السلام عليكم إخواني الأعزاء
أماَّ بعدْ
من الواضح جيداً أننا هنا أمام حالة من الحالات المتعددة التي تؤكد و تبين كل مرة مدى تفريطنا في صيانة أماناتنا .
إذا تعلق الأمر بصيانة مصالحنا الشخصية فإننا نزايد ونغالي في إبراز قيم أنفسنا و لا نهتم إلاَّ بما قد يجعلنا نرْقى أو نترقىَّ أو على الأقل ما قد يُعَزّٓزُ بقاءَنا في مناصبنا الإدارية ، لكن إذا تعلق الأمر بصيانة المال العام و صيانة مصالح غيرنا فلا نكثرت بذلك أبدًا ولا نعير له أدنى الاهتمام بل نهمله أحيانا، إهمال اللَّامُبَالاةْ. ولا ننتبه للنتائج و لِلتَّبِعَاتِ إلاَّ بعد فوات الأوان ، ثم لا نلبث أن نبحث عن تبرير كل ذلك ، بتقليص غيرنا، أو بعدم قبول هيئات الرقابة ، مثلا، معالجة تبعات إهمالنا لواجبنا و لامُبَالاتنا. ونجعل من ، المراقب المالي، أمين الخزينة ، لجنة الصفقات، ....، ذريعة واهنة وشمَّاعة نُعلِّقُ عليها كُلَّ أخطائنا، وعجزنا، وجهلنا، ولا مبالاتنا ، وكسلنا، و يحصل ذلك كلما حاولنا إيجاد من نحمله المسؤولية.
-----------------------------------
-أين تركنا في كل هذا ، وجوب احترام شروط استلام الصفقة
-أين تركنا في كل هذا وجوب احترام شروط ضمان الصفقة
تأسيس الكفالات وكيفية استردادها.
-أين تركنا في كل هذا وجوب احترام شروط التسديد.
زمن وكيفية تقديم حسابات الأشغال المؤقتة والنهائية .
---------------------
إنَّهُ لٓٓأمْرٌ مُحْزِنٌ. أخي لماَّ نطَّلِعُ أحياناً على تساؤلات هكذا، محبطة للغاية ، لا تجعلنا نرقى بمسؤولياتنا إلى المستويات اللائقة بنا والمطلوبة .
------------------------
إنَّهُ لٓأمْرٌ جميلٌ دائماً ، لماَّ نتجادل ونتحاور سويا عبر هذا المنتدى المميز ، وتختلف آراءنا أحيانا، لنبحث ونتبادل بعض تجاربنا السابقة علنا نجعلها و نجدها حلولا لعتراتنا الراهنة. عَلَّنَا أيضاً نرقى بأمور مشاريعنا ولو بقليل جداً مقارنة بما مضى.
لكننا أحياناً نأبى ذلك ولا نرضى إلاَّ بما يقهقرنا ويحبط معنوياتنا. لكن كلاَّ. ثم كلاَّ،
سنثابر وسنحاول ، إن شاء الله، ودون تردد، وكل حسب مُسْتَطَاعِهِ. بأن نمد العون لمن يطلبه ونأخذ بيد أصدقاءنا الموظفين القائمين على شؤون أمورهم بتفاني وبكل صدق.
-------------------------------------
في رأيكم إخواني
- ذلك الذي كان من واجبه ومن مسؤوليته متابعة ضمان نجاعة الطلب العمومي. حسب شروط المادة 5 من قانون الصفقات.
- ذلك الذي كان من واجبه ومن مسؤوليته حسن تحديد حاجياته ومتابعة حسن تنفيذها . حسب شروط المادة 27 من قانون الصفقات.
- ذلك الذي كان من واجبه ومن مسؤوليته السهر على اعداد الصفقة وملاحقها وضبط كمياتها في أوانها حسب شروط المادة 138 من قانون الصفقات.
- ذلك الذي كان من واجبه ومن مسؤوليته السهر على إشعار المتعامل للاطلاع على الحساب العام والنهائي خلال الثلاثة اشهر من تاريخ الاستلام الموقت. حسب شروط المادة 41 من دفتر الشروط الإدارية العامة .
--------------------------------
لكنه أَخَلَّ بكل هذه الواجبات والمسؤوليات
ليأتي في آخر المطاف ليقول لنا بعد الاستلام النهائي للصفقة ، اكتشف بأن بعض الأشغال الزائدة التي أنجزها المقاول لم يتم إدراجها وتسويتها بملحق ولمْ يَتَلَقَّ المقاولُ تسديدًا بشأنها .
إنها تلك الأشغال :
التي من المفروض ومن الواجب أنها استلمت مؤقتا في أجالها التعاقدية .
وأنه من المفروض ومن الواجب ، تم ظبط حساب كمياتها النهائية وصادق عليها المتعامل خلال الثلاثة أشهر من الاستلام الموقت. أو تم تسويتها بملحق كأقصى حد قبل الاستلام النهائي. حسب شروط المادة 138 من قانون الصفقات
وأنه من المفروض ومن الواجب، تم الاستلام النهايي بعد انقضاء مدة الضمان ومعاينة الاشغال المنجزة بعد رفع كل التحفظات .
وأنه، ربما ، تم استرداد كفالة الضمان خلال الشهر الموالي لتاريخ الاستلام النهائي. حسب شروط المادة 48 من دفتر الشروط الإدارية العامة .
---------------------------------------
هل ، بعد هذا الإكتشاف الجبار، سيتم تأسيس كفالة أخرى أم فقط كفالة إضافية للأشغال الزائدة ، أو ربما لا هذا ولا ذاك .....؟؟؟؟ .
هل ، بعد هذا الإكتشاف الجبار، سيتم إبطال الحساب العام والنهائي الأول وتعويضه بحساب نهائي آخر .....؟؟؟؟
هل سيتم إبطال محضر الاستلام النهائي وإعادة إجراءات التسوية من جديد....؟
----------------------------------
إخواني ، كوننا أعوان مكلفون بمتابعة تنفيذ الصفقات الموكلة إلينا، فعلى الرغم من كل اجتهاداتنا ومحاولاتنا للوصول إلى حسن التكفل بمتابعة تنفيذها ، وعلى الرغم من الظروف ، ربما الصعبة التي لا تساعدنا أحيانا في حسن القيام بذلك، ففي هذا المجال ، هناك أمور يمكن استدراكها ومعالجتها إن لم نقل نستدركها في أوانها ، نستطيع أن نقول على الأقل ، نستدركها في حدود ما يمكن أن يتقبله المعقول.
ولا ننتظر إلى غاية تعفّن الأمور ، استسمحكم عن التعبير، ثم نبحث عن الحلول عبر استشارات قانونية ، أو نطلب من المراقب المالي، أو من هيئة أعلى، أن تجيز لنا ما لا يتقبله المعقول.
-----------------------------------
جميعنا نبقى من ثمار هذا الوطن العزيز، فقط نصون أداء أماناتنا لنحافظ على مكتسباته
------------------------------------
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.