عن منصب عمل يسمى "المكلف بالاستقبال والتوجيه"؟


تتجه الجزائر من خلال العديد من القوانين التي تصدرها والإجراءات المتخذة إلى ما يسمى بالحكومة الإلكترونية ففي العديد من الدول أصبحت الكثير من التعاملات تتم عن طريق وسائل الاتصال الحديثة كجهاز الإعلام الآلي والهواتف الذكية فتجد الرجل في بيته يرسل رقم حسابه ورقمه السري ليصل إليه بعد برهة من الزمة رصيده البنكي أو حسابه البريدي الجاري 


سمعنا سابقا عن شروع وزارة العدل في رقمنة شهادة الجنسية والسوابق العدلية بما يسمح للمواطن من سحب تلك الوثائق وهو في بيته


كذلك السجل الوطني الآلي للحالة المدنية هو في اعتقادي خطوة لتسهيل الخدمة للمواطن وربما يكون في نفس السياق لشهادة الجنسية والسوابق العدلية حيث يسمح السجل بسحب شهادة الميلاد من بيته وجميع وثائق الحالة المدنية


فهل نحن في حاجة بعد كل هذا الى موظف الاستقبال والتوجيه؟ 
ليأتي سؤال بعده : هل نحن بحاجة إلى موظفين ومسؤولين يحتاجون لموظف الاستقبال والتوجيه؟ هذا إن حافظوا على مناصب عملهم هم أولا ليكي يحافظوا على منصب عمل موظف الاستقبال والتوجيه؟


إن من تحدديات الموارد البشرية في عصرنا الحالي هو التطوري التكنولوجي وما تبعه من تسريح والإستغناء عن الكثير من العمال نتيجة إحلال المكينة مكان العامل فأصبح المصنع يسير =كمشة= من العمال وينتجون أكثر بكثير ممما سبق 


إن التطور في العصر الحالي والمذهل في وسائل الاتصال جعل الدول تتجه لإحلال وسائل الاتصال والأجهزة الرقمية محل العمال لتقليل التكاليف والسيطرة عليها، والقضاء على مظاهر سلبية كالغيابات والتأخرات والإضرابات وأصوات النقابات المنادية بحقوق العمال وتخفيض ساعات العمل فتج جهاز الكمبيوتر يعمل 24/24 سا ولا تجد له نقابة ولا يشتكي اللهم إلا إذا انقطع الكهرباء 


قلت أولئك المسؤولون سيجدون أنفسهم من دون عمل وبالتالي لا نحتاج إلى موظف يعمل في كشك الاستقبال والتوجيه ولا تجده إلا عبوس الوجه، تتطاير من ةعينيه النيران كلما سألته عن المدير 


فهل سنصل إلى مرحلة إدارة إلكترونية وتصبح البلدية عبارة عن مختصين فنيين في وسائل الإتصال فقط من أجل ضمان صيانة وتشغيل تلك الأجهزة؟