rachi1969 كتب:إذا طبقنا روح القانون والغاية المنشودة منه، فاني أعمل أرى شخصيا بتطبيق نفس الاجراءات المطبقة على الصفقة على الاتفاقية من اعلان الى فتح الى تقييم الى اعلان منح مؤقت ، واذا صادف أنكانت هناك طعون أو شكاوى فيتم الرد عليها من طرف مسؤول المصلحة المتعاقدة الذي إتخذ مسؤولية قرار المنح ومن واجبه اتخاذ مسؤولية الرد عمن يشكك في اختياره ( الرد على الطعون ).
و ذلك هو المقصود بالفعل أخي الكريم ... فإن كنا امام مقتضيات إختصاص لجان الصفقات، فإن ذلك لا يعفي المصلحة المتعاقدة من إقرار حق المتعهدين في تبليغهم بنتائج التقييم و فتح المجال أمامهم لفعتراض على إختيار المصلحة المتعاقدة .. و إلا لكانت المصلحة المتعاقدة تتصرف كسلطة و هو أمر غير صحيح فهي مجرد طرف متعاقد و للطرف الآخر حقوقه .. و " فلسفة " الطلب العمومي نفسها تقتضي إحترام كل ما من شانه تحقيق الشفافية الكاملة.
كما أننا قد دخلنا عصرا جديدا من الضروري أن تتغير فيه العقليات قليلا ... فإذا كنا ننظم " منافسة " و ندعو إليها مؤسسات و متعاملين في السوق، ألا يكون من واجبنا أن نتصف بسلوك فيه بعض الإحترام أو على الأقل اللباقة في التعامل مع محيطنا ... كما تجد الكثير من الإخوان يشتكون من عدم إستجابة المتعاملين الإقتصاديين لدعوات المنافسة، و لكن ألم يتساءل أحد منا عن أسباب عدم الإستجابة هذه ؟ نحن نعيش في الجزائر و الناس يدفعون الرشاوى للفوز بمششروع هنا أو مشروع هناك .. فكيف تأتي الإستشارة غير مجدية بسبب عدم تلقي العدد الكافي من العروض إلا إذا كان هؤلاء المتعاملون يائسين مبدئيا من جدية المصلحة المتعاقدة و من شفافية إجراءاتها.
صحيح ان القانون و من حرفيته لا ينص على إعلان المنح المؤقت و على الطعن في إختيار المتعامل المتعاقد حين يتعلق الأمر بالإستشارات بمفهوم المادة 06 .... و لكن سؤالي هو التالي : هل يوجد في قانون الصفقات نفسه ما يمنع المصلحة المتعاقدة من تبليغ المشاركين في الإسشتارة بنتائج التقييم أو ما يمنعها من أن تطلب منهم تقديم شكاويهم المحتملة إلى مسؤول المصلحة المتعاقدة أو إلى لجنة خاصة يقوم هذا الأخير بإنشائها خصيصا لهذا الغرض ؟
إذا كان هدفنا هو ترشيد أساليب تسيير الشان العام فلا يجب أن يتحول القانون إلى صنم يعبد .. بل إلى نصوص لها حرفيتها و لها روحها ... و النص لا يطبق بطريقة سليمة إلا إذا بإستلهام روحيته .. و القانون أي قانون كان إنما يضع الأطر العامة .. و قانون الصفقات ليس قانون مرور ... و عملية التسيير تتطلب بعض الذكاء و بعض المبادرة و بعض التكيف و التأقلم .. بإختصار بعض الجهد ... و لا تخافوا فلن يدخل أحد السجن لأنه إجتهد في وضع بعض الإجراءات التي سكت عنها القانون طالما أنها لا تخالف نصا قانونيا و طالما انها في الأخير تحقق أحد مقاصد قانون الصفقات نفسه.