لم تنل الفلسفة التطبيقية في برامج التعليم بالجزائر المنبثقة عن الإصلاحات التي عرفتها المدرسة الجزائرية منذ سنوات، حقها اللازم على غرار العديد من دول العالم، بالنظر لأهميتها في صقل قدرة التلميذ وهو في بداية مشواره التعليمي على التفكير المنظم مما ينعكس إيجابا على أدائه التربوي. بحث اليوم الدراسي الذي نظمه مؤخرا قسم العلوم الاجتماعية بالمركز الجامعي بخميس مليانة في ولاية عين الدفلى، سبل تدريس الفلسفة في الأطوار الأولى للتعليم سيما بالمرحلة الابتدائية في سياق نشر الفلسفة التطبيقية. وتطرّق الأساتذة الباحثون في مداخلاتهم إلى ضرورة تنزيل الفلسفة من عالم المثل والماورائيات ووضعها على الأرض للاستفادة من قدرتها على مساعدة الإنسان وطفل المدرسة بالدرجة الأولى على التفكير. أما الدكتورة ميلون إزابيل، مديرة معهد الفلسفة التطبيقية بجامعة السربون، فتساءلت في مداخلتها التي عنونتها بـ''الفلسفة كممارسة بيداغوجية أو كفن للتساؤل''، عن كيفية إدماج الفلسفة التطبيقية في كافة مراحل التعليم من خلال البحث عن محرّكين لهذه النظرية التي باتت تمثل مشروع مؤسسة في فرنسا وهم المؤطرين التربويين الذين يجب إقناعهم بهذه المهمة المسندة إليهم ثم تكوينهم في مبادئ ومصطلحات البحث والحوار والمناقشة، ولن يتم ذلك حسب الدكتورة ميلون إلا بإدراك عمق الفلسفة الذي لم نصل إليه، بسبب التجاهل الذي يلاحقها من طرف المجتمع وحتى من قبل النخبة ذاتها، وما يعبر عن أهمية هذا العمق كما أضافت، هو تجاوب كل أطفال العالم وتعايشهم مع بعضهم البعض رغم أنهم لا يشتركون في اللغات التي يتواصلون من خلالها، بينما يختلف الكبار الذين يتحدثون لغة واحدة حول أبسط الأمور.